نحن بحاجة لتكرار هذه الفكرة كل فترة لتذكير الناس بهذا الأمر الهام:
السخرية يا سادة هي نوع أدبي وفن من فنون التعبير ، بل ربما اجملها واكثرها ابداعا وإيصالا للافكار، ومن هنا جاء إعجاب الناس بهذا الفن ادبيا ودراميا، ولهذا يحبون عزيز نيسن وياسر العظمة.
السخرية من الأفكار العامة لا تعني استحقار اتباعها والدوس على شخوصهم… بل هي ممارسة حق مشروع في التعرض لأية فكرة عامة، سيما إذا كانت تلك الأفكار تؤثر في حياة الناقد ومجتمعه.
يبرز أمامنا هذا التحدي بالخصوص في المسألة الدينية، والمشكلة هنا ليست مشكلة الناقد أو الساخر، بل مشكلة المتلقي، وبشكل اوضح هي مشكلة شعوبنا في الشرق التعيس، حيث القداسة التي تدمج بين الخاص والعام، وتجعل الفكرة هوية وكينونة. فعندما يرد أحدهم بالقول لأحد المنقدين “انت تسخر من ديني ومقدساتي” فإنه هنا هو من يضع نفسه في هذا الموقف، ويحول الإهانة له شخصيا، فتثور ثائرته ويستعد للحرب والمواجهة.
الدين فكرة عامة، وليست ملكا لأشخاص وتيارات، وإلا لكان حريا بأولئك أن يكفوا عن الدعوة له، وأن لا يحاسبوننا ويقيموننا بناء عليه.
لعل الأمر يستقيم أكثر اذا قلنا أن السخرية هي أسلوب ونهج قرآني ومحمدي بالدرجة الاولى، وبجردة سريعة نستطيع عرض آلاف النصوص من الكتاب والسنة التي تسخر من المنافقين وغير المؤمنين أو المؤمنين بدين أخر، أو حتى المسلمين الرويبضة من امثالي، ليس فقط تسخر منهم، بل وتستحقرهم وتهينهم وتتوعدهم بالانتقام والعذاب والحريق والإذلال والإهانة، ولا تكتفي بذلك لنفسها ولوعدها في الاخرة، بل ايضا تحرض الناس على ممارستها سخرية واستهزاء واحتقارا وقتلا وسبيا وفرضا للجزية.
على الأقل نحن لا نستطيع توعد أحد بالسوء ولا تهديده. أقصى ما نفعله أننا نسخر من هذه الأفكار العدمية، ونحاول ابعاد الناس عنها.
إن من علامات تفوق الغرب علينا هو أنه يسمح بالانتقاد والسخرية من كل شيء، وفي الصحافة اليومية تستطيعون ببساطة مشاهدة كاريكاتورات واعلانات تسخر من المسيح والإنجيل والمؤمنين، ولا أحد تثور ثائرته وتنتفخ اوداجه ويطالب بالانتقام، كما فعل وتفعل شعوبنا مع كل انتقاد يطال نبيها أو دينها، فينشرون الرعب والموت كما فعلوا بمقر جريدة شارلي ابيدو قبل سنوات.
هوينكم أيها الناس… نحن لسنا اعداءكم.
الصورة هي دعاية ساخرة للواقي الذكري لمنع الانجاب, وعليها صورة للسيد المسيح يقول للمراهقات بأن الله صانك من الحمل بفضل استعمال الواقي الذكري .. طبعا حمل المراهقات في المدارس الغربية تشكل مشكلة جادة للأهالي ولبناتهن وابنائهمن