حكاية ممتعة
الاسطورة الموصلية ‘يونس بحري’
مرّ علينا كثيرا إسم أحمد سعيد ، المذيع في اذاعة صوت العرب القوميه ـ التي كانت المحطه المفضله لكل العرب و نادرا ما يتحرك مؤشر الراديو عنها لاذاعة اخرى و لا زال جميع من عاش تلك الفتره يذكر أو سمع صوت أحمد سعيد في حرب 1967 و هو يتوعد اسرائيل و يبشر العرب بأن الدبابات الاردنيه و المصريه و السوريه قد احتلت تل أبيب و حررت القدس بينما الواقع عكس ذلك، فأصبح أحمد سعيد رمزا للكذب و الدجل الاعلامي العربي الذي استمر حتى يومنا هذا
لكن، لم يكن أحمد سعيد هو البدايه ! ، لكنه كان امتداد لشخص لم يرن اسمه على آذاننا كثيرا …لأن لا أحد عرفه الا من سمعه و هو يحيي قوات هتلر النازيه و يتوعد ملوك العرب و الانجليز و يبشر العرب بقوات هتلر الصديقه للعرب و العدوه للانجليز و هو يصيح بعبارة ((هنا برلين حي العرب)) الا من عاش و استمع الى اذاعة صوت برلين العربية في الحرب العالميه الثانيه ((1939-1945)) … فمن هو هذا الشخص؟
أنه يونس بحري
… ما لفت نظري اليه هو شخصه و قصصه و مغامراته التي لا تصلح الا ان تكون فيلما سينمائيا لما لسيرته من المواقف و الرحلات ((السندباديه)) التي قام بها هاربا او عاملا ذلك عدا صداقاته العديده مع السياسيين و الرؤساء أمثال الملك غازي و الملك عبدالعزيز آل سعود و أدولف هتلر و جوبلز وزير الدعايه النازي…فمن هو يونس بحري؟
ولد يونس صالح بحري الجبوري في الموصل في العراق في عام 1903 و كان والده صالح آغا الجبوري عاملا للبريد في الجيش العثماني حيث يؤمن وصول البريد بين الموصل و مركز الدوله العثمانيه اسطنبول ـ تدرج يونس بحري في دراسته حتى دخل دار المعلمين العاليه سنة 1921 و لكنه لم يكمل تعليمه بها فعمل في وزارة الماليه بوظيفة كاتب حتى عام 1923.
و في السنه ذاتها (1923) خرج يونس بحري من العراق فعاش في العديد من الدول الآسيويه و الاوروبيه و عمل في مختلف الوظائف و بعدها بسنتين عاد مجددا الى العراق حيث أصدر أول كتبه (العراق اليوم) و ما لبث ان عاد لهواية التنقل و السفر حتى اشتهر باسم (السائح العراقي) في كل مكان حل فيه.
شهد عام 1925 بداية بزوغ نجم يونس بحري كمعلق صحفي و مذيع في اوساط السياسيين في الدول التي ارتحل اليها و من أشهرهم الملك عبدالعزيز آل سعود الذي قابله في الرياض عام 1925 و من أشهر ما يحكى من مواقف وحكايات قبل أن يلعلع صوته في برلين حكايته في جامع باريس الذي بني في العشرينات من القرن الماضي وكان يحوي إلى جانب الجامع والسوق والحمامات العربية ، مطعما مغربيا، وملهى ليليا، كان يونس بحري يؤذن للصلوات الخمس في مئذنته بصوته العريض ، ويتولى الإمامة بالمصلين عند الحاجة ، وفي الليل كان يرأس تخت الموسيقى في الملهى ، فيعزف على العود ويغني الأدوار التي يجيدها ولا يتأخر عن المشاركة بالرقص الشرقي مقلدا أشهر العوالم في القاهره.
: و من الاعمال الاخرى التي عمل بها يونس بحري في حياته بجانب عمله كمذيع و صحفي
– في الهند حيث عمل مراسلا لأحد الصحف الهنديه عمل راهبا في النهار و راقصا في ملهى ليلي
في اندونسيا حيث اصدر مجلة الحق و الاسلام و مجلة الكويت و العراق التي اصدرها مع الراحل عبدالعزيز الرشيد عام 1931 و توقفت عن الاصدار عام 1937 عمل مفتيا في احدى جزر اندونيسيا و من أطرف ما فعله عندما جاءه أحد السكان المسنين و بصحبته فتاة في منتهى الجمال طالبا منه عقد قرانه عليها حيث اعجب بها يونس بحري و قال للرجل المسن انه لا يجوز شرعا للرجل الطاعن في السن الاقتران بفتاة اصغر منه فصدقه الرجل لكونه مفتيا فترك الفتاة و! تزوجها يونس بحري.
في ليبيا عمل مستشارا لملك ليبيا السنوسي و في الثلاثينات عاد يونس بحري الى العراق مرة اخرى و أصدر عدة مطبوعات كجريدة العقاب السياسيه الادبيه و من أهم ما عمله في تلك الفتره عندما كان اول من قدم الملك غازي من اذاعة قصر الزهور حيث كان يونس بحري هو الصوت الذي يعبر عن آراء و افكار الملك غازي و ما بين عامي 1935 و 1939
لم يخرج يونس بحري كثيرا خارج العراق عدا زيارته لمنطقة عسير حنوب السعوديه و مشاركته باسم العراق في سباق لعبور القنال الانجليزي (المانش) سباحة و من الطريف ان يونس قد شارك في السباق من دون اعداد مسبق او تدريب فكانت المفاجأه فوزه بالمركز الاول و الميداليه الذهبيه!!
جاء خروج يونس بحري من العراق عام 1939 هاربا من الشرطه العراقيه حيث صدر امرا بالقبض عليه في ابريل 1939 ذلك بعد يوم من وفاة الملك غازي جراء حادث سياره حيث اصدر باليوم التالي صحيفه العقاب متشحه بالسواد و العنوان الرئيسي كان (مقتل الملك غازي) حيث اتهم في مقاله الانجليز و نوري السعيد و الامير عبدالاله بافتعال حادث السياره للملك الذي كان يدعو للتخلص من الاستعمار و كان يونس بحري نفسه الذي كان يوزع هذه النسخه من الصحيفه و هو على ظهر دراجته الناريه فكانت نتبجة مقالته تلك التظاهره الكبيره في الموصل التي ادت الى مقتل القنصل البريطاني العام
بعد اغتيال القنصل البريطاني ادرك يونس بحري خطورة بقاءه في العراق فقابل القنصل الالماني في بغداد طالبا منه الهرب الى المانيا فكان من حسن حظه انه كان هناك وفدا صحافيا المانيا قد جاء على متن طائرة حيث استقلها في عودتها الى برلين في الوقت الذي كان رجال الشرطه قد دخلوا منزله للقبض عليه !
برلين .. المحطه الاهم
جائت الشهره الحقيقيه ليونس بحري حينما اصبح مديرا و مذيعا لاذاعة برلين العربيه التي كان يروج من خلالها الدعايه النازيه و الخطاب العدائي لبريطانيا و حلفائها.
و بداية القصه عندما وصل يونس بحري الى برلين هربا من العراق حيث التقى وزير الدعايه النازي جوزف غوبلز و الدكتور الفريد روزنبرج منظر الحزب النازي و شارح قوانينه حيث اصبح خلال فتره قصيره أحد المقربين للقياده الالمانيه و اصبح يحضر الاحتفالات الرسميه مرتديا البدله العسكريه الالمانيه برتبة مارشال و مرتديا الصليب المعقوف على ساعده و قابل العديد من رموز النازيه بما فيهم ادولف هتلر و من الاوروبيين الفاشي الايطالي بينيتو موسوليني..
جائت بداية تأسيس اذاعة برلين العربيه عندما شرح الفكره لوزير الدعايه جوبلز التي رحب بها لتكون المحطه المواجهه لبي بي سي العربيه خصوصا بعد ان اقنعه يونس بحري بجدوي الاذاعه التي ستقاسم العرب كرههم لبريطانيا.
من الطريف ما عمله يونس بحري من اجل جذب المستمعين العرب لاذاعة برلين حيث طلب من جوبلز ان يوافق على بث القرآن الكريم في بداية ارسال الاذاعه حيث تردد جوبلز و أوصل! المقترح الى هتلر الذي وافق عليه بعد ان شرح له يونس بحري ان بث القرآن الكريم سيجذب انتباه المستمعين العرب الى اذاعة برلين و العزوف عن استماع للبي بي سي التي كانت لا تذيع القرآن فكانت النتيجه ان كانت اذاعة برلين هي المفضله عند العرب و ماهي الا اشهر قليله و بدأت البي بي سي ببث آيات القران بالمثل !.
اشتهر يونس بحري بعبارته الافتتاحيه الشهيره (هنا برلين حي العرب) حيث كانت بمثابة شارة افتتاح برامج الاذاعة التي كانت تهدف الى مهاجمة قوات التحالف و توعية الجماهير العربيه بخطر الاستعمار و يبشرها بالحريه على يد قوات هتلر النازيه و كان كثيرا ما يخرج عن نهج المحطه بشتمه لملوك مصر العراق و اتهامهم بالعماله و العبوديه.
بعد سقوط برلين على يد الحلفاء ، كان يونس بحري من الاسماء المطلوب القبض عليها و جاءت قصة هروبه من قبضة الحلفاء مثيره، ‘
حيث ذكرها منير الريس رئيس تحرير صحيفة البردي الدمشقيه في الكتاب الذي اسماه (الكتاب الذهبي للثوره الوطنيه في المشرق العربي) و كيف تعرف على يونس بحري، فقال: في صباح اليوم الثالث من مايو عام 1945م، جمعتنا الصدفة في مرسيليا بيونس بحري طليقا ، يندفع نحونا يهنئنا ويعانقنا، فسألته: كيف استطاع الوصول إلى مرسيليا دون أن يقع بيد الحلفاء؟ فقال:
إنه خرج من برلين مع عدد من الأجانب قبل أن يحاصرها الروس ، وحرَّف اسمه المسجل في جواز السفر بالأحرف اللاتينية، يوني باري جبوري، محرفا من يونس بحري الجبوري، وزعم للمحققين أنه كان معتقلا في ألمانيا وأطلعهم على أثر جرح قديم في جسمه من أثر شجار قديم، كأنه من آثار التعذيب ، فسمحوا له بالسفر إلى باريس·0
وفي صباح يوم 18 مايو 1945م، أبلغونا بأن أسماءنا سجلت في كشف المسافرين على الباخرة ‘بروفيدانس’ إلى الجزائر، فنقلنا حقائبنا إلى الميناء وجلسنا فوقها ننتظر أسماءنا تعلن لنصعد إلى الباخرة، وإذا بعربي يركض نحونا يصيح بأعلى صوته: هذا منير الريس·· وهذا يونس بحري·· وهذا الدكتور عادل المسكي·· فالتفتنا نحو الصوت، وإذا به الدكتور عادل القحف من الطلاب السوريين كان يدرس طب الأسنان في ألمانيا·
ويقول منير الريس:
لقد نصحت يونس بحري ونحن في عرض البحر بأن يمزق جواز سفره ويبقى محتفظا بالورقة الرسمية التي أعطيت له في باريس بعد التحقيق معه للدلالة على هويته، فلم يرض·
وصلنا إلى الجزائر في 20 مايو 1945م، وفي يوم 26 مايو 1945م وصلنا بالقطار إلى تونس، وعندما دقق رجال الأمن بتونس، بجوازات سفرنا وفتشوا حقائبنا لم يجدوا سوى مسدس للدكتور المسكي ، فصادروه ، لكنهم وعدوا بإعادته إليه عند مغادرته تونس ، واحتجزونا، واستدعى الضابط الفرنسي ، الدكتور عادل المسكي وبدأ التحقيق معه ، ولما عرف يونس بحري أن الدور سيأتي عليه في التحقيق ، أخرج من جيبه رخصة دولية لسياقة السيارة باسمه ومزقها، فلاحظ حركته أحد الحمالين الذين – غالبا – ما يكونون مخبرين في مثل هذا المكان ، فتوجه الحمال وأبلغ رجل الأمن بالورقة التي مزقها يونس بحري ، وقام ليرميها في دورة المياه ، فلحق به
رجل الأمن وأمسك بيده وأخذ الورقة الممزقة من قبضته وراح يصففها في المكتب ليعرف سبب تمزيقها، ثم استدعى يونس بحري إلى غرفة رئيس الأمن وفتش جيوبه ، وعثر على جواز السفر في جيبه ، وعرف أن يونس بحري مذيع محطة برلين ، وسرعان ما عاد إلينا رجال الأمن وطلبوا أن نرفع أيدينا في الهواء ، ولما سألتهم عن السبب قال أحدهم: ‘ألا تدري أنك من عصابة يونس بحري’ وقام رئيس الأمن العام محاولا الاتصال برؤسائه في تونس ، ولما تهيأ له ذلك ، نقل إليهم نبأ القبض على المذيع يونس بحري! مذيع هتلر في برلين·
وتابع منير الريس:
ولما حانت لي فرصة الانفراد بيونس بحري ، قلت له: لقد وقعت يا يونس! فلا توقع غيرك معك ، قال: ‘لن أدل عليك·· ولن أتكلم بما يؤذي أحدا منكم! وأنتم قد يطلق سراحكم قبلي·· ولي طلب عندكم فيما إذا أصبحتم أحرارا، وبقيت أنا في السجن ، أرجوكم أن تبلغوا السفارة أو القنصلية العراقية ، وإذا لم يكن فيه سفارة عراقية فابلغوا أي سفارة أو قنصلية بريطانية بأنني سجين في تونس!’
وأدركت في تلك اللحظة أنه جاسوس بريطاني ، إذ ظل أكثر من ثماني سنوات وهو يشن من محطة برلين أبشع الكلام على بريطانيا وعملائها وحلفائها، ويشتم عبد الاله ، الوصي على عرش العراق ، والأمير عبدالله بن الحسين ، أشد الشتائم فلا ذكر اسم عبدالله إلا وينعته بالحاخام ، ولا يذكر اسم عبد الاله إلا وينعته بالصبي ، ولا يذكر اسم نوري السعيد إلا وينعته بالنوري الشقي ، بفتح النون والواو، فكيف لم يكتشف الألمان هذا الجاسوس؟·
ثورة تموز 1958
في 14 يونيو 1958 حصل الانقلاب الدامي الذي ازاح الحكم الملكي من العراق و اعلن عن تأسيس الجمهورية العراقيه و صاحب ذلك الانقلاب! اعتقال العديد من رموز النظام الملكي و عداهم الكثير منهم يونس بحري الذي شاء حظه العاثر ان يصل العراق قبل يوم واحد من الانقلاب هاربا من بيروت و من المواجهات التي حدثت بين الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون و معارضيه من القوميين حيث اعتقل يونس بحري في سجن ابوغريب بحانب كبار ضباط العهد الملكي و من الطريف ان اعتقاله قد جاء صدفه حيث وجد يونس بحري في منزل ابن اخيه العقيد ركن وحيد صادق الجبوري الذي كان من بين المطلوب اعتقالهم.
بعد اطلاق سراحه افتتح يونس بحري مطعما في بغداد و كان اشبه بالمنتدى حيث كان زبائنه من السفراء و الوزراء و الكتاب و كان يونس يقوم بطبخ الاطباق العديده التي تعلمها من رحلاته العديده و لم يستمر المطعم طويلا حيث غادر الى بيروت بعد ان وعد عبدالكريم قاسم بعدم مهاجمته اعلاميا في الخارج و تم تخصيص راتبا له و قدره مائة دينار يستلمها شهريا من السفاره العراقيه في بيروت حيث اصدر منها عدة كتب و مجلات منها مذكراته في سجن ابوغريب .
بعد بيروت ، تنقل يونس بحري بين باريس التي اصدر فيها مجلة العرب و عاش لفتره بسيطه في الكويت حيث اصبح مديرا لمطعم اسمه مطعم المدينه الذي كان يملكه احد اصدقائه و عمل كذلك في ابوظبي عام 1971 حيث اصدر صحيفة ابوظبي نيوز الناطقه بالانجليزيه و عمل مسئولا عن قطاع الشؤون الصحفيه في وزارة الاعلام.
تنقل يونس بحري كثيرا في ارجاء العالم و ما كان يحمل معه غير جواز سفره و قنينة العرق و فرشاة اسنانه و ادوات الحلاقه و اللغات العالمية الستة عشر التي يتقنها و مات وحيدا و مفلسا في دار احد معارفه في بغداد عام 1979.
يونس بحري ، الزوج و الاب
يونس بحري ليس له أعداء سوى النساء اللاتي يقعن في شباكه ، فهن حينما يفقن من سحره وعذب حديثه لا يجدن في اليوم الثاني سوى رسالة صغيرة كتبها بخط يده ولصقها على مرآة زوجته·· كتب فيها: باي·· باي·· قد نلتقي ثانية وقد لا نلتقي فأنا مسافر في أرض الله الواسعة!!·· بهذه الكلمات كان ينهي حياته الزوجية!!
بلغت عدد زيجات يونس بحري الـ 80 زيجه و كانت زوجاته من جميع الدول التي ارتحل اليها و له منهم ما يقارب الـ 100 ابنا و ابنة. من احدى المواقف, الحوار الذي تم بينه و بين الملك عبدالعزيز آل سعود الذي جاء من يبشره بمولوده الثالث و الستين و نظر فيصل بن عبدالعزيز – الملك لاحقا- الى يونس بحري و ابتسم – فلاحظ الملك عبدالعزيز ابتسامة ولده فسأل ابنه عن سبب الابتسامه فقال الامير فيصل :
– يبلغ عدد اولاد يونس بحري اربعة و ستين
فسأله الملك عبدالعزيز :
هل صحيح هذا يا يونس ؟ فرد عليه يونس بحري قائلا
الذكور منهم فقط يا طويل العمر!!
الدكتور عبدالسلام العجيلي، بكتابه ‘حفنة من الذكريات’ قائلاو في أوائل الخمسينات التقيت في باريس بالآنسة هناء ، وهي فتاة عراقية كانت تعمل مذيعة في القسم العربي في إذاعة باريس ، وعندما سألتني عن أخباري في باريس ، رويت لها بعض الطرائف التي حصلت وأنا في صحبة يونس بحري الذي كان يقيم آنذاك في باريس ، ويصدر فيها مجلة ‘العرب’، وبمجرد ما جاء ذكر يونس بحري على لساني رأيتها تخرج من هدوئها المعتاد وتقول:
هذا إنسان فاجر لا تليق بك صحبته ، لا أنت منه ولا هو منك ، أي شيء يجمع بينك وبين هذا الصعلوك الأفاق حتى ترافقه ، أو حتى تبادله الحديث؟ ويقول د·عبدالسلام:
وفي أحد الأيام التقيت بزميل يونس بحري ، فأخبرني أن هناء هي أم لؤي يونس بحري بمعنى أنها واحدة من زوجاته وإحدى طليقاته ، لذلك نعتته بالفاجر والصعلوك والأفاق ، ويقينا إني ما نفيت يوما هذه الصفات عن يونس بحري ، ولا كان هو نفسه ينفي عن نفسه تلك الصفات ، ا ويمضي الدكتور عبدالسلام العجيلي يروي بعضا من حكاياته قائلا :
إن يونس بحري تزوج ثمانين مرة ، وأبناؤه وبناته منتشرون في مشارق الأرض ومغاربها ولا سبيل لاحصائهم ، لكن عددهم يتجاوز المئة قطعا، لقد أمضى هذا الرجل حياة مثيرة وحافلة تشبه الأسطورة حتى إنه تفوق فيها زواجا وتجوالا على الرحالة العربي ابن بطوطة ، ففي كل بلد زاره له فيه زوجة ورهط من البنين والبنات ، وأول زوجاته ‘شيرين’ وهي عراقية تركية الأصل ، وآخرهن ‘شهرزاد السورية الاصل’ ·
من أشهر أولاد يونس بحري انتشروا في ارجاء الارض و نذكر منهم :
– الادميرال رعد يونس بحري قائد الاسطول الفلبيني
الدكتور سعدي يونس بحري -( المحامي والفنان والسينمائي المعروف) و يقطن في باريس
الفنان سعدي يونس بحري
لؤي يونس بحري ـ استاذ الحقوق الدوليه في جامعة بغداد
منى يونس بحري استاذة علم النفس في جامعة بغداد
تلك كانت سيره لأحد اهم رموز الاعلام في التاريخ العربي لكن ما يمنع اني اقول انه الرجل عاش حياته (طول بعرض) و قصته تصلح لفيلم سينمائي لذا حبيت اكتبها لكم لأعجابي برحلة حياته (السندباديه )