الزعماء العرب يتصنعون البلاهة لتقويض ثورات الشباب!
بقلم: طلال عبدالله الخوري
قلنا في مقال سابق لنا ( مقال: المعاهدات والاتفاقيات العربية) بان جامعة الدول العربية هي عبارة عن نقابة للطغاة العرب, وان اهدافها الاساسية هي تسخير مقدرات البلاد العربية وتسخير شعوبها وثرواتها وعلاقاتهم الدبلوماسية الدولية, للتضامن ولمساعدة المستبدين العرب لبعضهم البعض من اجل ديمومة حكمهم لبلدانهم, وتوريثها لابنائهم واحفادهم, وأيضا لمساعدة بعضهم البعض عندما يكون لديهم ازمات أو عندما تثور شعوبهم ضدهم مطالبة بالحرية والعدالة والكرامة!
ومع ان تاريخ السياسة العربية, وعلى مدار مئات السنين, يذخر بالخيانات الشنيعة للقادة العرب والمسلمين, الا أننا نجد انفسنا مضطرين, هذه المرة, لأن نرفع القبعة احتراما للقادة العرب المعاصرين, للوفاء الذي اظهروه ولأول مرة بتاريخ العرب والمسلمين, لهذا العهد الذي اقسموا عليه كأعضاء بالجامعة العربية وذلك بعمل المستحيل لمساعدة بعضهم البعض لاستمرارية حكمهم حتى ولو كان ذلك على حساب ابادة شعوبهم!!
لقد كانوا اوفياء لصدام حسين عندما كان يبيد شعبه ولم يتجرؤا حتى على نقده لفظيا, ثم كانوا اوفياء له عندما ارادت اميركا والغرب عزله ولو بالقوة, وحاولو حمايته وبقائه بكل ما استطاعوا!! ولكن كما يقال: العين بصيرة واليد قصيرة فلم يستطيعوا انقاذه بالنهاية, لان الغرب كان اقوى منهم؟
لقد كانو اوفياء للبشير بالسودان وعملوا وما زالوا يعملون ما بوسعهم لابقائه بالسلطة بالرعم من انه اباد شعبه وفكك بلده! فهذا كله لا يهم! المهم ان يبقى بالسلطة لان هذا ما ينص عليه العهد فيما بينهم!
لقد كانوا اوفياء حتى للقذافي, وقدر استطاعتهم, ولم يبدؤا ادانته الشفهية الباهته والمتواضعة, الا بعد ان بدأت جيوش الناتو القضاء عليه وعلى جيشه وبعد ان انفصل عنه كل مساعديه؟ ومن المعروف بانه لولا العداوة الشخصية بين ملك السعودية والقذافي الذي حاول اغتياله لكانوا تمسكوا به اكثر واكثر…
هم اوفياء الى الآن لعبدالله صالح في اليمن ويعملون المستحيل لابقاءه بالسلطة, لانهم يعلمون بان سقوط اي لبنة من جدار نظام الاستبداد العربي هي ايضا سقوط لهذه اللبنة في جدارعرش كل من عروشهم, وان دق اي مسمار في نعش اي عرش من عروش اعضاء نقابتهم الاستبدادية هي بالنهاية دق لمسمار في نعش كل منهم!
وها هم يعملون المستحيل لابقاء بشار الاسد بالسلطة, وفاءا للعهد الذي قطعوه فيما بينهم!! ولن ننخدع بالتصريحات الخجولة التي يرمونها هنا او هناك, فهم بهذا يتصنعون البلاهة ليس الا!
في البداية ارسل الزعماء العرب, امين الجامعة العربية نبيل العربي, وهو عبارة عن دمية عرائس يحركها الزعماء العرب باصابعهم, الى بشار الاسد بدمشق, لكي يمده بالدعم السياسي ويسفه الجهود الغربية والاميركية والتي وصلت الى مرحلة متقدمة بالوقوف الى جانب الشباب السوري الثائر ودعم مطالبه وتطلعاته, وقام هذا الامعة العربية بمديح النظام السوري وخططه الاصلاحية, والاكثر من هذا, فقد تهجم على الغرب عندما قال : بانه لا يحق لاي دولة اسقاط شرعية الرئيس بشار الاسد؟؟
اما خطوتهم الاخيرة لمساعدة بشار الاسد فكانت قمة بتصنع البلاهة؟؟ تصوروا بان هذه الخطوة اتت بعد الجهود الصادقة والجبارة التي قام بها الغرب لمساعدة الشعب السوري ولايقاف حملات الدم والمجازر اليومية التي يرتكبها النظام ضد شعبه…. هذه الجهود الغربية من عقوبات اقتصادية وعزل للنظام , وعقوبات ضد اركانه…. بعد هذا كله تأتي خطوة جامعة الدول العربية لتقوض هذه الخطوات المتقدمة للمجتمع الدولي وتعطي الروح لزميلهم بالاستبداد بشار الاسد.
نعم ان الخطوة الاخيرة للجامعة العربية ما هي الا عرضاً عربياً لمساعدة النظام السوري على الخروج من مأزقه الأمني والسياسي. وهو مشابه للعرض التركي السابق وهم يعرفون ماذا كان مصير مثل هذه العروض, فلماذا التصنع بالبلاهة والتكرار؟؟؟
تسريبات هذه المبادرة العربية للحل تتضمن: اصلاحات سياسية واسعة وانتخابات رئاسية مفتوحة في نهاية الولاية الثانية للرئيس بشار الاسد في العام 2014.
هذه المبادرة ما هي الا طعنة خنجر عربية بظهر الشعب السوري, لانها تطيل عمر النظام وتعطيه الامل, وبالتالي تصعب الامر على شعبنا, والاكثر من هذا فهي تضاعف كمية الشهداء والدم السوري المسفوك ليس الا؟؟
فنظام بشار الاسد يعرف, والزعماء العرب يعرفون, والعالم كله يعرف بان اي خطوة اصلاحية ولو كانت بالحد الادنى ستؤدي بالنهاية الى خسارة بشار الأسد ونظامه للحكم, فلماذا التصنع بالبلاهة والمطالبة بالاصلاح؟؟
هل هناك اصلاح اقل من السماح للشعب السوري بالتعبير عن رأيه سلميا؟؟ هذه الخطوة الاصلاحية الوحيدة بحدها الادنى حتما ستؤدي الى خروج الشعب السوري بكامله الى الشارع ليسقط بشار الاسد, فما معنى المطالبة بالاصلاح والحوار؟؟ هذا هو تصنع البلاهة بعينه!
للآسف هناك بعض اقطاب المعارضة السورية ومنها الديناصورية ومنها المعارضة التي ليس لديها خبرة سياسية والتي تطالب بمثل هذه المطالب بالاصلاح والحوار, وهم بهذا يشاركون الزعماء العرب وجامعتهم العربية بتصنع البلاهة!
هذا بلا شك تراجع عربي واضح عن الموقف الغربي والاميركي الذي أعلن أن النظام فقد شرعيته ودعا الأسد الى التنحي.
مما سبق نرى بان جميع المطالبات بالحوار او الاصلاح ما هي الا الاعيب سياسية هدفها الابقاء على النظام واطالة عمره فقط لا غير, لانه نظام زائل لا محالة! وان اي خظوة اصلاحية هي بالنهاية تعني نهاية النظام واحالة رموزه الى القضاء, وهذا معروف للجميع, فنرجو من العرب والمعارضة السورية الديناصورية الفاشلة, ان لا يتصنعون البلاهة, ولنضع النقاط على الحروف ولنسمي الاشياء باسمائها فالمطلوب هو رحيل النظام . نقطة على السطر انتهى.
تحياتي للجميع