الرسالة المحمدية أحدثت طفرة معرفية ومجتمعية بين صفوف معظم المسلمين . وأصبحت هذه الطفرة متأصلة في هذه المجتمعات ؟
و تتجلى هذه الطفرة بأمرين متلازمين . والأول هو رسوخ الفكر الأسلامي والرسالة النبوية كمقدس لا غبار عليه عند الأغلبية بأذهانهم ومشاعرهم.
والأمر الأخر وهو رسوخ هذا الفكر المتوارث باالقيم والعادات المختلفة التي تنسب للأسلام . كاالحجاب والنقاب وجريمة الشرف والحلف بأسم الله والختان و حور العين . والغلمان المخلدون . والشهادة بأسم الله ؟ وعقوبة المرتد عن الدين بالقتل ؟؟ وإلى ماهناللك من القيم الكثيرة التي تعرقل وتجمد المجتمع وتحجب الحرية وتنقص من قيمة وكرامة الأنسان؟
والذي ساعد بنزعة هذه الطفرة بشكل أكبر وجود شيوخ منابر أيضا تحمل نفس الفكر والأنغلاق عن الحياة والحرية المثالية والتبعية عند هؤلاء لأنظمة لا تحب الحرية والتغيير بل يناسبها شعب وأمة تبقى ضمن ثقافة القطيع والعبودية و هذا ساعد أيضا على العصبية. والتعصب والأنغلاق على النظير الأخر من البشر الذي يحمل فكر مختلف عن معظم المسلمين ؟ وساعد المسلم على المشي والبقاء ضمن ثقافة القطيع والجماعة بشكل أعمى بعيد عن حرية التفكير والنقد وعن نظرة كونية للعالم . بل تتجلى هذه الرسالة بأبرز سماتها التكفير للأخر والرفض للأختلاف أو الأعتراف به والأنسجام والقبول له
فعندما تنقد القطيع وتخرج عنه بقناعاتك الفكرية وتطرحها في مكان ما أمام المسلمين التي تخالف من قناعتهم الموروثة والمتأصلة .؟ ستجد الأصولية والتطرف بمعناها الحقيقي الظاهري أو الباطني عند الأغلبية بحديثهم معك ونظرتهم للك وباالأخص هنا المؤمنين ؟؟ يصل بهم حد الطفرة إلى التهديد باالقتل والملاحقة وأحياننا أخرى تهديد اهللك تطبيقا لسنة نبيهم وموروثهم الديني ؟؟
عبد الرحمن شرف ….كاتب وناشط ديمقراطي
