عمان- القدس العربي- بسام البدارين:
إنطلاق أول سحابة غاز سامة في الغوطة الشرقية لدمشق إنتهى بالإعلان الأردني الرسمي عن إجتماع أركان الحرب وجنرالات قادة جيوش تسعة دول عربية وغربية.
أجندة علنية هذه المرة للإجتماع ستبحث وفقا لبيان أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية تداعيات الأحداث الجارية في المنطقة وخاصة الأزمة السورية.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية الحكومية بترا قد نقلت عن مصدر في القيادة العامة أنه وبدعوة من رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل محمد الزبن وقائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال لويد اوستن سيعقد اجتماع في الاردن خلال الايام القليلة القادمة.
الإجتماع يحضره رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الاركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا.
وسيشكل هذا الاجتماع- وفقا لبترا- فرصة للدول المشاركة الشقيقة والصديقة لبحث الامور المتعلقة بأمن المنطقة وتداعيات الاحداث الجارية خاصة الازمة السورية وتأثيراتها بالاضافة لبحث اوجه التعاون العسكري بين هذه الدول والمملكة الاردنية الهاشمية بما يحقق ويحفظ أمن الاردن وسلامة مواطنيه.
يمكن ببساطة ملاحظة أن هذا الإجتماع اللافت لم يعد مهما ما إذا كان معد سلفا ضمن برنامج سابق أو تم الإعداد له بسرعة في الأيام القليلة الماضية بحسب سلسلة التطورات على الساحة السورية واللبنانية والمصرية .
ولم يعد مهما حضور إسرائيل لهذا الإجتماع فهي ممثلة بأصدقائها العرب والغربيين.
لكن الأهم ملاحظة أن هذا الإجتماع الذي إرتبط بعنوان أردني بإمتياز هو (حفظ أمن الأردن وسلامه مواطنيه) ينتظم لأول مرة في عمان بعد إنعقاد عدة نسخ منه في الماضي بتركيا وقطر.
معنى ذلك أنه الأجتماع العسكري الرفيع الذي يعقد لأول مرة على بعد عدة كيلومترات من الحدود السورية وعلى بعد أقل من ساعة في السيارة عن محيط ومداخل العاصمة دمشق.
ويمكن في الوقت نفسه الإنتباه لإن هذا الإجتماع ينظم بعد إستعمال النظام السوري للسلاح الكيمائي في الغوطة الشرقية وبعد تكثيف العمل الإستخباري في المنطقة خلال اليومين الماضيين لجمع أدلة وبينات وشهادات وبعد وصول بعض الأدلة لأطراف في الأردن.
كذلك يعقد الإجتماع بعد تشكيل (خلية أزمة) سعودية أمريكية على تواصل مع الفرنسيين والأردنيين وممثلي دول خليجية في مقر السفارة الأمريكية في عمان.
هذه الخلية كانت تدار بكفاءة من خلال الأمريكيين ونائب وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن سلطان وطوال الأسابيع الماضية وتمكنت هذه الخلية من إدخال مجموعة سلاح نوعي لمعارضي الجيش الحر بهدف إعادة التوازن ميدانيا على الأرض السورية.
نشاط مجموعة الأزمة هذه التي لم يكن من الممكن التستر عليه خصوصا بعد دخول رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا لدرعا عبر الأردن وتدشين إجتماعات لتشكيل نواة للجيش الوطني السوري المعارض وإستقبال شخصيات من طراز العماد مناف طلاس.
هذه العلنية دفعت وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتوجيه رسالة شديدة اللهجة للأردن تكشف بوضوح بان قواعد اللعبة بين عمان ودمشق بدأت تتغير.
المعلم رفع من مستوى الغلاظة الأسبوع الماضي وهويعتبر أن الأردنيين يلعبون بالنار مستعرضا دخول أسحلة ورجال عبر الحدود إلى بلاده متحدثا عن معسكرات تدريب للمعارضة المسلحة.
بعد ذلك وبرأي الكثير من المراقبين الأردنيين شكل إنطلاق صواريخ كيميائية على مسافة قريبة من الحدود الأردنية خطوة بمثابة إعلان حرب على الأردنيين بسبب الأخطار الشاملة والجسيمة لإحتمالية عبور الغازات السامة عبر الهواء والحدود ووصول مخاطرها لكثر من 13 قرية أردنية تقبع على الحدود مع سوريا أو بالقرب منها.
رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور سبق أن كشف النقاب في حديث مباشر للقدس العربي عن سيناريو حقيقي من الهواجس الكيمائية العابرة من سوريا مشيرا لإن الأردن ينبغي أن يستعد لمثل هذا الأمر.
النسور قال أيضا بأن بلاده تفكر بالأوضاع الميدانية في حالة حصول إنهيار أو فوضى في الدولة السورية الحالية حيث سنستقبل في هذه الحالة- الكلام للنسور- نوعين من المهاجرين الأول هم المهاجرون المعتادون والثاني مهاجرون من طوائف مختلفة سيتطلب وجودهم إحتياطات أمنية خاصة لعزلهم عن بقية الطوائف.
النسور قال: لا نريد ان نغرق في مستنقع هذه التعقيدات وعلينا الإستعداد لكل الإحتمالات.
قبل أربعة أيام فقط من مجزرة الكيماوي السوري في الغوطتين الغربية والشرقية خرج النسور للإعلام واعلن بأن الأردن طلب المعونة من العالم للتصدي لإحتمالات إنفلات السلاح الكيماوي في سوريا المجاورة.
يعني ذلك ان الأخطار باتت حقيقية وجوهرية وان مصلحة الأردن المباشرة حسب مدير الأمن العام الأسبق الجنرال مازن القاضي تتطلب الإنتقال وفورا لمستوى ترتيب منطقة أمنية عازلة تحتوي شرارة الحريق السوري.
الجنرال القاضي قال للقدس العربي بأن أهالي القرى الأردنية المحاذية للحدود مع سوريا ينامون مع أصوات المدافع وغبار الحرب.
وفي مؤسسة القرار الأردنية وأجهزتها العميقة تفكر حاليا غرف العمليات بمسألتين أساسيتين: كيف نحتاط لعدم وجود خلايا نائمة بإسم مخابرات نظام بشار الأسد ؟…وكيف سنتعامل مع أخطار الكيماوي السوري لو أصبح خيارا يائسا لنظام دمشق؟.
المؤسسة الأردنية في أعماقها لا تخفي قناعتها بأن مصالحها تتطلب صمود وبقاء النظام السوري الحالي بدلا من خيارات الإنفلات وتصلب شوكة الإسلاميين وفصائل المعارضة المتشددة.
لكن في الربع ساعة الأخير وبموجب تطورات الميدان تبدو المؤسسات الأردنية على قناعة بأن الرهان على صمود نظام الأسد بعد تأخر الحسم كثيرا لم يعد ينطوي على حكمة.
لذلك يقتنع مسئولون بارزون بينهم وزير الخارجية ناصر جوده ورئيس الحكومة ونخبة كبيرة من سياسيي عمان بأن مرحلة الإستعداد (للأسوأ) بدأت.
وبأن المملكة لا تستطيع المجازفة بعد الأن بأمنها القومي خصوصا بعدما رفض الأردن- ولا زال يرفض- عدة مرات دخول قوات عسكرية أجنبية من حدوده إلى داخل سوريا.
منذ أكثر من عام إستمعت القدس العربي لمسئول أردني في أرفع المستويات وهو يتحدث عن تحفظ عمان على خطة وضعها الأمريكيون والإسرائيليون وتقضي بالسيطرة المسبقة على مخاون السلاح الكيماوي السوري عبر فريق كوماندوس بدلا من تركها للنظام أو وقوعها بيدي المجموعات الإسلامية المتشددة.
تحفظ عمان كما فهمت القدس العربي آنذاك كان مردة مسألتان: حاجة عملية من هذا النوع لأكثر من ثمانية ألاف عسكري محترف على الأقل وهو عدد لا يمكن تنفيذ العملية به سرا وكان هذا التحفظ الأول.
التحفظ الثاني يتعلق بعدد الضحايا الكبير المتوقع من عملية من هذا النوع خصوصا في اوساط المدنيين في حال إنكشاف العملية.
النشاط على جبهة الإجتماعات العسكرية في الأردن يوحي ضمنيا بأن مستوى إحساس عمان بالخطر تضاعف , وبأن إحتمالات إستدعاء السيناريو سالف الذكر بعنوان السيطرة على مستودعات السلاح الكيماوي السوري تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية, الأمر الذي دفع صحيفة لوفيغارو الفرنسية للحديث عن تجهيز فرق كوماندوس مستعدة للتدخل أو دخلت فعلا.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- Download Movavi PDF Editor 3.2.0 With License Keyبقلم أبو العلاء المعري
- EAZ Solution Eazy Fix 12.9.2710678376 Download 2025 Editionبقلم أبو العلاء المعري
- Download StudioLine Web Designer 5.0.6 Full Installerبقلم أبو العلاء المعري
- Driver Genius Platinum 23.0.0.137 Download Free For PCبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools Image Viewer Pro 5.0 Free Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- VenueArc Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- Silverbullet 0.7.6 Download For Windows PC Freeبقلم أبو العلاء المعري
- Symantec Endpoint Protection 14.3.12154.10000 Download For Windowsبقلم أبو العلاء المعري
- Pinnacle Imaging HDR Expose 3.7.0.13816 Download Free For Allبقلم أبو العلاء المعري
- Articulate Studio 13 Pro V4.11.0.0 Download Free Portable Versionبقلم أبو العلاء المعري
- DMS-Shuttle 1.4.0.130 Download For Windows (Cracked)بقلم أبو العلاء المعري
- Oasys Frew 20.0.10.0 Free Version Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Download Russian Visual Vocabulary Builder 1.3.1 For Windows Freeبقلم أبو العلاء المعري
- IPixSoft Video Slideshow Maker Deluxe 6.0.0 Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- Cisdem AppCrypt 3.5.1 Download With Patchبقلم أبو العلاء المعري
- O\u0026O BlueCon 22.0.13009 2025 EXE Download Linkبقلم أبو العلاء المعري
- Digital Video Repair 3.7.1.2 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- GBurner Virtual Drive 5.2 Offline Installer Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Trisun PC WorkBreak 10.1.038 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools Excel Recovery 4.1 (2025) Download For PCبقلم أبو العلاء المعري
- Download Movavi PDF Editor 3.2.0 With License Key
أحدث التعليقات
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح