وفقًا لتقرير سرّي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف بي اي) – أصبح مُتاحًا للاطلاع منذ نوفمبر 2008 – فإن “الزعيم الروحي لحزب الله (…) صرّح بأنّ تجارة المخدرات مقبولةٌ أخلاقيًا في حالة بيعها للزنادقة الغربيين كجزء من الحرب ضد أعداء الإسلام”
هذا التقرير الذي حُذف منه اسم “الزعيم الروحي لحزب الله”، لا يُمكن التوثّق من صحّة وموضوعية المعلومة الواردة فيه، لكنّ في كل حال بالبحث في أرشيف الصحافة العالمية، ستجد أخبارًا عديدة عن إيقاف شبكات لتجارة المُخدّرات أو لغسيل الأموال، أغلبها في أمريكا اللاتينية، وأغلبها للبنانيين، وكثير منهم تبيّن أنّهم إما كوادر في حزب الله أو على صلات وثيقة بقيادات في الحزب.
في 2014 كشفت صحيفة برازيلية عن علاقات وثيقة تربط بين حزب الله وعصابة “بريميرو كوماندو كابيتال” . بحسب الصحيفة التي اعتمدت في تقريرها على مستندات لتحقيقات الشرطة، فإنّ العلاقات بدأت منذ 2006، على هيئة تعاون متبادل في أنشطة تجارية غير مشروعة، من بينها تجارة المخدّرات.
في يونيو 2005 ألقت الشرطة الإكوادورية القبض على شبكة تهريب مخدرات، على رأسها لبناني يُسمّى راضي زعيتر، كان يدير مطعمًا في العاصمة كويتّو. بحسب تحقيقات السلطات الإكوادورية، فإن عصابة زعيتر كانت تموّل حزب الله بـ70% من أرباحها من تجارة المُخدّرات. بدوره نفى حزب الله أي علاقة تربطه براضي زعيتر. وأعرب في بيان له عن استيائه من الربط الذي حدث بين الحزب وبين المقبوض عليه.
في نهايات 2006، أدرجت السلطات الأمريكية، صبحي فيّاض على قوائم الإرهاب، باعتباره أحد أهم الناشطين التابعين لحزب الله في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراجواي. واتّهمت السلطات الأمريكية فيّاض بتورطه في تجارة المخدّرات مع آخرين لصالح حزب الله منذ 1995.
في 2008 ألقت السلطات الأمريكية القبض على فايد بيضون الشهير بـ”ميجال جارسيا” في مطار ميامي الدولي. ووفقًا للسلطات الأمريكية، فإن بيضون قد ألقي القبض عليه لاتهامه بالضلوع في تجارة الكوكايين أيضًا لصالح حزب الله. ويُشار إلى أنّ عائلة بيضون من العائلات الشيعية الكبيرة في جنوب لبنان.
على هذا المنوال تعددت القضايا التي ذكر فيها اسم حزب الله، وارتبطت بتجارة المخدرات في مناطق بأمريكا اللاتينية، التي بها أيضًا شركات مسؤولة عن غسيل أموال تجارة المُخدّرات. ثُمّ في وقت لاحق توسّعت شبكة حزب الله وصولًا إلى أوروبا. أولى القضايا في هذا الشأن كانت في أبريل 2009، عندما أعلنت السلطات الهولندية إلقاء القبض على خليّة مكونة من 17 فردًا ينتمون لشبكة دولية لتجارة المخدرات على صلة بحزب الله. وأعلنت السلطات اشتباهها في أنّ هذه الخلية متورطة في الاتجار بنحو 2000 كيلوجرام من الكوكايين خلال عام واحد.
في نفس العام، في شهر أكتوبر، تكرر الأمر في ألمانيا التي ألقت السلطات فيها القبض على لبنانيّيْن متهمين بتهريب أموال إلى لبنان ناتجة عن تجارة المخدرات. وبالتحقيقات التي ألقت الصوء عليها مجلّة دير شبيجل الألمانية، فقد تبيّن تعرّض الشخصين إلى تدريبات خاصة في قواعد عسكرية تابعة لحزب الله في لبنان.
في المقابل، وفي مواجهة كل هذه الاتهامات ينفي حزب الله جملة وتفصيلًا أي علاقة له بتجارة المخدرات من قريب أو بعيد، معتبرًا أن تلك الاتهامات صادرة جميعها ممن يناصبونه العداء، أو يصفونه بالتنظيم الإرهابي.
المصدر : ساسة بوست
مواضيع ذات صلة: أمبراطور مخدرات وحسن نصرالله