الدين ليس هو الحل لأن المتدينين هم المشكلة
قالت العرب :اذا عقلك عقلك عما ينبغي فأنت عاقل
فإن القيام بتحطيم زجاج سيارة متوقفة مثلما تقوم بتفجيرها بعفوة ناسفة لأن العقل الفوضوي هو المحرض كبر أو صغر مسرح الجريمة ،روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه انه قال ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم بعبادته قال كيف عقله قالوا يارسول الله ان من عبادته ان من تقواه قال كيف عقله قالوا يارسول الله نثني عليه بالعبادة واصناف الخير وتسألنا عن عقله قال :ان الاحمق العابد يصيب بجهله اكثر من فجور الفاجر وإنما يقرب الناس من ربهم بالزلف على قدر عقولهم 0
لاأحد يختلف على أن الاسلام هو أعظم دين إختاره الله للبشرية ليهديها به الى الطريق القويم لاأن يمعن بتشتيتها ويجعلها تتفرق عن سبيلة رغم أن كل الاديان ودعوة الانبياء مبدأها ومبتد أها هو الاسلام ،فأختار لهذا الدين أعظم الانبياء وخاتمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله ليس لقريش لكي تحصد به مكاسبها السياسية العنصرية كون (الأئمة من قريش ) وماعداهم سوقة لايصلحون لولاية ولايقودون راية وأن من قادوها مهمتهم تسليمها وتسليم مفاتيح الكعبة للفتى (القرشي) الذي يخرج في آخر الزمان ،وهو ايظا ليست خاصية للعرب ليفاخروا به غيرهم بكثرة الجواري والغلمان وإنما أرسله الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين وليس من أجل أن يختطف أتباعة طائرة مليئة بالأطفال والنساء ليفجروها فوق مناطق آهلة بالسكان, أويخطفوا سفينة في عرض البحر ،وليس ليقوم أحفاد أتباعه بتفجير أنفسهم في حفلة عرس ،وليس ليختطفوا نساء قرية آمنة مطمئنة يقتلون رجالها ويستحيون نساءها كماهي عقيدة (فرعون)بتصفية خصومه تلك العقيدة التي أذلت اليهود وخلفت لديهم نزعة التدمير (التلمودية) التي تطبقها في كل حروبها التاريخية على كل ماهو خارج منظومة القيم التوراتية فتحطم الحجر والشجر والبشر في تطابق عجيب مع التعاليم التي يصدرها الان من يعتقدون انهم ينصرون الله ورسولة وكأنهم رضعوا تعاليمهم ليس من القرآن بل التقطوها من تعاليم كتاب (آخر) نسخت جميعها بدمائها واشلائها ليتم تطبيقها عقب كل صرخة هي لله 00 هي لله لتكتشف أنها صدى آخر يتردد خارج المنصة هي للكرسي 0000هي للكرسي
ماذا ينقص من الدين لو جلس المرء ببيته ووضع قرآنه بحجره وصلى وصام دون أن يصب مالا حراما أو دما حراما وهو يستطيع ان يبلغ رسالة ربه من خلال جهاز يضعه بجانبه ليلتقط اشاراته في الفضاء إنسان حائر يبحث عن مخرج لأزمته الوجودية دون أن يراه يلحس خنجره ليقطع رأسه أو يتمنطق بحزام ناسف ليفجر بيته أو يحرق جثث أطفاله ، اليس هذا جدير بالفوز بالجائزة التي اعدها الله له ،أليس الله سبحانه وتعالى وهو أكرم من اعطى وأصدق من أوفى تكفل له بهذا عندماقال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم :(لأن يهدي الله بك رجلاواحدا خير لك من حمر النعم) والهداية لاتكون في الاكراه ولاتكون إلا عن طريق إعلاء قيم التسامح والمحبة فكيف تكون حريص على هدايتي ويأخذك حبك لي وحماسك على ان أدخل جنة الله بأن تعمل على ان تفجر بيتي او تقتل أطفالي ، أين تجد محبة الله التي يفرح بتوبة عبده كما تفرح الوليدة بمولودها بتصرفات كل معتنقي الاديان الذين أضلوا بها عباد الله وجعلوها عناوين للخوف والارهاب ،وجعلوا من الدين كهف مظلم لايحوي إلا العظام البالية ومكان آمن لطيور الظلام تعشش في جنباته ، الله سبحانه وتعالى لايريد ان يكون (دينه) قناعا يرتديه اللصوص والقتلة ومصاصي الدماء البشرية عبرالتاريخ ليسرقوا تعاليمه ويزورون على انبيائه ويوقولونهم مالم يقولوا 0
قبل عشرين سنة كنت من (الموهومين ) بفكرة الخلافة وكان عقلي رهين قصر(الخليفة) وأن المسلمين هم ضحايا يتم التآمرعليهم من قبل الغرب والحكام المحليين لكي لايصلوا للسلطة وبالتالي عرقلة (أمة) محمد(صلى الله عليه وسلم) عن إقامة مشروعها السياسي العظيم لكي لايتسنى لهم تحرير المقدسات الاسلامية ويعيدوا (الأندلس) السليب من براثن الإحتلال الأسباني (الوطني) حتى إكتشفت أن عرقلة هذا المشروع هو رحمة (بأمة )محمد صلى الله عليه وسلم لكي لايتحكم هؤلاء برقاب الناس ،كيف لي أن أقنع نفسي والاخرين أن القاعدة وجبهة النصرة اللتان هما احد أذرعة جيش المسلمين على ألأرض من أصحاب (الرعب الأبيض) ومن ورائهم أصحاب (الرعب ألأسود) كجيش المهدي وحزب الله يمكن ان يحملوا مشعل الخير والهداية والأمن للناس والإستقرار للأرض أوأنهم خير من يمثل اتباع نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وهم (الأمناء) على قيام هذا المشروع أو أؤمن أن مفاتيح الكعبة يجب أن تمنح لأصحاب الرعب (المزدوج ) لكي يقيموا خلافتهم على جماجم المسلمين اولا ماذا لو قدر لهؤلاء وهؤلاء امتلاك الاسلحة الكيماوية والجرثومية وحتى النووية، ليزيد يقيني أن مشروع مايسمى الحكم (الاسلامي) في الجملة هو مشروع فاشل لانه بلا مشروع اصلا لأن الاسلام اعظم من ان يكون مشروعا يدار بنظرية المقاول والمشرف /المرشد …
يتساءل الإنسان البسيط ماهي (الحكمة) من توريطه مع هؤلاء المتدينين وفرقهم التي تتقاذفه على مر الاجيال وكل اتباعها يدعون انهم يملكون الحقيقة ويمنحونه السلام الورقي ولكن عندما يقف على أرض الحقيقة تتزلزل الارض من تحت قدميه وهو يراها تغوص في الدماء التي ترتكب كلها باسم الله الواحد ، مشروع الأديان هو مشروع (شخصي) للفرد وصفقة شراء مع الله بموجب عقد بين طرفين الهدف منه التسليم والرضى بإاردة الله ومشيئته وإفراده بالعبادة مقابل التزام من الله بأن يدخله الجنة فالإسلام مشروعي (الخاص) أقيمه على نفسي وأهل بيتي في إطار قانون عام (شامل وعادل) يأمن به الكافر والمؤمن على نفسيهما في هذه الحياة الدنيا والعاقبة للمتقين (لايضركم من ضل اذا أهتديتم) نهايته هو الفوز بصفقة (الجنة) التي يستطيع المرء ان يحضى بها ولو (بشق تمرة) و لاتحتاج الى كل هذه التكاليف الباهظة من الدماء والنفوس المتنافرة , هذا العقد البسيط يستطيع أن ينفذه شخص يقبع في اخر مدن الدنيا التي لايعرف سكانها الابتهالات والترانيم الدينية ولاحتى مكبرات الصوت ،يجلس وحيدا يسبح بحمد الله قد يذكره الله جل وعلا فيمن عنده دون الحاجة الى ان ينتمي الى أي منظمة إرهابية أو أي جماعة تصر على انها تسيئ لسمعة تعاليمه على الأرض ودون حاجته لتجشم كل هذا العناء ليقوم بقطع رقبة عبدا من عباد الله وهو يصدح بالتكبير ،حتى انه ليخال للمرء احيانا أن الجهل بالدين هو نعمة تستقر معها الاوطان وتأمن البشرعلى انفسها قبل ظهور المتدينين الذين حرفوا تعاليم الانبياء عن مسارها الصحيح فأصبحوا هم المشكلة وليس علاج لمشكلة حتى ان الدول التي لم يتسلل اليها المتدينون هي اكثر بلدان الارض نماءا وإستقرار ماهذا الابتلاء العظيم وماهي الكارثة التي ارتكبت بحق دين الله ليكون مهمته اشعال الحرائق (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) الأمم لاتحتاج كل هذه التعاليم الجوفاء لكي يدخلها الله الجنة مع وجود خيار استراتيجي عظيم يقرره الله لعبادة من شاء فل يؤمن ومن شاء فل يكفر بعد استحقاق التبشير والانذار 0
جميع ألأديان رسالتها للبشرية هي السلام وعندما تجد دينا يبيح القتل في تعاليمه وتدمير الناس فأعلم انه دين اخر غير الذي ارتضاه الله للناس لعبادته أوأختاره ليكون لهم طريقا مستقيما لأن الطرق المستقيمة من المستحيل ان تكون ممهدة بالدماء ومستحيل ان يكون الله جعلها طريقا لرضوانه ،إنها فقط طرق الشياطين الملتوية التي تقود الى الدهاليز والحفر الضيقة رغم انها تلبس لباس التقوى وترتدي رموز التدين ولكن لاتجد اكثرهم مؤمنين في نهاية الطريق فلكي نقنع الاخرين بعدالة مشروعنا (الاسلامي) علينا أولا أن نحمي المسلمين من المسلمين قبل أن نستعد لأي غزوة مباركة في الخارج 0
عمري الرحيل
السعودية –عرعر