الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٣
النظام لم يستسلم، والثوّار لن يتراجعوا. أمّا الشارع السوري فما زال غارقاً في دماء أبنائه. وفي موازاة هذا الزلزال الذي يهزّ سورية ومعها العالم العربي بأسره، يشهد الوسط الثقافي كلّ يوم صدور كتاب أو مجلّة أو تقرير أو حتى دراسة تتخّذ من المستجدّات السورية محوراً لها. ومن أحدث الكتب التي صدرت في هذا الإطار، كتاب المعارض السوري رضوان زيادة الذي سبق أن أصدره باللغة الإنكليزية مطلع العام الماضي.
الكتاب بعنوان «السلطة والاستخبارات السورية» (رياض الريّس للكتب والنشر)، وفيه يغوص الكاتب في تاريخ النظام السوري الحافل بالممارسات الاستخباراتية والأمنية بحقّ كل شرائح الشعب السوري من الأحزاب المعارضة، إلى التيارات الدينية، وصولاً إلى المثقفين وحتى المواطنين العاديين.
يتخّذ زيادة من النظام الاستخباراتي مادة أولى لكتابه (347 صفحة)، باعتبار أنّه كان – وما زال – أداة الحزب الحاكم والركيزة التي اعتمد عليها للاستمرار على رأس البلاد ما يُقارب خمسين عاماً، بدءاً من عهد الرئيس حافظ الأسد، ثمّ عهد خليفته بشّار.
ويصــف رضوان زيادة سقوط تنبؤ الأسد الإبن الذي أعلنه في حوار له مع صحيفة «وول ستريت» في 31 كانون الثاني/ يناير 2010، قائلاً: «سورية مُحصّنة وبعيدة عمّا شهدته دول أخرى في المنطقة مثل تونس ومصر بسبب قرب الحكومة السورية من الشعب ومصالحه». وانطلاقاً من هنا، يُركّز الكتاب على حكم بشار الأسد في العقد الأول من عهده، موضحاً تفاصيل علاقته وتعامله مع كلّ شرائح الثوار وقاداتهم بالأسماء والتواريخ.
ويختار رضوان زيادة وضع صور «الحكّام» الثلاثة الذين قبضوا على سورية بيد من حديد طوال حكم الأسد الإبن من خلال إدارتهم للسلطة والاستخبارات في سورية وهم: بشّار وماهر الأسد وقريبهم آصف شوكت.
يحتوي كتاب «السلطة والاستخبارات في سورية» على فصول عدة هي: «ولادة الجمهورية الثالثة وبناء التسلطية السورية»، «وراثة سورية من الأب إلى الإبن»، «ربيع دمشق إلى إعلان دمشق: صعود المعارضة في سورية»، «بشار الأسد والسياسة الخارجية»، «تحدّي الإسلام السياسي: الإخوان والديموقراطية».