زهير دعيم
كلّ شيء في الطّبيعة وفي الحياة يكبر وينمو مع الزمن حتى الجماد ، فالمحروقات تقفز وتشتعل ، ورسوم التأمينات تكبر وتنتفخ ، والضرائب تسمن ، والأسعار ؛ أسعار المواد الغذائيّة وغير الغذائيّة تشرئب.
الكلّ يكبر الا ” قعودنا” كما كانت تقول جدتي رحمها الله:
” كلّ الجِمال محمّلة إلا أنت يا قعودنا”. وقعودنا الذي يرفض أن يكبر هو الرّاتب ، المعاش ، فإنّه ومنذ سنوات كثيرة يأبى – وبعنادٍ شديد- أن ينمو ملم واحدًا ، بل بالعكس تراه يتقزّم وينكمش ، وأخاف عليه من التّلاشي.
والمهمّ أن الضربات الاقتصادية قادمة ؛ وقادمة بقوّة بل قل قد وصلت بغبارها وضبابها ودخانها ، ستشعر وتحسّ وترى كلّ عين في هذه البلاد الأسعار تلتهب وتستعر … وسترون كيف ان مقصّ الضربات الاقتصاديّة سيقصّ، بل قد قصّ فعلا وقضي الامر فالكنيست ستقرّ قريبًا قانون الميزانية لسنتين بعد ان صادقت عليها حكومة نتنياهو بالاغلبية المطلقة ، فتقصّ من مخصصات الأطفال والشيخوخة وترفع الضرائب وتقتطع من هنا وهناك وممّا خطر على بالكم وما لا يخطر ، تقتطع لترضي أصحاب رؤوس الأموال عمّال شركة الكهرباء والموانئ، فما عادت الطبقة الوسطى او الفقيرة والمسحوقة تهمّه، إن كان هناك بعد ما يُسمّى بالطبقة الوسطى هذه الطبقة التي تغنّى بها يائير لابيدعاشق الفيسبوك وتغزّل وسرق اصواتها وتأييدها ، فها هو يتنكّر ويلحس بصاقه ويضربها في الصّميم ، فهَمّه أصحاب رؤوس الأموال وبعدي الطّوفان، وهو يعلم علم اليقين أنّ مُصوّتيه – ومعظمهم من الطبقة الوسطى – يعلم أنهم قصيرو الذّاكرة ، سينسون في معركة الانتخابات القادمة وسيدلون له بأصواتهم، فقط عليه ان يرفع عقيرته مُحذِّرًا من ايران او حماس او حزب الله و……….الحريديم .
مسكين هذا المواطن – لورا يا شباب- بل يكاد ان يكون بليدًا ، لا مباليًا ، مسكينًا ، يسرقونه في وضح النّهار وهو صامت وأحيانًا يُصفّق!.
حان الوقت أن نوقف هذا المسلسل التركي الفكاهي والمبكي ، وحان الوقت ان نقول : لا يمكن ان نرضى ان ترتفع الأسعار فتضحي البنادورة بسعر التّفاح بل أكثر والخيار ضعفي سعر الأجاص، ونحن صامتون ، راضون والراتب ” مكانك عد ” .
لا يمكن ان نسكت ورئيس الحكومة يكّلف خزينة الدولة سنويًا الملايين ليعيش البذخ ويُدخّن السيجار المُفتخَر وينام في طائرته هو وساراه على سرير الحرير ..
علينا أن نصرخ وبلا خوف :كفى ..لن نسكت بعد اليوم ، وسنُعلم سارقي خبز الأطفال درسًا لا ينسونه..
حان الوقت أن نسقي رواتبنا بالعزيمة والإرادة والصمود لعلها تكبر !
حان الوقت ان نخرج عن صمتنا فعلا فهذه الضربات تؤلمنا نحن الاقلية العربية اكثر من غيرنا، وتقضّ مضاجعنا.