رأي أسرة التحرير 17\12\2016 © مفكر حر
قلنا بمئات المقالات التي نشرناها بموقع “مفكرحر” بأن الطغاة العرب يحاولون, منذ ان استولوا على السلطة بإنقلاباتهم قبل اكثر من خمسين عاما وحتى الآن دون كلل او ملل, بإقناع الغرب, ليل نهار, بأن الشعوب العربية التي يحكمونها هي أدنى نوعية من بقية شعوب العالم التي تحكم بالديمقراطية, لذلك يجب ان يحكمها طاغية مستبد مثل المجرم صدام حسين وعائلة الأسد الإجرامية والقذافي والبشير وصالح والسيسي ومبارك وخادم الحرمين … الخ من حثالات الحكام العرب, وذلك عندما يسألونهم نظرائهم من سياسيي الغرب عن سبب الفقر والقمع وعدم استقلالية القضاء, وعدم وجود التنمية وعدم تطور الجامعات والعلوم وعدم الاستثمار بالإنسان العربي والتنمية البشرية.. ؟؟؟ فيكون ردهم المتفق عليه فيما بينهم ” بأن الشعوب العربية هي ادنى من شعوب العالم وهي متخلفة تريد ان تتعبد وتصلي وان تعيش كما جاء بنصوصهم الدينية الإرهابية, ولا يريدون التنمية والديمقراطية, لذلك من مصلحتكم ايها الغرب ان نحكمها نحن لكي نكفيكم من شرها وشر تخلفها وانحطاطها, وان الديمقراطية ستؤدي الى الحروب الطائفية وهز الاستقرار والسلم العالمي كما يحدث الآن” .. وقد كتب رئيس تحرير موقع مفكر حر “د. طلال عبدالله الخوري” بحثاً مفصلا بالدليل والبرهان عن جميع الاسئلة التي يسألها صانعي القرار بالغرب لصانعي القرار بالدول العربية وماهي اجوبتهم الخيانية عليها تجدونه على الرابط التالي (بحث السيسي وفضح خيانة الحكام العرب)
سبب كتابتنا لهذا المقال هو ان الغرب بدأ يقتنع فعلا بنظرية الزعماء العرب عن ان شعوبهم هي اقل من الآدمية, فقد نشرت الواشنطن بوست, اليوم السبت, تقريراً عن كتاب جديد سيصدر هذا الشهر ل “جون نيكسون” الضابط السابق في ال”سي اي ايه” وكالة المخابرات المركزية الأميركية والذي قام بإستجواب الطاغية صدام حسين بعد أن اعتقل من قبل قوات التحالف في ديسمبر 2003، تحدث فيه عن تفاصيل لقائه مع الطاغية المخلوع والمناقشات المتنوعة التي تلت ذلك, حيث حذره أن احتلال العراق لن يكون “نزهة” كما افترض المحافظون الجدد في واشنطن في ذلك الوقت, حيث يقول في الكتاب: “عندما كنت استجوب صدام، قال لي:” أنتم ستفشلون, وسوف تجدون أنه ليس من السهل أن يحكم العراق “وعندما قلت له لماذا، أجاب:” أنتم ستفشلون في العراق لأنكم لا تعرفون اللغة، والتاريخ ، ولا تفهمون العقل العربي “.” ونيكسون يعتقد الآن ان حسين كان محقاً, وأن رجل قوي مثله لا يرحم كان ضرورياً “للحفاظ على دولة متعددة الأعراق مثل العراق” ولكبح كل من التطرف السني والشيعي للمعارضة التي تقودها إيران، اعداء حسين والخليج, .. “كان أسلوبه الوحشي حاسما وبلا رحمة عندما يشعر بأن سلطته مهددة، وأن نظامه سيطاح به من قبل حركة تمرد شعبية.. “وبالمثل، فإنه من غير المحتمل أن مجموعة مثل” داعش” الدولة الإسلامية ان تكون قادرة على التمتع بهذا النجاح في ظل نظامه القمعي والذي تتمتع به الآن في ظل حكومة بغداد التي يقودها الشيعة.”
ويضيف تقرير الواشنطن بوست بأن أوباما الرئيس الاميركي المنتهية ولايته ودونالد ترامب الرئيس القادم يتبنون وجهة نظر نيكسون في كتابه هذا, ونحن نعتقد ان هذا اخطر ما يحدث للأمة العربية, وذلك بأن ينجح الزعماء العرب بإقناع الغرب بأننا اقل من الاوادم البشرية, ويجب ان ينبري كل وطني عربي لتفنيد هذه الرؤية كما هو في المقال الذي اشرنا له (بحث السيسي وفضح خيانة الحكام العرب)