رأي أسرة التحرير 30\11\2017 © مفكر حر
يخطأ من يظن أن ما يجري في سوريا الأن من قتل ودمار وتهجير قد بدأ قبل 7 سنين مع انطلاق شعلة الثورة السورية النقية المباركة من أجل الحرية والكرامة, وإنما بدأ قبل قبل 47 سنة عندما وصل المقبور حافظ الأسد الى السلطة بانقلاب عسكري من تخطيط وتنفيذ المخابرات الروسية سيئة الصيت ” كي جي بي”, وما زالت سوريا منذ ذلك الحين ساحة لحرب بالوكالة بين المخابرات الأميركية ونظيرتها الروسية, ترسل من خلالها الرسائل الباردة أحيانا والساخنة المدمرة أحيانا أخرى, حتى وصل بها المآل الى ما وصلت عليه الآن, .. فحرب تشرين 1973 لم تكن قط لتحرير الأرض المغتصبة كما يغسلون ادمغة الشعب, وانما كانت رسالة روسية الى اميركا عن مدى قدرات دباباتها وصواريخها وتكنولوجيتها العسكرية, وتم ايقافها بعد انتهاء المهمة .. وكذا الأمر بالنسبة للحرب اللبنانية في الثمانينات بقيادة المخابرات السورية (فرع الكي جي بي في سوريا) بين حزب الله وإسرائيل.. وكذلك الحرب الحالية بالوكالة بين القوتين الجبارتين العظميين روسيا وحلفائها وأميركا حلفائها, والتي اعترف فلاديمير بوتين بعظمة لسانه بانها ساحة لتجريب الأسلحة وارسال رسائل سياسية للعالم,(للمزيد نزكي لكم هذا المقال: ما معنى ان يقول بوتين بأن سوريا ارخص ساحة لتجريب اسلحتنا وتدريب قواتنا)
الخبر اليوم يقول: ” بان الحكومة الروسية نشرت اليوم الخميس مسودة اتفاق بين موسكو والقاهرة تنص على الاستخدام المتبادل للمجال الجوي والقواعد العسكرية الجوية في البلدين. ” انتهى الاقتباس
هذا يعني بوضوح: بأن الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي قاد الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد مرسي, معجب جداً بعائلة الأسد الانقلابية, ومعجب ايضاً بروسيا وطريقة حمايتها لعائلة الأسد وانفاقها مليارات الدولارات, عدا عن القوى البشرية والخبراء العسكريين من اجل إبقاء عائلة الأسد بالسلطة .. وهو يريد نفس الشئ من روسيا لعائلته بأن تحكم مصر الى الأبد, ولن يستطيع احد ان يزيحه من السلطة ولو كان الثمن تدمير مصر وتفتيتها وتهجير أهلها وقتل الملايين من شعبها.
نحن لا ندر ما هي حاجة الجيش المصري لقواعد عسكرية بالقطب الشمالي على الحدود الروسية مع أوروبا الغربية وأميركا واليابان؟؟ هذا يعني بوضوح بيع القواعد العسكرية المصرية لروسيا لكي تستخدمها في حربها بالوكالة مع حلف الناتو, وسيحصل السيسي بالمقابل على الحماية الروسية لنظام حكمه كما هو الحال مع عائلة الأسد الاجرامية في سوريا.
نحن نرجو من الشعب المصري عندما يصبح مصير مصر مثل سوريا بان لا يقولوا بان هناك مؤامرة كونية على بلدهم كما يفعل النظام السوري الآن, وانما يجب ان يقولوا بان الخائن, الذي قبلوا به بان يكون رئيسهم, باع مصر للمخابرات الروسية لكي تستخدمها كقاعدة لحرب بالوكالة مع الغرب, وذلك من اجل حماية عرشه وبقائه بالسطلة الى الابد بعد ان يورثها الى أبنائه واحفاده.