رحلت المنتخب في تصفيات كاس العالم المحبطة لكل العراقيين, والتي خيبت كل أحلامنا في وصول تاريخي إلى ملاعب روسيا, وكان السبب الأكبر في الخروج المبكر هو الاتحاد الفاشل, الذي يغيب عنه أي فكرة لكيفية الأعداد الحقيقي لاستحقاق التصفيات, بالإضافة لضعف الكادر التدريبي, حيث انكشفت هزالة ما يحمل من فكر في المباريات الخمس الماضية, مع العلم أن المنظومة الكروية بصورة عامة تعاني من فوضى وعدم تخطيط إلى المستقبل, من دوري بائس, الى أندية هاوية, الى أعلام رياضي غير مهني, بل يعتاش على الإشاعات والنفاق, كل هذه الأمور كانت سببا للفشل الدائم.
الهزائم الاخيرة للمنتخب الوطني شخصها المختصون, بأنها تتمحور في غياب الانسجام, وضعف الأعداد, وعدم هضم للأفكار التدريبية, وهذا الأمر علاجه يكون فقط بالمباريات التنافسية المستمرة.
هنا أحاول أن أضع مجموعة أفكار للاتحاد الكرة وللمهتمين من أهل التأثير في كيفية أيجاد منتخب جاهز لأي استحقاق.
● فقر مادي دائم للاتحاد العراقي
أولا نضع قاعدة مهمة نبني عليها الأفكار القادمة, وهي أن الاتحاد العراقي دوما فقير ماليا, فلا يستطيع أيجاد مباريات استعدادية للمنتخب العراقي, وكل ما يمكن توفره هي مباريات مجانية, مع منتخبات لا تنفعنا فنيا, وهي منتخبات الأردن أو لبنان أو فلسطين أو قطر, أو تحصيل مباراة بائسة تضر ولا تنفع, كمباراة المنتخب العراقي مع العمال الهنود في ماليزيا, قبل مواجهة اليابان, في فضحية من العيار الثقيل سكت عنها الأعلام الرياضي العراقي, هذا كل ما يقدر عليه الاتحاد العراقي.
أي أننا وبحسب هذه المقدمة, يستحيل على اتحاد الكرة الحصول على مباريات شهرية للمنتخب وعلى مستوى علي, فيكون هنا التفكير بنحو ينسجم مع هذه الحقيقة.
● تجربة نادي الرشيد جديرة بالاهتمام
في منتصف الثمانينات ظهر للوجود نادي الرشيد حيث أسسه ابن الطاغية, ليكون ناديه في الدوري, واستطاع استقطاب اغلب لاعبي المنتخبات الوطنية ( الوطني والشباب) والكثير من النجوم البارزين, بحسب الترغيب أو الترهيب, فكان نادي الرشيد علامة مهمة منذ عام 1985 إلى عام 1990 حيث حقق الدوري 3 مرات, وبطولة الأندية العربية 3 مرات, ووصل لنائي أسيا, والكثير من البطولات, مما جعل المنتخب العراقي دوما في الفورما, وفي استعداد تام, لان اغلب لاعبي المنتخب في نادي الرشيد مما سهل انسجامهم, فعندما يأتي أي مدرب لا يحتاج للكثير, فهم في قمة الانسجام والاستعداد.
عندها لم تكن المباريات الودية مهمة فالفريق جاهز تماما, هنا أريد أن أقول أن الفكرة من الممكن أن تعود, عبر جعل المنتخب يشارك في الدوري, أما تحت اسم معين آو أن يقوم نادي معين باستقطاب اغلب لاعبي المنتخب الأساسين, الذين سيكون العمود الفقري للمنتخب, عندها نحصل على فريق جاهز قادر على المواجهة, من دون الحاجة لمباريات ودية استعدادية آو حتى معسكرات تدريبية.
● المشاركة بالفريق المتصدر للدوري
بحسب ما نشاهده من مشاكل وتقاطعات وفوضى عجيبة, وعدم أمكانية تأسيس منهج حقيقي, نجد أن تسمية كادر تدريبي ومنتخب يكون نوع من الخطيئة, لأنه في ظل هذه الظروف لا يمكن أن يقدم شيء مهم, فالتجمع وخوض المنافسات بلاعبين غرباء عن بعض, وكادر تدريبي بعيد عن اللاعبين, كانت نتائجه الهزيمة دائما, وهو ما عشناه طيلة تصفيات كاس العالم من هزائم لا تنتهي.
اعتقد أن الحل الأمثل يكون للانتصار بأي مشاركة دولية, هو عبر المشاركة بالفريق المتصدر للدوري, حيث يكون في الفورما من ناحية الانسجام والأعداد, مثلا ألان لو يتم المشاركة بنادي الزوراء أو الميناء أو حتى النفط, مع بعض التطعيمات, فان النتائج تكون أفضل من المشاركة بمنتخب شنيشل ومسعود البائس, الذي لا ينتظر منه أي نتائج جيدة بحسب الظروف.
فمباراة استراليا والسعودية من ألان, يكون عبر نادي الزوراء آو الميناء بكوادرهم ولاعبيهم, واستقطاب مثلا ست لاعبين يضافون للنادي, فالنتائج حتما ستكون ممتازة, لتواجد حالة استقرار وانسجام بين اللاعبين, وبين اللاعبين والمدرب, بخلاف فريق شنيشل الفاقد لكل شيء فلا انسجام ولا استعداد ولا هضم للأفكار.
من يريد أن يحقق شيء أجد هذه الفكرة ألان أكثر جدوى, بدل المشاركة بمنتخب شنيشل ومسعود, والذي سيجعلنا نتجرع كاس الهزيمة في كل مباراة يلعبها.
● أعادة الروح لبطولة الجمهورية
كان في السابق تواجد بطولة لمنتخبات المحافظات, يطلق عليها بطولة الجمهورية, وكان منتخب بغداد يمثل في اغلبه منتخب العراق, وكانت تمثل مرحلة إعدادية مهمة للمنتخب, بالإضافة لأهميتها للمحافظات كنوع من البروز واكتشاف المواهب.
هنا اطرح فكرة أعادة الروح لها وتكون قبل أي استحقاق, حيث يكون منتخب بغداد هو منتخب العراق, وتكون بنظام مباريات مكثفة وعلى ملاعب جيدة, مثلا نظام التقسيط ثم ست فرق تلعب دوري مكثف حتى يضمن المنتخب لعب خمس مباريات تنافسية, عندها يحصل انسجام ودخول في أجواء المنافسات, بدل عملية الهدم الحاصل اليوم عبر معسكرات تدريبية, لا تقدم شيء حقيقي للمنتخب.
الفكرة ممكنة التحقق وسهلة ومهمة للمنظومة الكروية ويمكن الاتفاق مع شركة معينة لتحقيق تسويق ونقل ونجاح لها, عبر جملة من الأفكار الاقتصادية التي تجعلها بطولة للمكاسب الاقتصادية.
وألان الكرة في ساحة الاتحاد ووزارة الشباب والمؤثرين في القرارات, لانتشال المنتخب من واقعه السيئ وتطبيق هذه الفكرة الوطنية والرياضية.
● أقامة بطولة محلية استعدادية قبيل المشاركات
يمكن الاستعداد لأي بطولة قادمة, عبر فكرة بطولة محلية, خصوصا أن الحصول على مباريات دولية ودية صعب على الاتحاد, أو المشاركة في بطولات ودية عالمية صعب جدا, فتكون فكرة البطولة المحلية الاستعدادية هي الامثل.
مثلا بطولة من أربع فرق أو خمس, لضمان لعب مباريات اكثر, ويشارك فيها المنتخب العراقي, وبطل الدوري, ومنتخب الاولمبي, والمنتخب الرديف, ومنتخب الشباب, وياخذ كل فريق مسمى اخر, مثلا تكون تحت رعاية الخطوط الجوية العراقية ووزارة النفط والبنك المركزي او سوق بغداد للاوراق المالية او أي مول كبير, فيأخذ كل منتخب اسم الجهة الراعية, وتقام البطولة بملعب كربلاء أو البصرة, مع نقل تلفازي وحشد أعلامي لإنجاح البطولة.
وعندما تقام قبل كل مباريات مهمة للمنتخب, أو قبل الدخول في بطولة, فيكون من خلالها المنتخب في الفورما, ودوما منسجم, ومستعد, وحاضر ذهنيا, وبلياقة بدنية عالية, لأنه دخل جو المنافسات الحقيقي.
● الثمرة
من خلال هذه الأفكار يمكن تحضير منتخب, قوي, ومنسجم, وبلياقة عالية, وحاضر ذهنيا, ومستعد للبطش بأي فريق منافس, وهي أفكار سهلة وممكنة التطبيق, فلو كان لدينا مسؤولين رياضيين محبين للوطن, وعاشقين للكرة, وهمهم الأول رفع اسم العراق, فالأكيد أنهم سيهتمون بأفكارنا.