بأحد أيام زياراتي لفرنسا عام 2016 دخلت ليلا مطعما بباريس لأتناول وجبة العشاء…..وللعلم فإن جميع المحلات والمتاجر بفرنسا تغلق أبوابها في السابعة مساءا ما عدا المطاعم والأماكن السياحية.
وحينما جاءني النادل لأطلب الطعام قلت له أن يأتيني بأي شيء لأني أعاني من الصداع ولا أقوى على قراءة قائمة المأكولات التي يقدمها المطعم وفوضته أن يفعل ما يشاء.
بعد مرور حوالي30 دقيقة جاءني النادل بعلبتين أسبرين أحدهما أسبرين فوار والآخر أقراص وقال لي بأن أتناول أحدهما وسأشعر بتحسن فورا…..وبعدها بدقائق جاءني بالطعام.
وعند طلبي أن أدفع الحساب لاحظت عدم وجود ثمن الدواء الذي جاءني به فسألته عن سبب عدم وضع ثمن علبتي الدواء….فأورى لي بأن صيدلانيا فرنسيا كان يجلس على الطاولة التي بجواري وسمع بأني أعاني م الصداع فذهب إلى الصيدلية وفتحها وجاء بالدواء وأعطاه للنادل لتوصيله لي ثم انصرف منكرا ذاته في فعل الخير لمريض أجنبي لا يعرفه.
وتذكرت بهذه المناسبة حينما عدت جريحا من سيناء إلى الإسماعيلية وذلك بحرب يونيو 1967 …. ونظرا لحالة الجوع المفرطة التي كانت تعتريني …فقد دخلت فندق أظن كان اسمه فندق بلير بالإسماعيلية وكان صاحبه رجل إنجليزي طلبت الطعام وأنا جريح وكانت آثار الدماء تغطي كافة أنحاء ملابسي العسكرية ….ثم حينما طلبت فاتورة الحساب امتنع الفندق عن تحصيلها وقال لي النادل بأن مدير الفندق منع تحصيل فواتير الطعام من الضباط المصريين.
فإذا كان هذا ما يحدث بالمطاعم والفنادق مع من يخالفونهم في العقيدة والوطن فلا شك أن أخلاقهم مع جيرانهم ومع زملائهم بالعمل أرقى وأفضل.
فقط أردت أن أذكر تلك الواقعتين وبينهما خمسين سنة…لتعلموا بأن حسن المعاملة والشعور بالغير والعمل الصالح هم أساس الأديان وأصل الإنسانية…وسر تقدم الدول…وأقصر طريق للدعوة إلى الله…..وليست الفتوحات الحربية ولا قتل المرتد أوقتل تارك الصلاة أو التضييق على المسيحي بالطرقات.>> او الامتناع عن عيادتهم أو تهنئتهم باعيادهم…فكل ذلك أبعد ما يكون عن أي دين.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي
هذه هي اخلاق معظم الناس في الغرب الكافر كما يسميه المتأسلمون يا أستاذ ماهر.هل تعلم انه في العراق وبالتاكيد في الدول الأسلامية الاخرى كثير من المسلمين عنًدما يشرب مسيحي شاي يكسرون القدح شهدتها بام عيني حيث يعتبرون المسيحي نجس .فرق شاسع بين المجتمعين
سعادة المستشار / أحمد ….كم أنا سعيد بك فأنت أعظم عنوان للمفكر الواعى ألأمين ….أشكرك كثيرا على فيض المعلومات المهمة والمفيدة التي حصلت وفزت بها من قراءاتى لأنتاجكم العظيم ….الف الف الف شكر ياسعادة المستشار ألأمين……..وتقبل تحياتى وعظيم أممتنانى لسعادتكم……………