Cancer is the most noble disease.
جاء صديق إلىّ وقال لي: أنا مصاب بالسرطان ! …
إعتقدت أنه يتكلم عن سرطان الوطن لكنه وضَّح أنه المعني بالمرض.
بعد المواساة فكّرت بالموضوع فتذكرت بأن السرطان هو حتى إشعار آخر أنبل الأمراض.
مرضٌ لا رادَّ له (إلّا إذا أُكتُشِفَ باكراً جداً) لصعوبة معالجته أو لكلفة بحوثه العالية أو لأن الإقتصاد العالمي لم يجد بعد حلاً لمشكلة التكاثر السكاني.
اذا أصيب الانسان بجلطة يقول الناس أنه كان يدخن أو يأكل بشراهة …
واذا أصيب بتشمع كبد يقولون أنه كان يشرب بإفراط …
وإذا قضى بمرض سارٍ يقولون ‘لماذا عرَّض نفسه للوباء؟’ …
أو إذا أصيب بإختناق يقولون ‘هذه نتيجة التدخين’ …
وهكذا …
إلَّا في حال السرطان سلطان الأمراض، فهم يواسون المصاب دون تشخيص لما كان يجب أن يفعل ثم يترحمون عليه إذا مضى …
معنى ذلك أنَّ على المصاب
بالسرطان أن يعتبر نفسه ضحية الحظ أو الإقتصاد العالمي وأنَّه كان مُنَزَّهاً عن إرتكاب أي خطأٍ بحق نفسه.
بعد هذه الخواطر فكرت أن أُهنئ صديقي على مُصابه، لكني عدلت عن ذلك خوفاً من أن يعتقد أَنِّي مجنون …
هل الذي أصاب وطننا سرطانٌ؟ حتماً لا! فمرضنا غير نبيل. هل هو عمى بصيرة؟ ربما!
الثائر يعرف ربما، لماذا ثار والحاكم يعرف ربما، لماذا قمع!
كذلك الإرهابي يعرف لماذا دَمَّر الحضارة ثم إنتحر!
وحدهم الشهداء والضحايا لا يعرفون! يعرفون فقط أنهم ماتوا بمرضٍ خبيث، لم يكن حتماً أنبل الأمراض … بل مرضٌ مستورد بإمتياز.