يعود أقدم نص طبي إلى فترة سلالة أور الثالثة أي خلال الألف الثالثة ق.م، وتعد أول دستور للأدوية “أقرباذين” في تاري…خ الإنسان، وقد اعتمد فيه الطبيب السومري على المصادر النباتية والحيوانية في تهيئة عقاقيره ، وكان من بين المعدنيات المفضلة لديه كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) ونترات البوتاسيوم (ملح البارود)، ومن المملكة الحيوانية استعمل اللبن وجلد الحية وصدفة السلحفاة .
ولكن مصدر معظم مفرداته الطبية كان من عالم النبات: من نباتات مثل القاسيا (القثاء
الهندي) والآس والحلتيت والزعتر والأشجار مثل: الصفصاف والكمثري والشربين (الشوح)، والتين والتمر، وكانت مثل هذه العقاقير تهيأ إما من البذور أو الجذور أو الفروع أو اللحاء أو الصموغ، وكان يحتفظ بها على هيئة مادة صلدة أو على هيئة مسحوق .
وفيما مثال عن هذه النصوص: “بعد سحق جذور النباتات (المنصوص عليها) مع القير
المجفف الذي يؤخذ من النهر ومزجه بالجعة، يدعك المكان المصاب بالزيت ويوضع
(الدواء) على شكل كمادة”. “بعد سحق بذور النباتات (المنصوص عليها) تمزج مع الجعة
ومن ثم يشربها المريض .
وقد قدم الطبيب السومري الأدوية على هيئة مراهم أو مقطرات وتستعمل إما استعمالا
خارجيا أو استعمالا داخليا بهيئة سوائل. كما أنه استعمل إضافة إلى المواد المذكورة سابقا
طين النهر المسحوق، والماء، والعسل والزيت… ومهما تنوعت المواد المستعملة في صناعة الأدوية فإن كل ذلك يوضح أن طرق تركيب الأدوية السومرية ودساتيرها قد بلغت مرحلة كبيرة من التقدم، وهي تعبر عن معرفة واسعة بجملة طرق كيمياوية متقنة نوعا ما والشئ المميز لهذا الأقرباذين أنه يخلو من ذكر الأمراض التي تستخدم لها الأدوية، كذلك يخلو من ذكر المقادير وعدد مرات الاستعمال، ويرجح أن يكون المقصود بذلك هو التكتم المهني، إذ يرجح أن يكون الطبيب السومري قد أخفى عمدا تفاصيل المقادير حفاظا على أسراره من أن يتطفل عليها غير أهل المهن الطبية، ولعله أخفاها حتى عن زملائه الأطباء وهناك نوع آخر من هذه النصوص جاءتنا مرتبة على هيئة جداول مقسمة في الغالب إلى ثلاثة حقول (خانات), يذكر فيها اسم المريض واسم الدواء وإرشادات موجزة في كيفية استعماله على النحو الآتي:
عرق السوس دواء للسعال يسحقها ويشرب مع الزيت والخمر ورد عين الشمس دواء لوجع الأسنان يوضع مسحوقه على الأسنان كما أن الكثير من مثل هذه النصوص رتبت فيها وصفات الأدوية بحسب أعضاء الجسم، فهناك أمراض للأذن والأنف والعين والحنجرة، ثم أمراض الرأس عامة، ثم أمراض القلب والصدر والمعدة وهناك أمراض غير عضوية، كما أن هناك أمراضا أشاروا إليها ووصفوها بأنها لا تعالج كالسل والسرطان، وعرفوا إلى جانب ذلك بعض الأمراض الجلدية والتناسلية ثم السموم الناجمة عن لدغ العقرب والثعبان.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر