( أين كانت الصهيونيّة العالميّة عند ظهور مسميات الشيعة – السنة ) ؟
( أين كانت الامبرياليّة الأميركيّة عند النزاع على الخلافة بين الصحابة الأوائل ) ؟
( أين كانت الرجعيّة العربيّة والبترو – دولار عند قتل المسلمين بعضهم لبعض ) ؟
( لو أردنا أن نورد لكم ” أين ” فسوف لن نتوقف ولكن هذه امثلة بسيطة من أجل الوصول إلى الفكرة التي أريد طرحها ) …
من الممكن أن تكون المسميات أعلاه قد استغلت الكثير من خلافاتنا وقتالنا لتحقيق مصالحهم ولكن هذا ليس معناه أن الصهيونيّة أو الامبرياليّة هي السبب بل السبب نحن وموروثنا وثقافتنا ومفاهيمنا الخ .
سوف اقتطف لكم بعض ما كتبته ” المس بيل ” في مذكراتها عندما كانت في العراق عام 1917 لعلها تكون الشافع ليّ فيما أردتُ أن انشره ولعل هناك من يفهم حقيقة ما نحن فيه وما نعاني منه قبل أن يُحمل الغرب الكافر والصهيونيّة العالميّة جميع شرورنا ومصائبنا وتخلفنا ؟
………………………………………………………..
السنة والشيعة … في مذكرات المس بيل ….
((المس بيل هي :ـ جيرترود بيل ـ والتي عرفت بين العراقيين” بالخاتون “أول ما عملت كموظفة إدارية في شركة الهند الشرقية التابعة لوزارة المستعمرات البريطانية التي تعادل دائرة الاستخبارات الخارجية , وكانت تبدي اهتمامها كباحثة آثارية ومهتمة بالعشائر والعادات العربية والعراقية، ثم صارت المستشارة الأولى للحاكم البريطاني وسكرتيرة المندوب السامي البريطاني في العراق السير برسي كوكس أثناء الإحتلال البريطاني للعراق سنة 1917م، وبقيت في العراق حتى وفاتها فيه عام1926م، ودفنت في العراق(( .
وسنورد هنا بعضاً من الفقرات من مذكراتها والتي توضح أن التاريخ يعيد نفسه ، حيث ستجد ان هناك تشابهاً كبيراً جداً بين الإحتلالين البريطاني(1917) والأمريكي (2003 ) في تناولهم للطائفية والعنصرية.
(إن سادة الفرات الملاّكين هم مصدر قوة لنا ، فكلهم تقريباً ضد الأتراك لكونهم شيعة لايكنّون أيّ حبًّ لكل حكومة سنية) ص69
لأن الموظفين العرب كما تلاحظونهم ـ ويجب أن يكونوا كذلك دوماً ـ من البغداديين السنة بسبب عدم وجود طبقة مثقفة أخرى في البلاد، والعشائر ـ ومعظمها من الشيعة على ما تذكرون ـ تكرههم ) ص121…
(وأنا متأكدة من أن تسعين بالمائة من أهل السنة ينفرون من الاحتكاك بالشيعة والعكس بالعكس ) ص148…..
(قد تكون مشكلة الشيعة أخطر المشاكل وأشدها إزعاجا في البلاد…… انك لا تستطيع مطلقاً أن تشكل ولايات ثلاثاً مستقلة تمام الاستقلال في حكمها الذاتي، ولذلك يجب أن يُحتفظ بالموصل السنية في ضمن الدولة العراقية من أجل تنظيم التوازن…… على أن السلطة النهائية يجب أن تكون في أيدي السنة ) ص188…..
(ستجد المسرح مملوءاً بمسائل تافهة كثيرة كالمشكلة الشيعية ومشكلة العشائر ) ص191….
(لهذا يحسن بالنقيب ( تقصد أول رئيس وزراء للعراق في عام 1921 واسمه عبد الرحمن النقيب ” دورتين متتاليتين ) …. أن يضم احد رجال كربلا والنجف البارزين إلى عضوية مجلس الوزراء، لكن أحدى الصعوبات هي أن جميع رجال الشيعة البارزين في المدن أو كلهم تقريباً هم من رعايا إيران ) ص214…..
(فالشيعة يتشكون من أنهم غير مُمَثَلين تمثيلاً كافياً في المجلس وهم بهذا يتغاضون بالكلية عن أن قادتهم كلهم تقريباً”رعايا إيرانيون”، وعليهم ان يغيّروا جنسيتهم قبل أن يتبوؤوا المناصب في الدولة العراقية، إنهم أصعب العناصر انقياداً في البلاد، وهم كلهم متذمرون مستاؤون تقريباً ، ولا يبالون بالمصلحة العامة بالمرّة ) ص219……
” للحديث بقية ” …