الطين-الحري-هدية مستر جيفري

لبت انجيلا جولي دعوة وزير التربية العراقي محمد تميم لزيارة العراق قريبا مؤكدة على انها تشعر بالفخر والاعتزاز لزيارة joliazahlaبغداد”مهد”و”كاروك” الحضارات.
وعقدت جولي مساء امس مؤتمرا صحفيا في نيوييورك اول مدينة بناطحات السحاب دعت اليه جميع وسائل الاعلام المرئي والمسموع لشرح اهداف هذه الزيارة.
وقالت جولي امام الصحفيين بان زيارتي للعراق جاءت بناء على عرض قدمته للسيد وزير التربية العراقي بشحن 50 مليون من الطين الحري” الامريكي الى بغداد لغرض بناء المدارس الابتدائية والمتوسطة للطلاب الذين يهيمون على وجههم في الشوارع العامة.
واضافت ان هذا العرض”الطيني” يتضمن مواصفات جديدة لهذا الطين المقاوم للحرارة والبرودة والتقلبات الجوية الاخرى،كما لهذا الطين مقاومة اخرى تشبه مواد كاتمة للصوت.
وهنا تساءل احد الصحفيين: هل اعترض السيد وزير التربية العراقي على كلمة”مقاومة” التي وردت في عرضكم.
نفت جولي بشدة هذا الاعتراض وقالت لم نسمع بذلك ابدا ،وطلبت من صاحب السؤال تدوين اسمه واسم جريدته قبل مغادرة القاعة.
واستأنفت انجيلا القول:سأرى بأم عيني”ان شاء الله ياكلها الدود اذا انا كذابة” اول مدرسة طينية بنيت على الطراز الامريكي وخصوصا في مدينة نيويورك التي تشتهر بساتينها بالتمر الاشرسي والبرحي.وتساءلت عن سبب تهجم ..شنو اسمه؟؟ آه ،آبوب الذي قال امس ان بغداد اجمل وانظف من نيويورك.
وشددت على ان الامر لايخلو من دعابة خصوصا وان بلدية هذه المدينة طلبت تعيين ربع مليون عامل نظافة الا ان الكونجرس الامريكي رفض الطلب بحجة عدم وجود ميزانية لذلك.
وقالت ايضا: احب ان اشير مؤشرة بالشكر والتقدير الى مستر كوهين جيفري صاحب اكبر معامل لتصنيع الطين في امريكا حيث كان له الفضل كل الفضل في طرح الفكرة وتوريد الطين الى العراق على نفقته الحاصة،مشيرة الى شرطه بعدم نشر اسمه على هذه الصفقة لأنه،كما يقول، اسعى الى دعم الفقراء بيدي اليمنى دون معرفة يدي اليسرى بذلك.
وقالت ايضا:ان جيفري اصر على عدم وضع شعار شركاته على هذا الطين لأنه هدية،والهدية يجب ان تكون سرية للغاية.
وطلبت انجيلا من وزير التربية العراقي في رسالة خاصة ان يتدخل لدى عدد من الابناء والبنات من المقربين الى السلطة حتى لايمنعوا دخول هذه الشحنة من اللوريات التي ستعبر حدود كردستان العراق قادمة من تركيا،مضيفة انها قد اخذت وعدا من “داعش” بعدم التعرض لسائقي هذه اللوريات الذين جلبوا معهم “سجاد” الصلاة وحفظوا اوقاتها من كل المذاهب المتواجدة بالعراق التي تعد بالمئات.
وقالت ان هؤلاء السائقين ادخلوا دورة سريعة لتعريفهم بمواعيد الصلاة الخمسة والثلاثة على حد سواء مؤكدة على ان كل هذه الجهود من اجل طلاب المدارس العراقية الذين سيعيشون ساعات من العمر لامثيل لها خصوصا في اليوم الدراسي الاول في هذه المدارس المفخرة.
واختتمت جولي مؤتمرها بالقول:اشعر بالسعادة والفخر وانا اقدم هذه الهدية المتواضعة لأبنائي العراقيين وبناتي العراقيات واتمنى ان يتخرجوا ويسجلوا ارقاما قياسية في الابداع في مجالات الفكر والمعرفة.
آمين يارب.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.