سردار أحمد
الحلقة الثامنة:
مهزلة اختلاف عورات النساء- الجزء الثالث
الخلوة بالجواري والعبيد:
حرم الإسلام الخلوة بين رجل و امرأة لم يربط بينهما زواج أو محرمية، فلا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلاَّ مع ذي محرم، وفي رواية أحمد عن عامر بن ربيعه: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخْلّوَنَّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها فان ثالثهما الشيطان، لكن لم يشمل ذلك الكلام في الدين الإسلامي الجواري والإماء، حيث أن عورة الأمة مع رجل أو امرأة ما بين السرة والركبة، وعورة الحرة مع الذكور المسلمين الأجانب جميع جسدها إلا وجهها وكفيها وأما مع الكافر غير عبدها فجميع جسدها حتى الوجه والكفين. قال الإمام أبو سعد المتولي: إن كانت زوجته أو “جاريته” أو محرما من محارمه، فهي معه كالرجل مع الرجل، فالأمة مع الرجل كرجلين. والأمة ليست لها حرمة الحرة.
“… كانت عادة المؤمنين أن تحتجب منهم الحرائر دون الإماء” (مجموع فتاوى ابن تيمية- ج3 ص371). حيث قال أصحاب محمد في غزوة بني قريظة عن الوضع الاجتماعي لصفية ومستقبلها مع النبي محمد: ” انظروا إلى رسول الله (ص) فإن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي سريته…”
وقالوا في الخروج بالنساء في الرحلات أو الغزوات..الخ: ” فإن كان لا بد من إخراجهن فالإماء دون الحرائر لأن حكم الاختلاط بالرجال في حق الإماء أخف… وأنه لا بأس للأمة أن تسافر بغير محرم وليس للحرة ذلك إلا مع زوج أو محرم” (شرح السير الكبير- باب الجهاد ما يسمع منه وما لا يسمع- ج1 ص66)
و”يحرم أن تتزين امرأة (لمحرم غيرهما) أي غير زوجها وسيدها لأنه مظنة الفتنة.” (كشاف القناع من متن الإقناع- كتاب النكاح وخصائص النبي- ج16 ص438).
لكن المسلمين في النهاية يتكلمون عن الحجاب والشرف بطريقة غريبة، فمثلا: ” روي أن عمر رفع إليه: ذمي نخس دابة عليها امرأة مسلمة فرمحت فأسقطتها فانكشفت بعض عورتها، فأمر بصلبه في الموضع.” (تفسير القرطبي- ج8 ص83)
“وقد قتل عمر رضي الله عنه علجا نخس بغلا عليه امرأة فسقطت فانكشفت عورتها” (حاشية الدسوقي على الشرح الكبير- ج7 ص288)، وكأن الحرائر فقط لديهن عورة دون الإماء، وهن فقط لو اختلين مع الرجل كان الشيطان ثالثهم، ومعهن فقط تكون الفتنة.
ذُكِر في (البحر المديد- ب59 ج5 ص115)…” ثبت أن زوجة الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه لم تخرج من دارها إلا خرجتين؛ خرجة حين زفت إلى زوجها وخرجة إلى المقابر. نفعنا الله ببركاتهم. آمين.” فهي امرأة شريفة طاهرة مدعاة للفخر…
هل يا تُرى كان الإسلام يقبل بعدم خروج الجارية؟! وحتى لو كانت تلك الجارية أم ولد لرجال الإسلام؟!، فقد قال المسلمون: “بعنا أمهات الأولاد على عهد النبي (ص) وأبى بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا”، وهل قلة شرف الجواري (كما يقول الفقه الإسلامي) هي ميزة فيهن عندما خُلِقن، أم ميزة وهبها لهن الخالق جل جلاله كما فعلها مع الكبش والتيس؟!
” قال بعض القُصّاص: ومما فضل اللّه عزّ وجلّ به الكبْش أن جعله مستورَ العورة من قُبُل ومن دبُر وممَّا أهان اللّه تعالى به التيس أن جعله مهتوكَ الستر مكشوف القبُل والدُّبُرِ.” (الجاحظ- كتاب الحيوان- 484)
” قال سعيد بن خالد اليماني: كان عندنا قاص يكنى بأبي خالد قال في دعائه: يا ساتر عورة الكبش لما علم من فضله وصلاحه، وهاتك عورة التيس لما علم من قذره وفجوره، استر علينا وارحمنا وأهتك ستر أعدائنا.” (البصائر والذخائر- ج2 ص94)
وقيل عن الخلوة ومتى تكون قد صحت أو تحققت: ” إن كان معهما جارية الرجل قال أبو يوسف لا تصح. وقال محمد تصح وإن كان معها جارية المرأة اختلفوا فيه والفتوى على أنها تصح وإن خلا بها ومعها كلب أحدهما قال الحلواني إن كان لهما لم تصح الخلوة؛ لأنه إذا رآها ساقطة تحت رجل يصيح وإن كان للرجل صحت.” (الجوهرة النيرة- ج4 ص30)
قال أبو نواس:
بنتُ العلاءِ أتتنا وهي حافيةٌ ……. في يوم وحلٍ كثير الماء والطينِ
قالت لنا قولةً من بعد خلوتها ……. قالت لكم جدّتي باللَهِ نيـ*وني
فمرّ واللَهِ يا يحيى بفقحتِها ……… ما مرّ بالطبلِ في يوم الشّعانينِ
• عورة الصغير والصغيرة:
” قال الشيخ في”الإمام”: وعقبة الأصم تكلم فيه واستدل الشيخ في “الإمام” على أن الصغير ليس له عورة بحديث رواه الطبراني في “معجمه الكبير” أخبرنا الحسن بن علي عن خالد بن يزيد عن جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال: {رأيت رسول الله (ص) يفرج ما بين فخذي الحسن وقبل زبيبته} انتهى. (نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية- ج2 ص157)، « كان النبي (ص) يفرج بين رجلي الحسين ويقبل زبيبته » (النفقة على العيال- ج1 ص217) و “روي أيضا من حديث ابن عباس بلفظ: {رأيت رسول الله (ص) فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته}. (نيل الأوطار- ج2 ص478)
” أن النبي (ص) كان يقبل زب الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما وهما صغيران ” (المبسوط- ج12 ص375)
(ولا يحرم النظر إلى عورة الطفل والطفلة قبل السبع ولا لمسها نصا ولا يجب سترها) أي عورة الطفل والطفلة (مع أمن الشهوة) لأن إبراهيم بن النبي (ص) غسله النساء (ولا يجب الاستتار منه) أي من دون سبع (في شيء) من الأمور.” (كشاف القناع من متن الإقناع- كتاب النكاح وخصائص النبي- ج16 ص423). لكن هناك من حمل على نفى التعري بغير ضرورة أو حاجة تستعدي ذلك.
• بعض الحالات التي يسمح بها النظر للعورة وذلك للضرورة:
” ويستر منها ما عدا موضع الحاجة… كذا لمعرفة بكارة وثيوبة وبلوغ لأنه (ص) {لما حكم سعدا في بني قريظة كان يكشف عن مؤتزرهم} وعن عثمان أنه أتي بغلام قد سرق فقال انظروا إلى مؤتزره فلم يجدوه أنبت الشعر فلم يقطعه ” (كشاف القناع من متن الإقناع- كتاب النكاح وخصائص النبي- ج16 ص419).
وهذه أمثلة عن ما فعله المسلمون ونبيهم في غزوة بني قريضة عندما احتاروا في معرفة الصبي هل هو بالغ أم لا:
” أمر رسول الله (ص) بقتل من أنبت منهم يكشف عن عورته فينظر إليه…” (هميان الزاد، إباضي- ب27 ج11 ص27).
” أسلم الأنصاري قال: {جعلني النبي (ص) على أسارى قريظة فكنت أنظر في فرج الغلام، فإن رأيته قد أنبت ضربت عنقه، وإن لم أره قد أنبت جعلته في مغانم المسلمين}. (التلخيص الحبير في تخريج الرافعي- كتاب الحجر- ج3 ص454)
” (أن سعد بن معاذ حكم في بني قريظة فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم فكان يكشف عن مؤتزر المراهقين فمن أنبت منهم قتل ومن لم ينبت جعل في الزرارى)” (شرح الوجيز- ج10 ص279)
” قال عطية القرظي عرضت على رسول الله (ص) يوم قريظة فشكّوا في فأمر النبي (ص) أن ينظر إلي هل أنبت بعد؟ فنظروا إلي فلم يجدوني أنبت بعد فالحقني بالذرية.” (الشرح الكبير لأبن قدامة- ج4 ص513)
” عن عطية القرظى قال: (لما كان يوم قريظة جعل رسول الله (ص) من أنبت ضرب عنقه فكنت فيمن لم ينبت فعرضت على رسول الله (ص) فخلى عنى.” (المحلي- ج1 ص89)
” ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قريظة حتى قتل من قتل منهم في يوم صائف. وسمي ممن قتل منهم بين يدي رسول الله في المغازي: حيي بن أخطب، وكعب بن أسيد، وجماعة. فلما انتصف النهار قال النبي عليه السلام: ” لا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح. قيلوهم واسقوهم حتى يبردوا ثم اقتلوا من بقي منهم ” . وفي المغازي ذكر أن رسول الله عليه السلام قام وقال لسعد بن معاذ: شأنك ومن بقي منهم. وكان الذين يلون قتلهم علي ابن أبي طالب والزبير وبن العوام. فقتلوا عند موضع دار ابن أبي الجهم. فسالت دماؤهم حتى بلغ أحجار الزيت. ولم يبين في الكتاب عدد من قتل منهم. وقد اختلفت الروايات فيه، فأظهر الروايتين أنهم قتلوا سبعمائة رجل منهم. وقال مقاتل: قتلوا أربعمائة وخمسين. وكان عدد السبي ستمائة وخمسين فكان كل من يشك في أمره يكشف عن عانته، على ما قال عطية القرظي: شكوا في أمري يومئذ فكشفوا عن عانتي، فإذا أنا لم أنبت، فجعلوني في الذرية.” (شرح كتاب السير الكبير- ج2 ص186)
كذلك يجوز النظر إلى فرجها عند الحاجة لرميها: ” عن عكرمة، قال: لما حاصر رسول الله (ص) أهل الطائف أشرفت امرأة فكشفت عن قبلها، فقالت: « ها دونكم فارموا »، فرماها رجل من المسلمين فما أخطأ ذاك منها وهذا لفظ سعيد وفي حديث وهيب: فما أخطأها أن قتلها، فأمر رسول الله (ص) أن توارى” (مراسيل ابن داوود- باب في فضل الجهاد- ص368)، (سنن سعيد بن منصور- ج6 ص463)،( السنن الكبرى للبهيقي- ج9 ص82)
“… لما حاصر رسول الله (ص) الطائف أشرفت امرأة فكشفت عن قبلها فقالت (ها دونكم فارموا) فرماها رجل من المسلمين فما أخطأ ذاك منها ويجوز النظر إلى فرجها للحاجة إلى رميها لانه من ضرورته…” (الشرح الكبير لأبن قدامة-ج10 ص402)
ختان الخنثى: ” أما حكم الختان (للخنثى) فلا يجوز للرجل أن يختنه لاحتمال أنه أنثى ولا يحل له النظر إلى عورتها ولا يحل لامرأة أجنبية أن تختنه لاحتمال أنه رجل فلا يحل لها النظر إلى عورته فيجب الاحتياط في ذلك وذلك أن يشتري له من ماله جارية تختنه إن كان له مال؛ لأنه إن كان أنثى فالأنثى تختن بالأنثى عند الحاجة، وإن كان ذكرا فتختنه أمته لأنه يباح لها النظر إلى فرج مولاها، وإن لم يكن له مال يشتري له الإمام من مال بيت المال جارية ختانة فإذا ختنته باعها ورد ثمنها إلى بيت المال؛ لأن الختان من سنة الإسلام…” (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع- ج17 ص126)
الستر كان موجوداً في الجاهلية وفي الأديان والمعتقدات والعادات التي كانت موجودة قبل للإسلام وبأشكال مختلفة، يقول جمال البنا: “الحجاب موجود قبل الإسلام بألفي عام، فكيف يكون طقسا إسلاميا؟ ” (جريدة السياسي 11-7-2009)
” ذكر ابن إسحاق في السيرة أنه- النبي محمد- (ص) تعرى وهو صغير عند حليمة فلكمه لاكم فلم يعد يتعرى” (فتح الباري لأبن حجر- ج2 ص64)
” عن أبي الطفيل: وذكر بناء الكعبة في الجاهلية قال فهدمتها قريش وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها فرفعوها في السماء عشرين ذراعا فبينا النبي (ص) يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة فضاقت عليه النمرة فذهب يضع النمرة على عاتقه فيرى عورته من صغر النمرة فنودي يا محمد خمر عورتك فلم يرى عريانا بعد ذلك” (تفسير القرطبي- ج2 ص123) وكذلك ذُكر في (مسند أحمد- مصنف عبد الزراق- فتح الباري لأبن رجب- فيض القدير- سبل الهدى والرشاد…الخ)
لكن الإسلام وضع بصمته على موضوع الستر والحجاب، وسن قواعد وأحكام في غاية السلبية، فقد أصبح ستر العورة علامة فارقة للتمييز بين ثلاث طبقات، هي: نساء نبي- حرائر- جواري.
وآيات الحجاب والجلباب والنقاب والستر نزلت في ظروف خاصة ولأمور خاصة (هذا لو تجاهلنا الطبيعة القاسية لشمس الصحراء الحارقة التي تستدعي الحماية منها)، نزلت لحماية نساء النبي، ونزلت من أجل تمييز وحماية الحرائر على حساب الجواري، (حيث كان الفساق يتعرضون لهن في دهاليز المجتمع المحمدي آنذاك)، وفي عصرنا قالاها صراحة حسن الترابي وجمال البنا، قالا بأن الحجاب ليس واجب ديني وليس فريضة، لكن لو تم البحث فيما يقال عن الحجاب والنقاب وما إلى هنالك من قبل مشايخ وفقهاء الإسلام في العصر الحديث ستكون النتيجة الكثير من الكلمات، الشعارات والفتاوى الكاذبة، التي لا تعبر إلا عن غايات سياسية في دين سن شرائع وقوانين قابلة لكل التفسيرات والتأويلات.
بعض الأمثلة الكاذبة والقصص السخيفة التي تروج في المواقع الالكترونية عن الحجاب:
– مثلاً يقول (عبد الله بن صالح الفوزان- زينة المرأة ص32) “المرأة تلبس الخمار على رأسها في الصلاة ولو كانت عند زوجها ومحارمها” لم يذكر السيد عبد الله صالح الفوزان أي شيء عن الجارية، شملها كلها بكلمة (المرأة) فهل هو جاهل بتلك المسالة، أم إن فقه العبيد غير موجود بالإسلام، أو انه غير مقتنع بذلك الفقه ويعتقد أن الإسلام لم يبقي على العبيد في هذا الزمن بفكره النيّر، وإذا كان كل ذلك لماذا ” في عام 2003 أصدر الشيخ صالح الفوزان فتوى قال فيها أن الرق جزء من الإسلام وأنه جزء من الجهاد، وأن الجهاد سوف يستمر طالما بقي الإسلام” هل المشكلة في عبد الله بن صالح الفوزان أم في صالح الفوزان، أم في الإسلام السياسي، وهو السبب في تشويه الحقائق ونشر الأكاذيب وعدم إظهار الدين الإسلامي على حقيقته.
– ذُكِر عن الحجاب في (شبكة محشش- مقالة بعنوان: الحجاب يا فتاة الإسلام- للكاتب محشش أبو حشيش) حيث يقول: ” وأراد لك به أيضاً العلو والرفعة، وهو تشريف وتكريم لك وليس تضيقاً عليكِ، وهو حلة جمال وصفة كمال لكِ، وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك وسمو أخلاقك، وهو تمييز لك عن الساقطات المتهتكات. فإياكِ إياك أن تتساهلي به أو تنكري له، فإنه والله ما تساهلت امرأة بحجابها أو تنكرت له إلا تعرضت لسخط الله وعقابه عاجلاً أم آجلاً، وما حافظت امرأة على حجابها إلا ازدادت رضاً وقرباً من الله، واحتراما وتقديراً من الناس.واعلمي أنه ليست العفيفة الطاهرة هي التي لا تسمح لرجل أن يتمتع ببدنها فقط. بل إن المرأة الطاهرة الحقة هي التي لا تسمح اعين أجنبية عنها أن تقع على شيء من جسمها فتدنسه، والتي لا تطيق نظرة آثمة تنتهك طهارتها” الموضوع لاقى كل الاستحسان من السادة المسلمون الذين قرءوه في ذلك الموقع الصالح، دون أن يفهموا ماذا قال صديقهم وزميلهم المؤمن بالله المحشش أبو حشيش وماذا قال الفقه الإسلامي، ودون أن يفهموا التقاطعات ين ما كتب السيد محشش وبين الإسلام، فبمفهومهم (كل حشمة من الإسلام) وكفى الله المؤمنين شر البحث والمطالعة والدراسة.
– تقول سلطانة فريمان (34 سنة) أنها أقامت الدعوى ضد ولاية فلوريدا لقيامها برفض تجديد رخصتها لقيـادة السيارات بعد أن طلب المسؤولون منها خلع حجابها لتصويرها.” (الناقد- بسام درويش، 16مارس 2002) أقول لها ماذا لو عاملوك بالمثل، باعتبارك لم تدخلي في دينهم، وطلبوا منك خلع قميصك ونزع حمالة الصدر، وربما الكيلوت أيضاً وسمحوا لك بتغطية القبل فقط بورقة عنب أو توت كما فعل المسلمون مع السبايا والإماء؟؟!! هل ممكن ان تشرحي لنا مشاعرك تجاه هكذا سلوك؟؟!!
ذكر في كثير من المنتديات العربية الإسلامية من الكلام السخيف كالعادة عند شرحهم موضوع العورة: ” البهائم والحيوانات لها ذيول لتواري بها عورتها، ولم يحدث أبداً في عالم الحيوان بما فيه الطيور أن حيواناً قص من ذيله ليبدي ما ووري تحته بحجة الحضارة والمدنية والتقدم والموضة كما تفعل بعض نساء هذا العصر… ولا حول ولا قوة إلا بالله.”
– كانت هناك امرأة صالحة فاضلة قرشية كان هناك لزوجها عبد مخصي، وكانوا المخصيين منتشرين بعد الفتوحات الاسلامية فدخل على المرأة هذا العبد المخصي فجأةً وهي واضعة خمارها عن رأسها أتدرون ماذا فعلت بعد هذا!!! حلقت رأسها كله وقالت: ما كان ليَصحبني شعراً نظر إليه غير ذي محرمٍ مني!!! وعزائي لفتيات اليوم فكم من فتاة ستحلق رأسها إن طبقت عفت هذه المرأة العربية القرشية. (منتدى أوز- الكاتب البربهاري). أقول لكاتب هذه السخافات البربهاري: لا يوجد شيء في الإسلام يدعو المرأة إلى تغطية شعرها بحضور عبدها.
تقول الآية: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ…”. وقيل في “سنن أبي داود، اللباس، في العبد ينظر إلى شعر مولاته: حدثنا محمد بن عيسى حدثنا أبو جميع سالم بن دينار عن ثابت عن أنس أن النبي (ص) أتى فاطمة بعبد كان قد وهبه لها قال وعلى فاطمة رضي الله عنها ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها فلما رأى النبي (ص) ما تلقى قال إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك”.
فالمسلمون من كثرة تمييزهم عن غيرهم وحبهم للجمال قالوا ” أمرنا الله بتغطية بعض الأماكن الحساسة في جسم المرأة لقبح إظهار تلك الأماكن أمام الناس” وطبعاً تعرية الجارية تعتبر من الجمال في دين العدالة والمساواة.
وهكذا أمثلة كثيرة جداً وتتكرر يومياً، والمسلمون يتحدثون عن الحجاب أكثر من حديثهم عن أي شيء آخر، كالحديث عن العلم أو الأخلاق مثلاً، وهناك كتب كاملة كتبت في عصرنا هذا عن الحجاب لو فتحتها من الجلد إلى الجلد لن تجد فيها كلمة متعلقة بحجاب الجارية أو شرح لـ (كي يعرفن فلا يؤذين).
جاك شيراك منع الحجاب (في المدارس) كي لا تكون هناك رموز مميزة بين شخص وآخر، وأبن الخطاب منع الحجاب (للجواري) كي تكون هناك رموز مميزة بين الجارية والحرة.
نهايةً الحجاب ليس اختراع إسلامي من ناحية، ومن ناحية أخرى اختلف مفهوم الحجاب بين القرآن وأيام النبي محمد ونظرة المسلمين آنذاك، عن مفهومه لدى فقهاء ومشايخ الإسلام في العصر الحديث.
قال ابن الرومي:
لكم حجابٌ ولنا أنفُسٌ ……… تمنعُنا الذلَّ عزيزاتُ
يــتــبــع