منذ اليوم الاول لدخول حزب العمال الكردستاني على خط الازمة السورية كان واضحا ان مهمتهم الاولى تنحصر في التعامل مع الحراك الكردي ضد النظام وضبط حركة الشارع الكردي بالاتجاة المطلوب ومنع قوى المعارضة من الاستفادة والدخول الى المناطق الكردية وخاصة الجماعات المسلحة .خاصة بعد ان حسمت تركيا موقفها من النظام وباتت تدعم المعارضة وخاصة المسلحة منها ونتيجة لعدم وجود قوات عسكرية كافية لدى النظام والخوف من الانشقاقات التي كانت تتم في صفوف الجيش .كلف النظام العمال الكردستاني مهمة حماية الحدود من اي اختراق من قبل الجماعات المسلحة وبنفس الوقت ضبط ايقاع الشارع الكردي بما يتوافق مع سياسة النظام المرحلية ومقابل ذلك تم تسليم العمال الكردستاني ادارة شؤون بعض القطاعات التي يستطيع من خلالها تمويل نشاطاته كحقول البترول ومعامل الغاز وصوامع الحبوب وكافة الامكانات اللوجستية والمالية اللازمة وحرية التصرف المطلق مع الشعب الكردي وادارة شؤونه ولكن دون اي تدخل في شؤون باقي المكونات فالعرب ايضا كان لديهم الحشد الوطني لبعض العشائر والصناديد لبعضها الآخر لضبط ولائهم للنظام والسريان ايضا كان لهم تشكيل السوتورو وبذلك ضمن النظام ولاء الكل دون عناء وبقيت الاجهزة الامنية واهم المفاصل الادارية التابعة للمحافظة تعمل بشكل طبيعي والى الان يتم توزيع رواتب الموظفين بشكل طبيعي عن طريق مؤسسات الدولة. واحتفظ النظام بقوة عسكرية لا يستهان بها في المحافظة سواء في القامشلي او الحسكة دون ان يستخدمها إلا في الحالات الطارئة. واثناء ضعف النظام اراد العمال الكردستاني بعد كسب الكثير من الامكانات سواء المادية او البشرية وتكوين شبكة علاقات مهمة مع اكثر من دولة وطرف في الازمة السورية .اراد ان يستحوذ على مهام وقطاعات اخرى على حساب سلطات النظام وان يتجاوز دوره المرسوم حسب الاتفاق او التفاهم الذي كان بينهما وسكت النظام عن تلك الممارسات نتيجة وضعه الضعيف في تلك المرحلة .ولكن بعد ان استطاع النظام من استعادة زمام المبادرة صرح وبيّن وذّكر وعلى لسان اكبر مسؤوليه انه لا يمكن التنازل عن اي شيء خارج إطار التفاهم الذي تم وكان تصريح محافظ الحسكة واضحا وصريحا وضع النقاط على الحروف وذكرهم ان لديهم مهمة وظيفية يؤدونها مقابل ما يحصلون علية وان لا سلطة ولا إدارة خارج اطار الدولة وان ما يطرحونه من مشاريع فيدرالية وغيرها لا يمكن القبول بها ونصحهم ان لا يتلاعبوا بمشاعر البسطاء من الكرد وقد جاء هذا الرفض ايضا على لسان الاسد نفسة بالنسبة للفيدرالية بالرغم ان التقسيم او الفيدرالية او سوريا المفيدةهي مطلب اساسي للاسد قبل غيره اذا لم يستطيع ان يحتفظ بكامل الاراضي السورية.
لذلك كان على العمال الكردستاني ان يعرف منذ البداية ان الذي يقبل بالدور الوظيفي لا يمكن ان يتحول الى صاحب سلطة بقرار من جانب واحد إلا اذا كان قد امتلك كل اسباب القوة التي تجعلة ندا لكل اطراف الازمة السورية من النظام الى المعارضة الى الدول الاقليمية التي جميعها مختلفة على كل شيء فيما بينها ولكنها متفقة جميعا على محاربة اي طموح للشعب الكردي في استرجاع حقوقة المغتصبة .كان على العمال الكردستاني ان لا يقبل على نفسه ان يلعب الدور الوظيفي من البداية طالما لديه طموح اكبر من الدور المرسوم له ضمن التفاهم الذي الزم نفسه به.
وكان عليه ثانيا ان لا يتموضع في المحور الذي سلب كل حقوق الكرد بسياسة عنصرية ممنهجة طبقت على مدار عقود كانت معادية لاي طموح كردي في نيل حقوقه المشروعة وكان قراره ان يكون جزء من الثورة السورية السلمية التي نادت بالحرية والكرامة على قاعدة تلبية المطالب المشروعة للشعب الكردي التي ناضل من اجلها منذ عقود لرفع الغبن واسترجاع الحقوق المغتصبة من قبل الانظمة المتعاقبة.
مازال امام العمال الكردستاني فرصة ان يعيد حساباته طالما يملك زمام المبادرة وياخذ قرارا تاريخيا باعادة اللحمة الى جسم الحركة الكردية والاتفاق على الهدف ووحدة الصف لانتزاع الحقوق المشروعة وعدم تفويت الفرصة على الشعب الكردي .لانه الحزب الوحيد على الساحة الذي يمتلك الامكانات التي تستطيع ان توصل الشعب الكردي الى بر الامان في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة .
اتمنى ان تكون مواقف النظام من جهة ومواقف المعارضة من جهة اخرى حافزا لهذا الحزب ان يعيد تموضعة الى جانب الشعب الكردي ويعيد الامل المفقود .
عبدالقادر عمر
28.03.2016
a.kadir-1959@hotmail.com
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :