الزنى المقدس

niqab-anne-1-350x233-customأمل إبراهيم

ولسوف يرمونني بكل التهم، وينصبون لي المشانق، ويطالبون بموتي، بمجرد أن تقع أعينهم على عنوان مقالي! وهذا ليس بغريب على أمة لا هم لها سوى المرأة، المرأة في كل أحوالها.

نعم، لقد ختنوها وليدة، وفاخدوها رضيعة، وتزوجوها طفلة، وكَفنوها شابة، وعاشروها رغما عنها زوجة، وضاجعوها ميتة!

ماذا تبقى لها؟ تبقى لها أن تُنكَح جهادا، وأن تٌرجم بعلة الزنى! الرجم؟ تلك العقوبة الرهيبة.

إننى بصفتى إنسانة قد اختبرت الحياة لا أتصور ميتة أفجع من ميتة الرجم بالحجارة، فإن فيه الموت الرهيب الذي لا ينتهى سريعاً، بل بطيئاً مصحوبا بالخوف والألم.

ولسوف يقولون لك هذه عقوبة غير منصوص عليها قرآنياً، ونقول لهم : هل تعلمون بأمر الغامدية؟ التي لقمها ابن الوليد بحجرٍ فانتضح الدم على وجهه؟ أما أنا, فما كنتُ أودُ أن أعلم أن سيف الله المسلول” أقدم على قتل امرأة، وعاتبه فيها الرسول.

نعم، إن كون الرجم مذكوراً في التوراة لم يثبت إلا بالسنة (الحديث )، وقد حاولوا أن يستنبطوه من القرآن استنباطاً، فقد ذكر القرآن حد الزنىة – من غير المحصنين- وسكت عن حدهم من المحصنين، ليبقى البون شاسعاً باتساع الأزمنة، ورهيباً برهبة الموت على أيدي مغول العصر.

نعم هم جماعة من الغوغاء، الهمج الـ.. ضع ماشئت من الصفات، ولكن ؛ انتبه ياعزيزي فتلك عقوبة إسلامية بامتياز، تمارسها بلدان إسلامية بامتياز منها دول عربية دينية، وإيران، وباكستان و.. تريد المزيد؟ عليك بالمتصفح ولسوف ترى العجب العجاب.

لا تظن أيها القارئ إن في قولي شيئاً من غلوٍ, فأنا أكتب كلماتي، وصوتها المبحوح يطرق سمعي بلا انقطاع : سامحنى ياأبي، وهذا الأب الظالم، ولربما المرتجف رعباً، لا يبالي بتوسلاتها، ولا حركت صرخاتها المكتومة من فرط ألمٍ ؛نبضة من قلبه!

هي زانية خاطئة، ومحصنة، فهل في الزواج حصانة من زنى؟ ماهي الحصانة؟ لو كانت الحصانة موجودة في الزواج – بعرفهم – لما جاز أن تكون سبباً لحدوث هذا الفرق العظيم بين عقوبة الزاني المحصن وعقوبة الزاني غير المحصن.

ولماذا هذا القياس؟ لأننا سمعنا وقرأنا ورأينا، الزوجات المحصنات وهن يتقدمن بفخر واعتزاز لممارسة جهاد النجاح، أي نفوس شائهة تمارس هذا الجرم على أنه واجب مقدس؟ وأي بشرٍ هؤلاء من يمايزون بين فعل ٍ وشبيهه؟ مالفرق؟ اشرحوا لي ما الفرق بين نكاحٍ ونكاح.

هل زنت المسكينة مع رجل من معسكر الأعداء فوجب عليها الرجم؟ كيف رأوها؟ وكيف أثبتوا عليها الجرم؟

ويُنشر الخبر: داعش ينشر فيديو صادماً لرجم امرأة حتى الموت بتهمة الزنى! ولستُ أدري ما الصادم في الموضوع، الرجم؟ أم التهمة؟ أم نشر الفيديو؟

وفق ما تابعته من سجالات على مواقع التواصل الاجتماعي ؛ الصادم هو الفيديو، نعم،ولكأنهم يقولون لا تنشروا المشاهد المؤلمة، نحن نعلم أنها حدود الله، أما نحن؟

فلسوف ننتظر دورنا إما بالرجم وإما بلقم حجر.

المصدر ايلاف

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.