سردار أحمد
الحلقة السادسة عشرة:الجواري والغلمان في الآخرة – خدمة وعبودية ومتعة جنسية الأسياد ج1:أغلب المسلمين يدّعون بأن الإسلام سن قوانين أدت إلى زوال العبودية، وهذا منافي تماماً للحقيقة، وشرحت ذلك مفصّلاً في الحلقة الأولى، وفي هذه الحلقة أودُّ ذكر بعض الأمور التي تثبت بأن العبودية هي ليست فقط مرحلة دنيوية في الإسلام، بل هي عيب، ودونية ترافق الإنسان إلى الدنيا الآخرة، وتثبت بأن العبد عبد والسيد سيد، مختلِفِين، وليسا مخلوقين في السوية نفسها. فجنة النعيم الموعودة (المجهزة بكل ما يسر المسلم الحر من المتع الجنسية التي لا حدود لها) مليئة بالغلمان والجواري والحوريات والخدم والعبيد.وبالرغم من وجود بعض الأحاديث المتعلقة بالآخرة، المشجعة للعبيد، المنبهة للأحرار، إلا أنه في الوقت ذاته استُخدِمت كلمات ومصطلحات في وصف الجنة رمزت للكثير من التفاوت والتمييز، بل أساس وصف الجنة وجمالها ونعيمها للمسلمين قائم على ذلك التمييز.” عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): “إن رجلا أدخل الجنة فرأى عبده فوق درجته، فقال: يا رب، هذا عبدي فوق درجتي في الجنة؟ فقال له: نعم، جزيته بعمله وجزيتك بعملك… وبه: سمعت مجاهدا أبا الحجاج، يحدث، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): “إن أول سائق إلى الجنة مملوك، أطاع الله، وأطاع مواليه، أو سيده.” (المعجم الكبير للطبراني- ج19 ص377)الحديث السابق في شقِهِ الأول يعني أنهم ولو ماتوا ونفخ في الصور وعادوا يبقى العبد عبداً ناقص الكرامة بالرغم من بعض المحاولات للرفع من منزلته لكن بلا فائدة، وينظر له السيد المسلم نظرة دونية- مع ملاحظة أن ذلك المسلم المستصغر لكرامة عبده هو من أهل الجنة ومن الفائزين وليس مسلم تحت الاختبار، وقد قالوا: “لا تسمع في الجنة أيها الداخل، كلمة لغو، لأن أهل الجنة، لا يتكلمون إلا بالحكمة”. وإذا كان هذا الحديث يتعارض مع ما سيأتي ذكره لاحقاً (عن وجود طبقات في الآخرة) فذلك من تناقضات الإسلام الكثيرة، ككلامهم وقت الغزو عدم قطع شجرة، وسماحهم باغتصاب الأسيرات وقطع رؤوس الأسرى. أما في الشق الثاني من الحديث فيشجع العبيد على قبول الذل والهوان والدونية والتفاني في خدمة الأسياد بأمر من الله، فهناك الحاكم (السيد) بأمر الله والمحكوم (العبد) بأمر الله. الخدم:لتشجيع وإغراء المسلمين وربطهم بالجنة الموعودة، وكمكافأة على إسلامهم ذكروا لهم الأحاديث الكثيرة التي تصف ما سوف ينالونه في الدنيا الآخرة من الخدم، الخدم تلك الطبقة الدونية الموجودة لخدمة أسياد المسلمين.في تفسير القرطبي- ج17 ص69: عن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله (ص) قال: (إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدمه فيجيبه ألف كلهم لبيك لبيك).وفي فيض القدير- ج1، ص300: ” الرجل وعبر باسم الموصول تفخيما (له ثمانون ألف خادم) من الذكور والإناث فإن الخادم يتناول الغلام والجارية كما صرح به أهل اللغة وهؤلاء الخدم من أولاد المشركين…”وذكر نحوه في سنن الترمذي ومسند أحمد: “قال رسول الله (ص) أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء.” وعلى نحو آخر في تفسير ابن كثير- ج7 ب66 ص239: “عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): “إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات، وهو على السادسة وفوقه السابعة، وإن له ثلثمائة خادم.” وعن فضل المخدوم على الخادم: قيل في تفسير البغوي- ج7 ب22 ص390: ” قال عبدالله بن عمر: وما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام، وكل غلام على عمل ما عليه صاحبه. وروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال: قالوا يا رسول الله: الخادم كاللؤلؤ المكنون، فكيف المخدوم؟. وعن قتادة أيضًا قال: ذكر لنا أن رجلا قال: يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم؟ قال: قيل في “فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب”. المرضعات والجواري:وها هي كتب الإسلام تتحدث لنا عن وجود المرضعات في الجنة، وتتحدث عن حظ الأقباط التعيس، فلو عاش إبراهيم بن محمد (ابنه من جاريته ماريا القبطية التي لم يتزوجها – والذي يسمى عند أغلب المسلمين ابن زنا) لعاش أخواله الأقباط في حرية, وعز، وبحبوحة محمدية، لكن للأسف مات إبراهيم وأستُعبِد الأقباط.فقد ذُكِر في – الجوهرة في نسب النبي و أصحابه العشرة، ص222: “وأمسك عليه السلام مارية، فولدت له إبراهيم… لما مات قال النبي عليه السلام: ” إنَّ له مرضعة في الجنة، ولو بقي لكان صِدِّيقا نبيا، ولو بقي لأعتقتُ كلَّ قبطي.”وقيل نحوه في – سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي- ج1ص210: ” روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما مات إبراهيم قال رسول الله (ص): إن له مرضعة في الجنة، ولو عاش لكان صديقاً نبياً، ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي قط.” وكذا في الطبقات الكبرى لأبن سعد- ج1 ص144: ” قال رسول الله، (ص): لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي….أن رسول الله، (ص)، قال في ابنه إبراهيم لما مات: لو عاش ما رق له خال.” وها هو كتاب – مختصر تاريخ دمشق- الحسن بن أبي عمرطة الكندي- ج2 ص413- يتحدث عن ابنته فاطمة وعبيدها في الجنة: ” روى عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه بسنده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (ص): تحشر ابنتي فاطمة وعيها حلة قد عجنت بماء الحيوان، فينظر الخلائق إليها فيعجبون منها، وتكسى أيضا ألف حلة من حلل الجنة مكتوب على كل حلة بخط أخضر: أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة وأحسن الكرامة وأحسن المنظر، فتزف كما تزف العروس، وتتوج بتاج العز، ويكون معها سبعون ألف جارية حورية عينية في يد كل جارية منديل من إستبرق، وقد زين لها تلك الجواري منذ خلقهن الله.” – ومن الأخبار التي وصلتنا عن الجنة من خلال أحلام النبي محمد (لأن رؤيا الأنبياء وحي) نتعرف على بعض أخبار الجواري والعبيد في الآخرة: فقد ذكر في مسند أحمد- ج30 ص21: ” قال رسول الله (ص) رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة قال وسمعت خشفا أمامي فقلت من هذا يا جبريل قال هذا بلال قال ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية قال قلت لمن هذا القصر قال لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخل فأنظر إليه قال فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي أنت وأمي يا رسول الله أوعليك أغار.” وفي صحيح البخاري ذكر على نحو مشابه: “قال النبي (ص): رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء، امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك. فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار.” وكذا ذكر في فتح الباري لأبن حجر- ج10 ص27: ” عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله (ص) إذ قال بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا…” – محمد بعد أن أجبر زيد (ابنه بالتبني) لأن يطلق زوجته (زينب بنت جحش) لأنه أرادها لنفسه، وبعد إرساله لزيد (الزوج السابق) ليخبطها لوالده النبي، أراد أن يجازيه ويكافئه لتنازل الأخير عن زوجته لوالده (رسول الله والأب العظيم)، المكافأة كانت الحلم، فمحمد يتمتع بزينب في الدنيا، وزيد يحلم بالجارية في الآخرة:فقال: “دخلت الجنة فرأيت جارية حسناء فأعجبني حسنها فقلت لمن أنت قالت لزيد بن حارثة” (كنز العمال ج11 ص684) وذُكِر على نحو آخر في (تفسير ابن كثير باب1 ج5 ص24): “… ثم إني دفعت إلي الجنة، فاستقبلتني جارية، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت لزيد بن حارثة.”وعن زينب أنه “… أبدل الله منها لزيد جارية في الجنة كما قال عليه السلام «استقبلتني جارية لعساء وقد اعجبتنى فقلت لها يا جارية أنت لمن قالت لزيد بن حارثة» قوله استقبلتني اى خرجت من الجنة واستقبلته عليه السلام بعد مجاوزة السماء السابعة ليلة المعراج. (تفسير حقي- باب37 ج11 ص56)- ولمزيد من الإغراءات والمنح ونِعَم الله الجنسية على المسلمين الأفاضل تسرد لنا كتب (الحضارة) بعض الأسماء الموعودة بالجواري الجميلة المغرية:فقد قيل في فيض القدير- ج3 ص312: ” دخلت الجنة فإذا جارية أدماء لعساء. فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال: إن الله تعالى عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس, فخلق له هذه.” وكذا قيل على نحوٍ آخر في الصفحة 695 منه: ” (دخلت الجنة فإذا جارية أدماء) أي شديدة السمرة (لعساء) في لونها أدنى سواد ومشربة من الحمرة (فقلت ما هذه يا جبريل فقال إن الله عز وجل عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس فخلق له هذه) إكراما له ليكمل لذته وتعظم مسرته لكونه استشهد في سبيله بعد ما بذل الجهد في قتال أعدائه.” وفي المعجم الكبير للطبراني- ج1 ص258 قيل: “…عن أوس بن أوس الثقفي, قال: قال رسول الله (ص): بينا أنا جالس إذ جاءني جبريل، فحملني فأدخلني جنة ربي عز وجل, فبينا أنا جالس إذ جعلت في يدي تفاحة, فانفلقت التفاحة بنصفين, فخرجت منها جارية لم أر جارية أحسن منها حسنا, ولا أجمل منها جمالا, تسبح تسبيحا لم يسمع الأولون والآخرون بمثله, فقلت: من أنت يا جارية؟ قالت: أنا من الحور العين خلقني الله عز وجل من نور عرشه, فقلت: لمن أنت؟, قالت: للخليفة المظلوم عثمان بن عفان رضي الله عنه.” مع العلم أن هذا الخليفة المظلوم لما مات كان عنده ألف مملوك.”أكثر المؤلفين والكتاب يرون في الحلم نوعاً من الاستمرار لما كان يشغل النفس في حال اليقظة. يقول هافنر: الحلم هو الاستئناف على نحوٍ ما لحياة اليقظة، أما الفيلسوف (ى.ناص) فيقول: إننا في الغالب ندور في أحلامنا حول الموضوعات التي كان لها أكبر الأثر في وجداننا، وهذا يدل على أن مشاعرنا لها دخل كبير في خلق أحلامنا.” (من كتاب تفسير الأحلام لفرويد) والنتيجة إما أن محمد كان قد حلم بتلك الأحلام حقيقة أي كان يحلم بما كان يشغله وبما كان له أكبر الأثر في وجدانه، أو اختلقها على نحوٍ ما، كونها كانت تشغل باله وبال صحابته العظماء، وكانت المتع الجنسية أهم وأقدس وأسمى ما كانوا يفكرون به.- وعن التأكيد على وجود (الرقيق) في الآخرة، وعلى امتلاك المسلمين لذلك الرقيق في جنتهم الموعودة ذُكِر في تفسير ابن كثير- ب62 ج7 ص18، وكذا في تفسير ابن حاتم- ب4 ج12 ص94: “قصة الشريكين المؤمن والكافر: قال السدي: كان شريكان في بني إسرائيل أحدهما مؤمن والآخر كافر فافترقا… فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك أضربت به في شيء؟ أتجرت به في شيء؟ قال: لا. قال: فما صنعت أنت؟ قال كانت ضيعتي (مزرعتي) قد اشتد علي مؤنتها فاشتريت رقيقاً (عبيداً) بألف دينار يقومون لي فيها ويعملون لي فيها, فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم. قال: فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلي, فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال: اللهم إن فلاناً ـ يعني شريكه الكافر ـ اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا بألف دينار يموت غداً فيتركهم أو يموتون فيتركون, اللهم إني اشتريت منك بهذه الألف دينار رقيقاً في الجنة. قال: ثم أصبح فقسمها في المساكين… قال: فإذا كان يوم القيامة وأدخل الله تعالى المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار فيقول: لمن هذا؟ فقال: هذا لك فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟ قال: ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم, فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هؤلاء لك. فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟! أمّا الأراكُ فكانت من محارمنا……. عيشاً لذيذاً وكانت جنّةً رغداكانت لنا جنّةً كنا نعيشُ بها……… نَغنى بها إن خشينا الأزلَ والنّكدا