الطبيعة البشرية لغز يصعب حله ولكن يحاول الباحثون و العلماء لتفسير قريب للنفس البشرية والسبب لا احد يعلم علمياً من اين اتينا والى اين نذهب.
لا شك هنالك تفسيرات فى بداية الخليقة و فَنَت معها لكون التدوين مفقودا آنذاك حتى بدايتها قبل خمسة آلاف سنة فى سومر فما قبل ذلك يعتمد على نقل الحديث و الرؤية و الرواية و الفكر الفلسفى و عبقرية العلماء فى بحوث الكيمياء و الفيزياء و الرياضيات فاللاهوت هو فلسفة ألكنيسة يعنى فلسفة اعتمدت على الورث الدينى فى الكتب السماوية التى تؤمن بها المسيحية , علماً بان النصرانية هى وليدة ثقافة و دين عربى فى عمق التراب الفلسطينى , و هناك سمات متعددة تعكس التصاق حضارة الرافدين بالعمق التاريخى الفلسطينى كمسميات اسم القدس العربى و الذى هو اسمه الحقيقى أورسالم و التى اتت تسميتها كونها جزءا من الإمبراطورية الآشورية القديمة فيقول الكاتب الفرنسى “تابوى” فى كتابه ” نبوخذ نصر” عظمة بابل صفحة 161 ان القائد الآشورى “بنوخذ نصر” قد قتل اورسالم ( القدس) و هى نتيجة تمرد اهل المدينة و لنكرانهم لدين بابل (وكلنا نعلم بأن أور مدينة تقع فى ارض شنعار فى الناصرية, جنوب بغداد) . و بسرد بسيط للتاريخ السحيق المدون بألواح الطين التى توجد فى متاحف العالم ومنها 120000 مخطوط فى بريطانيا وحدها و لقد تم كشف و تفسير هذه المخطوطات و الاتفاق عليها بين علماء اوروبا وأمريكا و آسيا و العراقيين و تم اعتمادها و فسر بها مجرى التاريخ و منذ اكثر من قرن لم يعترض احد الى الآن رغم محاولات التغيير و الإضافة و التشويه و طمس الحقائق و الإدعاء بالتبعية لغير المالكين الحقيقيين كما تُروى قصص الأهرامات مثلآ.
اليوم بعد ان اصبحت وسائل الإعلام مدفوعة الأجر مقدماً استطعت تلك الأجهزة فى محاولة مستميتة لقلب الحقيقة و الحقائق فى كل المجالات و اصبح لها امبراطوريات علمانية تحكى قصص من نسج الخيال الإنسانى و إبداع الكذب وأصبحت ثقافة الإعلام الجديدة التى بدأها رائد الكذب “غلوبز” وزير الدعاية الألماني (وكان هتلر صادقاً فى هذا حيث سمى وزارة الدعاية بدلاً من الاعلام) اليوم مؤسسات الدعاية تسمى اعلام.
هذه المقدمة البسيطة لكى تلفت نظر القارئ لحقيقة فى الأرض نهائية فالطبيعة البشرية فى مكونتها لا تستطيع حمل السر إلا لفترة وجيزة و البوح به هو احدى عوامل ألتبجح و لفت النظر لأهمية الفرد حامل السر, و هم دائماً المقربين و الراقصين فى حضرة السلطان.
و علينا ان نتوقف قليلا, اذ ما هو السر الذى لم يبوح به الإنسان و ببساطة هو السر السرمدى للحياة السرمدية التى اتينا منها و اليها ذاهبون, فبعد ولادة الإنسان ينقطع سره مع اول دخول هواء له و يبدأ بالبكاء كأنه يقول يا ليتنى ما ولدت لأنه فى إعتقادى اصبح الآن فى ورطة محدودة الوقت مهما طالت…
و السر هو ذلك الشيء الذى يصلك و يعرفه الجميع او البعض او الكل او بعض الكل و محظوظ من يكون عرف السر من حامله الأول ولكن كم شخص الذى صنع؟؟ هذا السر قبلاً.
فعندما تحدثنا وسائل الإعلام اليوم عن اسرار مجهولة اكتشفت فهى فى صناعة اسطورة لتمرير ثقافة جديدة او كذبة فى شلال الكذب اليومى.
رسالتى للقراء كما يقول الصينيون (( ليس كل ما تسمع حقيقة و انما الحقيقة نصف ما تراه)). اصحوا يا امة ألضاد .. يا امة الرسالات الخالدة.