فاطمة ناعوت – المصري اليوم | أغسطس 16, 2017
مصر/ مفكر حر: بعد انتهاء بثّ الحلقة الشهيرة، على قناة «القاهرة والناس»، التي استضافتني والشيخ السلفي «محمود عامر»، في برنامج «القاهرة 360» مع الإعلامية المثقفة دينا عبدالكريم، وبينما نحن في طريقنا إلى خارج الاستوديو، رمقني الشيخُ وقال ضاحكًا: «طبعًا ما هو انتِ خريجة مدارس مسيحية! مش كده برضو؟».
قالها كأنما أذاع سرًّا حربيًّا خطيرًا! وقبل أن أطرح ردّي على الشيخ الجليل، أودّ أن أُذكّر القارئ الكريم بأسباب تهكّم الشيخ عليّ وعلى تعليمى ومدرستي.
كنتُ قد سألتُ الشيخ على الهواء سؤالا محددًا: «هل الدمُ البشري كلّه سواءٌ، أمْ أن هناك دمًا يفوق دمًا؟ هل هناك دمٌ له ثمن، ودمٌ هدرٌ لا قيمة له؟»، ثم حددتُ السؤالَ أكثر حين راوغني الشيخُ محاولا التهرّب من الإجابة، فسألته: «هل دمُ المسلم يتساوى مع دم غير المسلم في نهجك؟»، وجاءت الإجابةُ الفاجعة.
قال الشيخ: «لا يستوي دمُ المسلم مع دم غير المسلم». ولما ذكّرتُه بالآية القرآنية: «مَن قتلَ نَفسًا بغير نَفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناسَ جميعًا»، تحجّج بأنها موجّهة لبني إسرائيل، وفقط، ولها ظرف تاريخي لا تتجاوزه، إنما حُرمة القتل فقط للدم المسلم!!!! هنا قلتُ له بحزن: «أنتَ يا مولانا تعطي لأي مجرم إرهابي رخصةَ قتل إنسان مسيحي، دون أن يخشى عقابًا! فهل أنت جادٌّ وتعي ما تقول؟»، فأجاب: «مَن يقتل مسلمًا حقَّ عليه القِصاصُ بالقتل، ومَن قتل مسيحيًّا فلا قِصاص عليه، إنما عليه دفعُ دية»!!!
هنا اشتعل غضبي، وقدمت على الهواء بلاغًا ضد الشيخ أمام الرأي العام والنائب العام، كونه «يُشرعن» هدر الدم، ويمنح رخصة دموية لأي مأفون مهووس بأن يذهب ويقتل مَن شاء من أشقائنا المسيحيين، وهو يعلم أن عقابه (في عرف الشيخ أو غيره من أضراب المتطرفين) مجردُ حفنة من المال، مقابل الدم، الذي تهتز له أركانُ السماء.
لحظتها فقط فهمت المثل الفلكلوري الدارج، الذي لم أحبّه يومًا: «اللي تعرف ديّته اقتله»!!!!! وإذن، ظنّ الشيخُ العزيز أن انزعاجي من فتواه الضالّة المُضِلّة المُضللة سببه أنني نشأتُ فى مدارس مسيحية، وبالتالي فأنا أُدينُ لهم بالولاء والحب، بوصفهم أساتذتي ومعلميّ! تأكد لي لحظتها أن ذاك الرجل مستحيل أن يدرك أن رفضي أفكاره سببه أبعدُ من هذا وأشمل. إنما أرفض منطقه، وسأظل أرفضه حتى يومي الأخير في الحياة، لأنني ابنة «الإنسانية» قبل أن أكون ابنة «مدارس الأقباط».
فاته أنني أؤمن إيمانًا نهائيًّا ومطلقًا بأن ربَّ هذا الكون هو «العدل» المطلق، الذي لا يعرف التمييز ولا العنصريات، التي ابتكرها مفسدون من بني الإنسان، لمآرب مريضة فى نفوسهم.
رددتُ على الشيخ بأنني أفخر بنشأتي في مدارس مسيحية. ثم وعدتُ نفسي وقرائي بأن أعلّم الشيخَ فى مقال ما غاب عنه من أمور العلم والتعليم والمدارس، فكلّنا يعيش ليتعلّم، مهما بلغنا من العمر.
التعلُّمُ ليس عيبًا، ولا الجهلُ عيبٌ، إنما العيبُ هو أن نجهلَ، ثم نُصرّ على عدم معرفة ما نجهل. لهذا قررتُ أن أخبر الشيخ الجليل بالتفصيل: «ماذا تعلمت من المسيحيين»، وماذا يجري في أروقة المدارس القبطية المسيحية، وفي مدارس الراهبات، حتى صارت منذ دهور مرمى أنظار طالبي العلم الرفيع فى مصر.
بعد انتهاء الشيخ عامر من قراءة هذا المقال، سوف يدرك جيدًّا: «لماذا يتهافت أولياءُ الأمور على إلحاق أطفالهم بمدارس مسيحية. ويسوقون من أجل ذلك شخصيات عامة من مشاهير المجتمع كوسطاء لدى مديري المدارس المسيحية، للتوصية على أطفالهم حتى يُقبَلوا. وفي أغلب الأحيان تُرفض الوساطات، ويضطر الأطفالُ أن ينتظروا على قوائم انتظار طولها كالدهر، حتى يبتسم لهم الحظُّ ويدخلوا تلك المدارس المحترمة».
تراودنى الآن ذكرياتى مع مدرستي القديمة، التى لم أشعر فيها يومًا بالتمييز أو باختلاف المعاملة بيني وبين زميلي المسيحي الجالس إلى جواري على مقعد الدرس.
علّمنى أساتذتي المسيحيون أن إتقان العمل والجدية فى نهل العلم هما السبيل لأن أكون «إنسانًا صالحًا» يُحبّه اللهُ تعالى. وأن محبة جميع البشر، بمَن فيهم المخطئون فى حقنا، هي أعلى درجات سمو الروح وتهذُّب الأخلاق.
تعلمتُ في مَدرستي المسيحية أن حفنة من تراب وطني تساوي كنوزَ العالم، وأن أشرف ما أقف من أجله هو عَلَم بلادى، والنشيد الوطني لمصر الطيبة.
علّمتني مَدرستى المسيحية أن أكون صادقة لأن الكذب خِسّة وضعف. وألا أحلف، وألا أقسم، وألا يكون اللهُ عُرضةً لأَيْماني، وأن يكون كلامي «نعم نعم، لا لا». وألا ألحَّ وألا أتوسّل، وألا أطلب شيئًا مرتين.
علّمتني مَدرستي المسيحيةُ أن أشفق على الضعيف وأن أوقّر الكبير، وأن «أفكّر». لأن عقلي هو أثمن ما منحني اللهُ من هدايا.
تحيةَ احترام لكل مُعلّمي مدرستى، التي احتضنت طفولتي وجعلت منى إنسانًا طيبًا.
نعم وألف نعم سيدتي المتنورة .لا يوجد إطلاقا مسلم تربى في مدارس مسيحية لا يكن لهم كل الاحترام والمحبة. اكثر الطلاب كانوا من المسلمين وكان ذويهم يدركون القيم والثقافة والاخلاق والعلم الذي تمنحه هذه تالمدارس وكان الآباء يدفعون اجور باهظة ليقينهم ان اولادهم في أيادي امينة اتحدى اي طالب مسلم كان او مسيحي درس في تلك المدارس ان لا يشعر بفخر واعتزاز لتخرجه منها
“من قتل مسيحياً فلا قصاص عليه”…لا يوجد في القرآن مثل هذا الهراء.
عندما كان عمرو بن العاص واليًّا على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، اشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من المسيحيين الأقباط في سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطي اعتمادًا على سلطان أبيه، وأن الآخر لا يمكنه الانتقام منه؛ فقام والد الغلام القبطي المضروب بالسفر صحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة صحبة ابنه، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه. ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
هذا هو إبن الخطاب، رجل حكم امبراطورية ممتدة الأطراف، هزم الفرس وهزم البيزنطيين وفتح بلاد الشام ودخل القدس ودخل مصر، ومع هذا إقتص لرجل مصري مسيحي من عامة الشعب وانتصر على والي مصر وإبنه المسلميين
رواية مفركة هل يعقل ان يقوم شخص بالسفر بالبعران من مصر الى السعودية في ذلك الزمان لكي يشتكي للحاكم ان فلان ضربني رحلة تستغرق أشهر في ذلك الزمان عدا المصاريف الباهظة . لو حدثت في هذا الزمان بوجود الطائرات والرحلة تستغرق ساعة واحدة لسبب تافه لا احد يصدق. ياللة الكذب ما عليه كمرك. والله العقل زينة
إذا أنت في الأساس لا تصدق كلام الله في القرآن وتصفه بالمفبرك، فكيف يُتوقع منك أن تصدق قصص فضائل وأخلاق عمر بن الخطاب؟ القبطي تكبد مصاعب السفر لأنه أراد أن يرى هذا الانسان الذي دخل القدس وتسلم مفاتيحها كما هو مذكور لديه في الكتب. حينما حاصر المسلمين القدس عام 637 م، أبى البطريرك صفرونيوس أن يسلم المفاتيح لأي من القادة بمن فيهم عمرو بن العاص وقال لهم: لقد قرأنا في كتبنا أوصافاً لمن يتسلم مفاتيح مدينة القدس، ولا نرى هذه الأوصاف في أي واحد من قادتكم. فأرسل القادة الى الخليفة عمر بن الخطاب للمجئ. فركب الخليفة عمر ومعه غلامة وكانا يتناوبان على الدابة بالركوب مرة ويتركانها ترتاح مرة وعندما قاربا على مشارف القدس قال القادة: نتمنى أن تكون نوبة عمرعلى الدابة حين يدخل على حاكم القدس، فحصل ما كانوا يحذرون منه ودخل الغلام راكباً وأميرالمؤمنين يمشي على قدميه ولما وصلوا، نظر صفرونيوس الى عمر وهو يقود الدابة لغلامه، فسلمه مفاتيح القدس وقال: أنت الذي قرأنا أوصافه في كتبنا يدخل ماشياً وغلامه راكباً وفي ثوبه سبعة عشرة رقعة