بنك الجزيرة كان الى قبل 2002 من افشل البنوك السعوديّة رغم انه في السوق منذ تاريخ 1977 ..فاشل لا من ناحية الإدارة ولا الرؤساء ولا العمليات المصرفية ،فاشل بكل المقاييس ويقاوم الفشل بشكل او بآخر واتحدر الى الحضيض وكاد ان يغرق ويموت، فماذا كان الحل؟ انه الإسلام يا سادة ..يلا يلا يلا هاتولنا الاسلام المنقذ وشوية مشائخ وخلونا نؤسلم البنك بأسرع وقت ممكن لننقذه من الخسارة، وبعد ان اتّجه الى اسلمة البنك بمعاملاته .. فقز للمقدّمة وبقوّة وانتشرت فروعة في شتّى انحاء المملكة واصبح له صيت وانتشار واسع وارتفع عملاؤه بشكل ملحوظ
..هذا يسمّونه نجاح بسبب عظمة الإسلام،كما يزعم رئيسة الحالي طه القويز الذي شبع من الربا يوم ان كان نائبا لرئيس البنك الأهلي، لكن هلاّ قال لي الرئيس وحثالة المشائخ الذين وظّفهم برواتب عالية.. كيف تنجح البنوك العالمية الأخرى وهي بعيدة عن الإسلام كل البعد؟
اليوم الشيخ المنيع رئيس الهيئة الشرعية وزميله الشيخ المطلق في هذا البنك ويتقاضون رواتب عالية جداً جداً تصل الى مليون ريال بالسنة من غير المخصصات
لقد جاءني عرض قبل ايام للعمل في هذا البنك من احد مدراء فروعه ،ورفضت العرض رغم زيادة بالراتب قدرها الفين ريال، اذ لستُ مجنوناً ان انتقل لهذا البنك واترك بنكي الراقي الذي اعتز بالإنتماء اليه ..
بإختصار..تبي تنجح؟ اسلم عملَك ليس لأن الإسلام قوي لا بل لأنّك بين شعوب مغفلة غبية جداً، طبعاً غبية ولا اقصد شتيمة بل وصف حالة ، فانجرافهم وراء دعايات الأسلمة شيء مُحزن، لا اريد استغلالهم مادياً..
الطريف ان المعاملات الإسلامية المصرفية تنهب فوائد على العميل اكثر من البنوك التي توصف بالربوية والتي تأخذ فائدة معقولة جداً جداً ومتعارف عليها عالمياً
.. هذا ربا ولا مش ربا يا مصرفيين يا شرعيين يا بتوع الاسلام؟
أجمل عبارة قالها لي قريب مصرفي خبرته 23 عام تنقل فيها بين خمسة بنوك وترك العمل المصرفي مؤخراً قلت له وش رايك بالتعاملات الإسلامية غير الربوية؟.. هزّ رأسه وضحك ضحكة ساخرة : ويسألونك عن الربا قل انه “سنة مؤكدة” عند بنوك “وفق الشريعة الاسلامية”