الروس أغبى استعمار في التاريخ !!!

عبد الرزاق عيد:  الحوار المتمدنAbdulrazakeid

هذه أطروحة روسية، قالها مثقفون ومفكرون روس مع بداية (بيريسترويكا ) غورباتشوف ، أنههم الاستعمار الأغبى، لأنهم كانوا يخسرون مع استعماراتهم اقتصاديا، في سبيل انتصاراتهم الايديولوجية التبشيرية (الاشتراكية والشيوعية الستتالينية )، مما أدى بالمستعمر والمستعمر (بكسر الميم وفتحها في الثانية ) لللإفلاس والتدهور الاقتصادي والمعاشي والحقوقي للجميع ، فراحت هذه الشعوب تتطلع للنموذج الغربي بوصفه ليس النموذج الناجح اقتصاديا فحسب، بل والناجح اجتماعيا ورفاهيا من حيث الثروة والدخل … حتى اضطر بوتين أن يدمر الشيشان ليحتفظ بهيمنته الاستعمارية عليها .. .

هذا الغباء المستحكم ،طال علاقاتهم بدول العالم النامية …حيث يكفيها أن ترفع شعارات العداء للإمبريالية وصداقة المعسكر الاشتراكي، حتى يبنى لها جيش دولة قادر -على الأقل بل والأكثر- أن يحمي نظامها (التقدمي) حتى ولو لم يستطع أن يحمي حدودها، كما هو نموذج (الجيش الطائفي الأسدي …
.
المهم هو الإشادة اللفظية الشعارية بالرفاق السوفييت والمعسكر الاشتراكي الصديق، وليس مهما أن تكون هذه الحثالات الرعاعية مجرد ملحقات تبعية طفيلية للإقتصاد الغربي الرأسمالي، ما داموا يهتفون للاشتراكية ومعاداة الامبريالية كملفوظات شعارية …وهذا يذكرنا بالحادثة الشهيرة مع ألمانيا الشرقية الاشتراكية التي كانت تورد الدواء إلى سوريا (بيت الأسد)، وعندما طالبهم الألمان بإيفاء بعض الديون المستحقة عليهم، عبروا لها أن أعباء المواجهة الوطنية والقومية ضد الامبريالية والاستعمار تنهكهم عن سداد الديون ثمنا للدواء …فقال لهم الألمان الشرقيون ….لكن على حد علمنا أنكم ليس عليكم ديون أبدا لألمانيا الغربية ثمنا لسيارات المرسيدس وآخر ماركاتها ….

ولهذا فإن بوتين يعتقد نفسه أكثر ذكاء وفهلوة من ابائه وأجداده (البلاشفة ومخابرات الكي- جي -بي)، إذ يعتبر نفسه شاطرا وفهلويا (استعماريا) بعقد اتفاقات تنقيب عن النفط مستقبلية في الساحل السوري، ثمنا لأسلحته التي تقتل الشعب السوري …

دون أن يدرك أن الثورة السورية، بوصفها ثورة -وليست تداولا للسلطة – ضد نظام إجرامي متوحش مدمر لبلاده ومجتمعه، لن تكون ملتزمة بأي اتفاق دولي يقوم بها نظام العصابات الأسدي الخارج عن القانون الدولي والانساني والوطني، وأن الشعب السوري لن يكافيء ماليا، النظام الروسي المافيوي، بأن يدفع له تعويضات مالية عن ثمن السلاح الذي ذبح فيه اطفاله ونساءه، ولن يوقع على اتفاقات تنقيب نفطية مع أولئك الدببة (الروس) الذين وقفوا مع عصابات قتلة وجزارين سفاحين، ليتعاونوا معهم على التنقيب عن الدم في الجسد السوري، بعد أن نزف ذبحا وقتلا كيماويا وجوعا ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.