مرة أخرى تعود أصابع التاريخ تؤشر فى سومر, فقبل الآلاف من السنين عقدت أول جمعية تأسيسية اجتماعها الأول و قبل الخمسة آلاف سنة بالتحديد فى الألف الثالث قبل الميلاد و تقول الوثيقة انها تتألف من مجلسين احدهما مجلس الشيوخ و الآخر مجلس الشعب من المحاربين أو حملة السلاح. اجتمع المجلس لأول مرة فى وجود ظروف خطرة, خطر الاعتداء الخارجى و كان أول شيئاً عليه ان يقرره, إما الحرب أو السلم و كما تقول الوثيقة كان قرار السلم هو ما حدد من المجلس التشريعى آنذاك و لكن الملك لم يوافق لأنه كان يعنى الاستسلام, فأحال هذا القرار الى مجلس الشعب الذى قرر الحرب و الحرية.
كانت سومر آنذاك تتألف من عدة ولايات و لها تجارة برية و بحرية الى الأقطار المجاورة لها و لديها نظاماً دينياً و كان هو الكتاب المقدس و تم تطوير نظام الكتابة, نقشاً بالريشة على الصلصال, و لقد سجل الزمن بداية تسجيل الأعمال و المُنَجِدات و دخل العالم والكون آنذاك فى زمن التدوين و السجلات و حفظها فأصبح التاريخ مكتوب غير منقول. و كانت كيش اكبر الولايات حيث المدونات أن السماء قد عهدت الى كيش بدفة الحكم بعد الطوفان و نمت مدن بعدها هى الوركاء جنوب كيش و كانت تنافسها فى السيادة و كان جلجامش ملك الوركاء و سيد كولاب.
تلك هى جذور بداية عهد الشرائع و التشريعات الإنسانية و أول دستور و كتاب دينى موثق جاء عبر الحكمة و العقل و المعرفة و التأمل فى الوجود.
و الآن لنغادر ذلك الزمن الجميل الإنسانى و تقفز الى روما حسب ما يدعى الغرب المسيحى الغير نصرانى؟ لقد ادعى الغرب بأن بداية الحياة الديمقراطية كانت فى روماً و ايضاً ظهور مفهوم الديمقراطية. كانت روما سادية النزعة فى رياضاتها المشهورة و احتكار الاقتصاد بيد الطبقة الأرستقراطية و قوة الكنيسة و ظهور الحجاب الذى فرض على النساء فى ذلك العهد و انتقاص حقوق المرأة و نظام العبودية الصارم و المغامرات العسكرية الخارجية فى تلك الأجواء و هذا المناخ الغير طبيعى و فى فورة الامبراطورية و اجتياح العالم القديم و الاستعمار نمت الديمقراطية و كانت الشجرة الديمقراطية تسقى بالدم و الحروب, فسأترك لكم التأمل ما لون و ما شكل تلك الشجرة؟
الولايات المتحدة الأمريكية تسمى بالإمبراطورية الرومانية الثانية, حاملة راية الديمقراطية و لقد شاهدنا بأم اعيننا خير الديمقراطية الذى أنزل من السماء ووزع على كل الشعوب العربية و الإسلامية و حتى الإغريقية اليوم .. إنها ديمقراطية الأغنياء, يرقص على أنغامها الفقراء, “الهبل حاجة لصناعة التاريخ” و الهبليون هم من يجمعون الثروة للأغنياء و بعد ان سُلِبوا الإرادة و رجعنا للعصر الحجرى الحديث اللذى يحكمه البنك و الحاسوب و النظام الضرائبى الذى يمنع تكوين الثروة و منافسة حكام الثروة .
سؤالى لكم : هل لازلتم بعد تحبون الديمقراطية؟