الضحوكات

( موجز الأخبار عن الدولار ! )

يصف أهل السودان الطيبين للدولار “بالضحوكات” لأنه يضحك القلب عندما تمتلئ الجيوب. و يسميها العراقيون ورقة و هى دلالة للتصغير و كانت هى سبب الحرب. و قال (نكسون) رئيس الولايات المتحدة ” الدولار عملتنا و هذه مشكلتكم ” فى رسالة موجهة للعالم أجمعين …

إن أول ما يلفت النظر للدولار لونه الأخضر, فى حين أن الخضرة هى سمة الخير و راحة البال, فكيف تحولت لمصدر قلق؟

لكى يسيطر صانعوا القرار على العالم اخترعوا الدولار و حبيبته المفضلة <<الفائدة المركبة >> … لقد شنت الحرب العالمية الأولى على اقتصاد أوروبا و قصة انهيار بورصة لندن 18 حزيران 1815 و انتصار بريطانيا فى معركة ((ووترلو)) على فرنسا – قبل حدوثها بقليل, قلب الإبن الثالث لإمبراطوريه روتشيلد المالية المعلومات و روَج لإشاعة انتصار نابليون على بريطانيا فانهار سوق الأوراق المالية فى ثوان وقامت عائلة روتشيلد بشراء جميع الأسهم المتداولة بأسعار متدنية للغاية لتحقق ربح خيالى, و ارتفعت بعد ذلك قيمة الأسهم عندما أعلِنَت هزيمة نابليون بونابرت و ابتلع روتشيلد اقتصاد المملكة و سيطر عليها مالياً و اصبحت البيوت المالية تابعة لاقتصاد هذه العائلة, و فعلوها كذلك فى فرنسا عندما حاول الملك لويس الثامن عشر المضاربة فى سوق الأوراق المالية على نفوذ عائلة روتشيلد إلا انه خسر و أوشكت الخزائن الفرنسية على الانهيار.

فى الفترة ما بين 1815 – 1818 جمعت هذه العائلة 6 مليار دولار و كانت ثروة خيالية حينذاك و بفائدة سنوية 6% كل سنة تتزايد الثروة.

فى كتاب الصينى (هونينبنج)** قال لنيثينن روتشيلد << لا يهمنى من يجلس على عرش بريطانيا, فلقد نجحنا فى إخضاع الملكية البريطانية لسلطة المال التى نمتلكها و المعركة الحقيقية للسيطرة على العالم هى السيطرة على الولايات المتحدة الأمريكية>>. وبعد معركة طويلة استطاع السيطرة على عصب الاقتصاد فى العالم .. الدولار الأمريكى.

فى 23 كانون عام 1984 تم انشاء البنك المركزى الأمريكى (الإحتياطى الفدرالى) و كان عبارة عن سلطة جديدة أخضعت السلطة المنتخبة ديمقراطياً لسلطة المال.

اما الرئيس (توماس جيفيرسون) صاحب اعلان استقلال امريكا 1776 فقد أكد انه مقتنع تمام الاقتناع بأن التهديد الذى يمثله النظام المصرفى يُعد أشد خطورة بكثير على حرية الشعب الأمريكى من خطورة جيوش الأعداء و قامت حرب المائة عام بين رؤساء و أمريكا و راس المال و التى انتهت بانتصار أوساط البنوك و كان أول ضحيتها أبراهام لنكولن فى عام 1841 فقد قتل بطلق نارى.

هذه مقدمة بسيطة كيف استطاع مالكى المال فى صناعة عُملة ورقية غير مغطاة ذهبياً منذ السبعينات أن تسيطر على العالم من خلال سيطرتها على وسائل نقل و خزن المال و هى البنوك.

فى تاريخنا الحديث لم يستطع أى حاكم ان يخرج من طوق الدولار حتى تم إخراجه من الملعب السياسى مثل الرئيس صدام حسين و الرئيس القذافى و اليوم نشهد صراع اليورو و الدولار و الأحداث الغير منطقية بسبب الفائدة المركبة وليدة الدولار التى كانت نتيجتها ربيع اليورو فى اوروبا القديمة كما يحلو للأمريكان تسميتها.

إذا كان المفتاح الإقتصادى دوماً بيد مالكى المال و هم من يحركون السياسة و السياسيين, إذاً الورق يحكم الرجال .. المبادئ سلعة للبيع و هكذا تدور الدوائر.

آخر خبر: (العملة الأسبانية القديمة و وسيلة لحل الأزمة الاقتصادية … هل انتصر الدولار مرة أخرى؟ هل سنرى عالم بدون يورو؟ فلقد قام سكان قرية ((بالما دى مايوركا)) بتبديل عملة اليورو بالبيسا و هى العملة المحلية القديمة كوسيلة للتغلب على الصعوبات الاقتصادية).

‏الجمعة‏،

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.