قلنا سابقاً بان الله الحقيقي هو الذي ينطق بمصالح الناس وليس مصالح الحكام, وهي نفس مقولة بأن كلمة الجمع هي من كلمة الله, ودائما القرارت الجمعية تأتي عبقرية ومعبرة عن رأي الناس بمنتهى الصدق والشفافية والعفوية… وهذا ينطبق على الشعب السوري أيضاً الذي اتخذ قراراً جمعياً الهيا مقدساً بالهجرة, لانه لا يثق بالنظام وأيضا لا يثق بالمعارضة التي ستستبدل النظام.
المعارضة السورية وهي خليط من الاسلاميين واليساريين والقوميين الفاشلين الذين لم ينجحوا بعمل شئ واحد مفيد طوال اربعين عاما من حكم عائلة الاسد, وهم متسلقون على الثورة ولم يصنعوها, وهم صورة عن النظام ومخترقون من قبل اجهزة النظام, ونحن نتحدى ان يقولوا لنا عن شئ واحد فعلوه لا يصب بمصلحة النظام وبقائه, لا بل تم إملائه عن طريق عملاء النظام بالمعارضة والذين هم بالمراكز المفصلية المقررة في أجهزة المعارضة الداخلية والخارجية.
فلا تتذاكى علينا المعارضة الاسلامية واليسارية والقومية الفاشلة وتستخدم هجرة السوريين لمصلحتها, فلو ان السوري يثق بالقادم لكان استحمل وناضل ونجح بالتغيير, ولكنه على ثقة تامة بأن القادم اسوء ولكن باي حال ليس افضل.
لو ان السوري يؤمن بالجهاد الذي ينادي به الجولاني وجوقته من زعماء الفصائل المسلحة, لما فضل ان يخاطر بحياته غرقا او طعاماً للحيتان هرباً من جهادهم, مع انهم يعدونه بالجنة والحوريات والغلمان وخلافه من ملذات الجنة المعروفة.
لو كان لدى السوري املا ولو بسيطا بان الذي سيستبدلون الاسد سيكونون افضل ولو بقليل من الاسد لكانوا بقوا في وطنهم وساهموا في التغيير ووصلوا الى اهدافهم بحياة جديدة كريمة.
احدى الافكار التي طرحتها المعارضة وهي بالتأكيد تمت عبر عملاء النظام هي فكرة المحافظة على مؤسسات الدولة ؟ ونحن نسألهم: “ماهي مؤسسات الدولة الاسدية يا ترى؟ “, الكل يعرف بان المؤسستان الوحيداتان العاملتان بسورية هي افرع المخابرات الامنية والفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري فقط لا غير, اما باقي ما تبقى من المؤسسات فهو فاسد عقيم وليس له اي فائدة, وللاسف وقعت المعارضة بفخ هذا الطرح الذي سربه النظام بسهولة لانها لا تثق بنفسها وليس لديها اي مشروع مبنى على علم الاقتصاد والسياسة .
وسابقا كانوا يطرحون فكرة “لا للتدخل العسكري الخارجي” وهي ايضا تم تسريبها عبر عملاء النظام بالمعارضة, فأعطوا مبرر للخارج لكي لا يساعدونا على اسقاط الاسد, وطبعا الذي ساهم اكثر بعدم مبالاة الغرب لمآسي السوريين هو ان من يريد ان يحكم سوريا بعد الاسد هي النصرة فرع القاعدة بسوريا والتي من اهدافها وأدبياتها ان “تفتح روما “و”تحتل واشنطن”, فمن يريد ان يساهم باسقاط نظام ليحل محله من يريد ان يحتلهم ويستعبدهم ويفرض عليهم الجزية ولاسلام؟ صدق من قال بان السوريين لا يريدون استبدال الايدز بالسرطان.