اثناء فترة التحقيق معي في الفرع ٢٩١ ، دخل على غرفة التحقيق شب أربعيني حامل ملفي بإيدو ، و على راسو شعر احمر ممزوج بزيت جوز الهند، و نمش مالي وجهو المعبّأ بخدود تتحدث عن لئم هذا المحقق ..
بدأ بالتجهّم و التهديد و السب و اللعن و الوعيد ، و يا ويلك يا ابن الصوفي اذا ما بتعترف باللي عاملو و باللي ما عاملو .. لهجة علوية مقيتة عصابية خلّتني أرجف من شدة خوفي و قلقي من اللي ناطرني في قادم الايام ..
بيطلع هالمحقق من الغرفة ، تاركني وراءو مع صمت الغرفة المغلقة ، غارق ببحر من الأفكار السودا اللي اجتاحت مخيلتي ..
ساعة كاملة عم اسمع فيها صوت أنفاسي فقط لحين ما انفتحت أبواب الغرفة في الطابق الثامن و دخل رجل خمسيني شايب حامل نفس الملف، و بوجه سمح و بلهجة شامية محببة قال لي:
يا ابني يا زياد ، باين عليك ابن عالم و ناس، انت مانك أد المساعد حسين، رح تعترف بالأخير، بقا سماع مني انا بدي مصلحتك ، رح اعطيك ورقة بيضا و اكتبلي فيها اللي بتعرفوا ، و انا بوعدك انو رح ساعدك بكل جهدي..
عطاني الورقة و خرج..
بالعودة سنين لورا، اعترف انو صدّقت المحقق الشامي اللي وعد انو يساعدني و كتبت كلشي بعرفوا عن القضية ، و ما عاد شفت وجهوا بحياتي..
حبيت اكتب تجربتي مع الشرطي الجيد و الشرطي السيء في فرع المخابرات ، لأقول شغلة بسيطة حدثت اليوم في الشرق الأوسط :
تم اليوم رسمياً تعيين ايران بوظيفة الشرطي السيء في الشرق الأوسط ، حتى تنام كل دول المنطقة في حضن الشرطي الجيد المتمثّل في اسرائيل و تلجأ لحنانو..
حضناً دافئاً يا عرب..
………………………………………….
بعد اقرار الولايات المتحدة و سماحها بزواج اللوطيين..
الاسرة الدولية ، و أسرة الممانعة تدعوكم اليوم الى حضور حفل زفاف ولديهما اسرائيل و ايران بشكل رسمي نهائياً ..
هاد مو اتفاق نووي ، هاد اتفاق منوي ..