توقفت جريدة «الوطن» الكويتية امس عن الصدور، وكانت تحتفل بعيدها الـ 41 وتستقبل التهاني والورود بتلك المناسبة، وتم اغلاق مكاتبها بالشمع الأحمر لأسباب تختص بقانون وزارة التجارة، الذي لن ندخل في تفاصيله لعدم الاختصاص أو الاطالة، خصوصا ان القضية اصبحت منظورة لدى القضاء الكويتي، لذا سنتكلم عن إشكالية الصحافة العربية بشكل عام، وقد يكون من المصادفة ان مسمى جريدة «الوطن» هو الأكثر انتشارا على الساحة العربية، لذا فالإشكال يمس كثيرا من الدول العربية القادمة حديثا الى الديموقراطية والحريات الإعلامية.
***
وللمعلومة، في الديموقراطيات المتقدمة يتم دعم الإعلام الخاص، ومن ضمنه الصحف والفضائيات بأشكال عدة، فالقضايا التي ترفع ضده لدى المحاكم يتم رفضها في جلسات الاستماع الأولية لإيمانهم بدور الاعلام الحر في المجتمعات، وكي لا تتسبب الاحكام وقبلها تكلفة المحاماة والتقاضي في إفلاس الصحف والفضائيات، كذلك فإنه من المعروف أن سعر الصحيفة الورقية الغربية يعادل ما يقارب عشرة أضعاف سعر الصحيفة العربية في مجتمعاتهم الثرية القادرة على الشراء، رغم ان مصدر المواد الاولية من ورق وحبر ومكائن طباعة للصحف الغربية والعربية واحد، ورغم كم الإعلان التجاري الوافر لديهم والنادر لدينا.
***
ان الاعلام العربي من صحافة واذاعات وفضائيات بحاجة الى دعم متعدد الاشكال كي تلعب دورها الخير وتحافظ على استقلاليتها وتقوم بدورها في كشف وتصحيح التجاوزات، وهي بذلك تنقل صورة صحيحة للمسؤولين عما يحدث في مجتمعاتهم ووزاراتهم، وآخر ما يحتاجه الاعلام الخاص هو التخذيل او عدم فهم ذلك الدور كي لا ينتهي الحال اما بصحف على شاكلة «البرافدا» و«الثورة» و«القادسية» من اعلام يضلل المسؤولين، او الصحف المغلقة والاقلام المكسورة، والخاسر في النهاية هو مجتمعاتنا العربية.
***
آخر محطة: 1 ـ بودنا لو ساهمت الجامعة العربية في خلق تشريعات ومواثيق شرف للتعامل مع الاعلام العربي يلتزم بها الجميع وتوازن بين الحرية والمسؤولية وتحث الحكومات على إنشاء معاهد لتدريب الإعلاميين على صناعة الاعلام، فكثير من الاخطاء تحدث بسبب الجهل ومنهاجية الهواية أكثر من سوء النوايا.
2 ـ في هذا السياق، نشكر القائمين على مهرجان الثقافة والسياحة العربية المقام تحت مظلة الجامعة العربية، لتكريمنا في ختام مؤتمره الأخير في القاهرة.
3 ـ الصحف والفضائيات العربية ـ في الاغلب والأعم ـ هي أقرب الى الشموس والنجوم والاقمار التي تضيء سماءنا العربية وتهتدي بها المجتمعات، والرجاء ألا يتم اطفاؤها كي لا نعيش في الظلام، فتكثر الاخطاء، و.. السلام ختام.
نقلاً عن الأنباء