700 آية وحديث لا يصح العمل بظاهرها
تحت هذا العنوان وفي دفاعه عن مشروعه ( عن عدم صلاحية القرآن الكريم لكل زمان ومكان )
يقول الدكتور محمد حبش :
ليس هذا اختراعاً تخترعه ، وإنما هو وصف لحقيقة فقهية وعلمية سنشير اليها تفصيلاً ، يراها بعضهم استدباراً من الفقهاء لكتاب الله وان عليهم ان يتراجعوا عنها ، ولكني اراها فهماً مستقيماً لكتاب الله وتطوراً طبيعياً في فهم سياقه وسباقه في عالم متحول متجدد يحتاج كل يوم لفقه جديد …… بل ان من حق الأمة أن تتخير مايناسب واقعها ومستقبلها .
ثم يذكر الآيات التي لايجوز العمل بظاهرها ويقول :
في قوله تعالى ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون )
– ظاهر النص ان الله يوصف بالمستهزئ ؟
– …. جمهور الفقهاء على وجوب تنزيه الله تعالى عن صفة الاستهزاء -بالعصاة – وأن الكلمة وردت في الآية على سبيل المشاكلة وظاهرها غير مراد ؟
لقد أخطأ الحبش مرتين :
١- لم يورد الآية الكريمة كاملة بل اجتزأ منها اللفظة التي وظفها لمشروعه .
٢- حوّر الاستهزاء من ( المنافقين ) الى الاستهزاء ( بالعصاة )
الآية الكريمة ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون )
ولقد فات الدكتور محمد حبش أنه لا يوجد في القرآن الكريم شيء اسمه مشاكلة وظاهرها غير مراد
ومن يطرح نظريات النسخ وإلغاء العمل بالقرآن ونسخ كل آية لاتوافق مشروعه لا يجوز له أن يعتمد على كتب السير والقصص والأمثال الشعبية ، لأن نفس الفقهاء الذين ذكرهم هم الذين وصفوا بعض كتب التفسير بقولهم ( حوى كل شيء إلّا التفسير )
إن عدم فهم الآية من كتاب الله عز وجل وعدم القدرة على استيعابها ليس معناه ان نفتح باب النسخ على مصراعيه لتبرير ذلك القصور ؟ والآية الكريمة نزلت في المنافقين وليس في العصاة ، واعتقد ان اسباب النزول التي حكّمتها في القرآن الكريم لم تنسخ بعد حسب ذلك المنطق بسبب ان نسل الذين ينطبق عليهم الوصف لازال فعّالاً وذلك من خلال :
١- إذا لقوا الذين آمنوا ……….. قالوا آمنا .
٢- وإذا خلوا إلى شياطينهم ….. قالوا إنا معكم
٣- إنما نحن مستهزؤون .
٤- الله يستهزئ بهم .
٥- ويمدهم في طغيانهم يعمهون .
ويجب أولاً أن نفرق بين العمى والعمه ؟ لأن العمى هو ( للبصر ) والعمه هو ( للبصيرة )
يقول الله سبحانه وتعالى( … فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
والعمه : هو أخطر من العمى ؟ لأن العمه هو عدم القدرة على إدراك العالم الخارجي والعجز عن إدراك المنبهات الحسّية ، بالرغم من توافر المعلومات حولها .
أمّا الاستهزاء فهو السخرية ، والسخرية من شيء هو محبتك أن يكون هذا الشيء على شكل انت تحبه ، فالمنافق مثلاً يحب أن يرى كل الناس منافقين مثله ! والسخرية هي دلالة على عدم ايمان المستهزئ بالنفس البشرية على أنها مخلوقة لله عز وجل ، وكذلك عدم ادراكه بأنه لا عمل للصنعة مع الصانع ؟ فعندما تعيب شيئاً فإنك في الواقع انت تعيب صانعه ، وعندما تسخر من انسان فهذا الانسان لاصلة له في صنع نفسه وليس هو الذي يصنع نفسه ، فأنت إذاً في الوقع تسخر من خالق هذا الانسان .
وعليه فالمنافق في استهزائه فإنه يظهر خلاف مايضمر أو ما يبطن ، واستهزائه بالمسلمين هو اظهار كلمة التوحيد أمامهم وإظهار اسلامه ، وهو يضمر غير ذلك ، وذلك في قولهم ( إنا معكم إنما نحن مستهزؤون )
أما استهزاء الله بهم فهو : معاملتهم في الدنيا كما يعامل المسلمين ، وتطبق على المنافقين الأحكام التي تطبق على المسلمين ، وهذه المعاملة تشبه معاملتهم للمسلمين وبناءً على ماعامل به المنافقين المسلمين ظاهراً بإعلانهم الاسلام ، والله سبحانه وتعالى سيقبل منهم ظواهر الأشياء ، ولكن الله عز وجل ينوي لهم في الباطن بالمقابل ليس التقلب في النار بل في الدرك الأسفل منها.
فكما عامل المنافق المسلمين بالخداع وجعل لنفسه ظاهراً وباطناً …
سيعامله الله سبحانه وتعالى …..بنفس الطريقة .
لايمكن لانسان أن يعلن كلمة التوحيد ويعامل معاملة غير السلمين ؟
فسوف تحترم هذه العلانية ولكن ….إياك أن تظن أيها المنافق بأنك أنت الماكر ؟ ( ويمكرون ويمكر الله والله خيرالماكرين )
والكر هنا ليس الخداع ؟ لأن هناك المكر السئ والمكر الحسن ( ولا يحيق المكر السئ إلّا بأهله ) إن المكر هو : التخطيط المحكم ، ولضمان هذا التخطيط لا بد له أن يكون بالخفاء والكتمان .
فهم يخططون لأذى المسلمين …. والله يخطط لإلحاق هذ الأذى بهم .
خير الكلام… بعد التحية والسلام ؟
١: الحقيقة الصادمة والمرة تقول أن القران لم يكن صالحا حتى لزمانه وليس فقط لكل زمان ومكان ، بشهادة الواقع المر والتاريخ المشين ؟
٢: بالمنطق والعقل وانت الباحث الشهم ، كيف تفسر تناقض وتضارب الآيات القرأنية وهى بالعشرات ، فهل كان رب التنزيل حاشاه وقت تنزيلها حشاشا ثم صحى بعد ذالك ، والملوك لا تغير كلامها ولو كان في الامر فناها ، مثال ؟
أ: لا إكراه في الدين … (البقرة : 356 )
ب: لو شاء ربك لأمن من في الارض كلهم جميعا … (يونس : 99 )
ج: إنك لاتهدي من أحببت . ولكن ألله يهدي من يشاء (القصص : 56 )
مع الآيات …؟
أ: يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال .. ( الأنفال : 65 )
ب: وقاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر … ( التوبة : 29 )
وغيرها ومثلها الكثير ؟
٣: الحقيقة المرة تقول وعذرا لقولي هذا ، ليس فقط رب محمد ومحمد حشاشين بل أيضاً غالبية المسلمين إن لم يكونوا منافقين ، فهل بعد هذه الآيات كمثال من يستطيع نكران الناسخ والمنسوخ ؟
٤: الحقيقة الصادمة الاخرى تقول ، أن مايعوز غالبية المسلمين ليس فقط شلالات المعرفة بل أيضاً الشجاعة للاعتراف بالكارثة وقول الحقيقة ؟
٥: وأخيرا… ؟
إن في عقول الكثيرين من المسلمين المتنورين اليوم مخ حقيقي وليس مهلبية أيام زمان ، سلام ؟