الرد على (الأخوان المسلمين )، من خلال الرد على الأخواني… د. أبو محمد !!!
د . عبد الرزاق عيد
قام الأصدقاء (الآدمن ) لصفحتنا بالرد والحوار، مع من يسمي نفسه ( د. ابو محمد) ، وذلك حول مقالنا السابق: عن تهنئتنا الشباب المصري، بمحاصرتهم ( العسكريتاريا)، من خلال مقاطعة انتخابات ( السيسي) ..
فاعتبر الأخوان أن رأينا هذا المثمن لدور الشباب المصري، هو إجحاف بدورهم الأخواني، بوصفهم هم الفاعلون المؤثرون بمقاطعة السيسي …لكن السيد أبو محمد الذي قدم نفسه بوصفه يكتب باسم الأخوان، ظل يلح على ( الآدمن ) أن يسمع رأي (الدكتور عيد) بوصفه صاحب المقال والصفحة، متجاهلا أنه يتحدث باسم الأخوان عبر اسم مجهول ( أبو محمد ) …
ما كنا نريد لحوارنا أن يكون قاسيا في ظروف معركتنا المشتركة مع النظام البربري (الأسدي) ..لكنا فضلنا في ظرف مراوحة الثورة في المكان، أن نتصارح، فاستجبنا لمطلب الأخ أبو محمد المتحدث باسم الأخوان، بأن نناقش رأيه مباشرة كما كان يطالب ( الآدمن ) .. وهذا هو نص الحوار … حيث يقول د.ابو محمد :
يا سيد الادمن
يبدو انك فهمت انني غضبت لنفسي؟
لا لا ارح نفسك
انما غضبت لاقحامك مفاهيم دينية في جوابك على سبيل السخرية
علما ان حكاية الخضر التي أوردتها
لا أصدقها ولا يمكن ان تصدر عن الشيخ حجازي
( وحكاية إلقاء القبض عليه على الحدود كلها كذب وهو معتقل من يوم رابعة )
ومن مظاهر استهزائك ايضا استشهادك بالمهدي بهذه الطريقة
لذلك قلت لك أننا قادرون على الرد بنفس الاسلوب و(هدم فكر الدكتور عيد العلماني)
ولكننا هنا نتحدث عن حوادث معينة كلنا عايشناها
ونرد على تشويه الحقائق المتعمد ، وهذا ما اسميه قلب الحقائق الذي تمارسونه…….
ردنا المباشر باسمنا ..وليس باسم الآدمن ………….
دعكم من هذه الألاعيب الصغيرة، وهي وضع أنفسكم –كعادتكم- في موقع أنصار الله المستضعف، الذي تدافعون عنه بوصفه بلا حول ولا طول … لولاكم ..
.!- فنحن لم نسخر من الدين -وحاشا- ولكنا نسخر من ذهنيتكم وأساليبكم المتلاعبة بالدين …لأغراض سياسية وشخصية ..
.2 – أما موضوع حكاية الخضر وموقفه الداعم للأخوان في الثورة، فاسأل عنه ممثلكم الأخواني في الجزيرة أحمد منصور الذي كان منبهرا بالتدخل الإلهي لصالح الأأخوان..
3-نعم نحن نسخر من صورة المهدي المنتظر الذي يوظفه شيعة الملالي وولاة الفقيه وكأنه تحت تصرفهم، إذ هم دائما يهددون العالم بقدومه في خدمة الولي الفقيه لإعلان (قيامة العالم )..
ولهذا استعرنا هذه الصورة مجازيا بما يتناسب مع حب (مرسي والأخوان ) للنظام الإيراني وشيعته، حتى بعد مجازر الحلف الطائفي الشيعي في جسد الشعب السوري …
4-أما توهمك عن تهديم العلمانية …فالعلمانية ليست مذهبا ولا عقيدة ولا دينا، إنها تتويج حضور الوضع الإنساني المدني فيما هو عليه كونيا من منجزات وتقدم وحداثة مادية ومعرفية، صبت فيها ( في حاضرة الغرب ) كل حضارات العالم … كما صبت الحضارة العالمية، بكل فروعها القومية والدينية، وتياراتها الفكرية والفلسفية والعلمية في الحضارة العربية الإسلامية في القرن الرابع الهجري …
ولذا فإن أضغاث أحلامكم بتهديم العلمانية ليست إلا مشاركة لـ (داعش وبوكوحرام …الخ ) بهذيانات (هدم العالم العلماني “الكافر”) الذي تراهنون على حنكتكم أنكم تضحكون عليه، بحكاية (اعتدالكم) ، ليدعمكم (ويسلحكم) وفق توهمكم عن شطارتكم بلعبة تغيير الأسماء ، وإعلان عشرات الأحزاب، باسم عشرات الشخصيات الأخوانية …الذين تظنون أنهم يكفي أن يقولوا أنهم مستقلون، ليصدق السوريون والمجتمع الدولي أنه كلها أحزاب إسلامية ( غير أخوانية ) لكنها تسبح في فلك الأخوان !!!…
إنكم -في دعوتكم لهدم العلمانية – لا تختلفون عن (داعش: معرفيا -نوعيا)، بل هو اختلاف كمي سياسي خارجي، إذ أن العلمانية في (تركيا وتونس) هي التي أتاحت للإسلام السياسي بما فيها الأخواني أن يحظى بشرعية حضوره كفاعل وحاكم …
وأنتم بذلك تثبتون علنا -تخلفكم عن الإسلام التركي المدني الديموقراطي)، وتؤكدون راينا : حول حقيقة ركضكم -المعلن والمضمر اليوم- وراء الإسلام الشيعي الإيراني الفارسي بأوهام تصديقكم لشعار عداوة أمريكا وإسرائيل من قبل إيران، وأنتم بهذا الوهم لا تختلفون عن القاعدة المخترقة إيرانيا باسم (معاداة أمريكا ) …
وإنكم بذلك تساهمون بإنزال وتغطية وشرعنة أشد أنواع المآسي والجرائم المروعة على مصير شعبنا السوري الطيب الطامح للحرية والكرامة، بل والمصري عندما توحدون بل وتماهون في خطابكم اليوم (بين السيسي كعسكريتاري مصري متخلف، وبين ابن الأسد كمجرم طائفي استيطاني أقلوي دموي معادي للشعب السوري، إذ يضع نفسه وطائفته خارج النسيج الوطني السوري)…
نقول :إنكم بإعلاناتكم حول هدم العلمانية التي بنى قادتكم الأتراك مشروعهم المميز إسلاميا عليها …إنما تقدمون خدمة فكرية وسياسية هائلة، للمتوحشين الرعاع الهمج الطائفيين الأسديين المستوطنين ، بأنهم علمانيون مدنيون، يدافعون عن الحضارة الإنسانية في مواجهة (الإرهاب الإسلامي ) المعادي للحضارة والعلمانية !!!!
وذلك عندما تصورون شعبنا وثورتنا على أنها ضد العالم (العلماني)، الذي يعني الإيمان بالعلم والعقل والمنطق البشري، أي -ببساطة – الذي تجاوز السحر والخرافة وأوهام الهويات العتيقة القاتلة …ومع ذلك تريدون من هذا العالم (العلماني )، أن يكون معكم ضد الأسدية (الطائفية المتوحشة) التي تدعي أنها علمانية !!! …
إن الإخوانية العربية -ضمن وضعها الراهن هذا- بحاجة لنصف قرن، لتصل لمستوى الإسلام المدني الليبرالي (العلماني التركي ) مع الأسف الشديد