الدين والشريعة لا تهذب الأنسان ولا تعلمه الأخلاق
تنهدت وانا اتأمل المشاهد التي تزداد سوء يوما بعد آخر , اخبار شجار وقتل وسرقة وسطو مسلح وفوضى تكتسح بلداننا ووصل الحال بنا الى سماع قصص مفجعة دون ان نبالي لها وبدأنا نتعايش معها ولا حلول لدينا سوى الصبر والقناعة والدعاء لنستطيع ان نحيا ونشعر بالأمان والسعادة المزيفين .
اصبحت رائحة القهر والعفونة تفوح من حولنا وتتسم اخلاقنا بالفساد .
ويعظم اضطهاد المرأة كل يوم وبأشكال عديدة وبحجة الدين .
من ضمن انواع الأضطهاد حين يحمّلوها مسؤولية تعرضها لأعتداء رجل رغب في اغتصابها كما ويحمّلوها فعل التحرش الجنسي ضدها , فاصبحت هي المدانة بالرغم من انها الضحبة فتحملت السبب في اعتداء الرجل الذي لم يستطع المجتمع الذي يكثر من تدينه ويتشدق بالشرف والفضيلة والشريعة الاسلامية ان يهذبه ويجعله قادرا على كبح جماح غريزته , فيحمّلها هذا المجتمع ضعف رجاله فتزداد بهذا حالات الأغتصاب والتحرش .
فهل هو انعدام الوازع الديني أو ضعفه كما يتحججون وعلينا الأكثار من منهج القرآن والسنّة النبوية ؟
هل صحيح بأن من لا دين له لا اخلاق له ؟
أم هي تلك الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا وما علينا سوى أن نحمّل الغرب ما نحن فيه من فساد؟
وعلى النساء ان يمكثن في بيوتهنّ بسبب ضعف الرجال فهو ليس ذنبهم ولكن الله خلقهم بغريزة قوية لا يستطيعون ردعها !!؟
وهل قتل عقول النساء اولا ومن ثم أزهاق ارواحهن حق وأن كان السبب هو خطيئة الرجل ؟
اسألة نجد اجاباتها لدى الغالبية ممن لا تتجرأ عقولهم على السؤال والتفكير بنعم .
هؤلاء الذين آمنوا وصدقوا كل ما قيل ويقال ونسوا عقولهم التي لن تتذوق طعم نشوة المعرفة والوصول للحقيقة واكتفوا بالحياة العادية فابتعدوا عن ارقى انواع المشاعر الانسانية .
الرضوخ اصبح من سماتهم والسكون هو الأمان لهم وهناك من سيقتص لهم ويعاقب الجناة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .
ما يجري اليوم من احداث تكون المرأة في بعضها مهمّشة تماما ولا علاقة لها بما يجري بعد أن أصابها الشلل الفكري سوى من تلبية طلبات أفراد اسرتها ومن اعمال روتينة أخرى , وملامة بأحداث أخرى فتتحمل هي ضعف الرجل وتكون المسؤولة الأولى عن اثارته غريزياَ ليصبح اللامعقول لدينا مألوفا دون التفكير والشك فيه .
ما تعارفنا عليه بأن المرأة لا تستطيع ان تتحكم بعاطفتها ولهذا السبب هي ناقصة عقل وتكون شهادة امرأتين امام رجل واحد لأن عقل الرجل اكبر من عقل المرأة ولكنه لا يستطيع التحكم بغرائزه و تتحمل هي ذنبه واخطائه .
ما هو معروف بأن الفرق بين الأنسان وبقية الكائنات الحية هو العقل الذي يستطيع به ان يتحكم برغباته , فما بال الرجل لا يتحكم بشهوته امام ناقصة العقل .
خمدت عقولهم ولم تعد تجدي نفعا بعد ان سكنت على افكار لا تتجرأ على الطعن بها ففقدوا القدرة على التغيير واصبحوا عبيدا للقديم الذي قمع حريتهم , هذا القديم الذي عليهم اقتلاعه بعد ان اصابهم الرعب والخوف من المستقبل بسببه , الخوف يستعمرهم حتى بعد مماتهم لتتبلد احاسيسهم ويخسرزوا قدراتهم الموروثة والكامنة في نفوسهم وليتشبثوا بموروث خاطىء , وما اكثر الغير معلوم لديهم ولهذا نحن شعوب نزداد اوهاما بهذا الواقع ونجد الغضب يتوجه للأنسان ذاته فتزداد مصائبه بسبب توقف تفكيره وازدياد ايمانه بالثوابت وما تعلمه وما ورثه .
شعوبنا متعجبة دوما من واقعها المرير وفي الوقت نفسه تسير مغمضة اعينها عن الحقيقة ولا تعرف للتخلف سببا واضحا فاصبحت جثة هامدة بلا حراك مستسلمة لقدرها , هذا القدر الذي خُدعوا به ليصبحوا عبيدا له فهو مكتوب على جبينهم منذ ان ولدوا ولا يستطيعون تغييره ليصبحوا بلا حراك ولا عمل بعد ان تعودوا اللطم والنواح على مصائبهم دون التفكير باسبابها .روتين … روتين يقتل فيهم العقول .
احيانا ارى مشهدا من مشاهد اخبار اليوم حين تبكي الأم على ولدها او يولول رجلا اخيه او ابيه , حين يذبح المسلم أخيه المسلم بعد أن يكبّر على رأسه كلمة الله اكبر مستغل ضعفه وفقره وقلة حيلته وكل هذا بحجة الدين وحين وحين….. يزداد الظلم دون الشعور به ويزداد معه الدعاء , فتتبلد احاسيس الأنسان وتخمد عواطفه وبدلا من النهوض بواقعه والتمرد والغضب عليه نجده يتمادى في خرافاته ويبدأ يومه بالتعوذ من الشيطان الذي بدأ يقوى ويكبر ويتناسل بيننا
اصبح الشيطان قويا رغم ايماننا لأننا نكرر عادات تعودناها وآمنا واقتنعنا بها دون تفكير .
فالدين والأيمان الساكن لا يعطينا عقل ولا اخلاق
ولكن العقل والأخلاق هي من تعطينا الدين
فالدين ليس تكرار لفرائض لا تجدي نفعا ودون قناعة وتفكير
ابداعنا بوعينا وقوتنا باملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية فؤادة العراقية (مفكر حر)؟