الديمقراطية التركية هشة ..

lamaalatasi2هذا ما اثبته الانقلاب ..فاشل كان ام ناجح هو يدل على ان العقليات لدى الشعوب الغير متربية على ثقافة الديمقراطية و الغير متفقة فيما بينها على صيغة عيش مشتركة كعقد وطني تحت علم واحد لا تتصرف بروح قبول الاخر و احترامه .. “اما انا اما انت و لا اقبل بان نتشارك بندية”..الاختلاف و التفرقة بالعرق بالدِّين بالثقافة بكافة الخصوصيات مشروعة بل مصرح بها من قبل اردوغان .. قبل هذا تركيا كانت تسير على طريق الديمقراطية .. لكن يبدو ان الأمور لم تنضج بعمق و الدليل ان الموضوع هناك بالنسبة لفئة كبيرة من الشعب التركي ما زال شخص اردوغان و حزبه و قراراته الشخصية و عواطفه و دموعه و ركوعه و سجوده و حجاب حرمه و حبه و كرهه كل هذه العواطف لا تبني اقتصاد و وطن و كما في مصر و سوريا جماعة الاخوان بعمقهم اللاديمقراطي يقضون على اي مشروع ديمقراطي في شرقنا الحزين .. فاقد الشيء لا يعطيه كيف لمن لا يؤمن بحرية الاخر و حقه و بالندية ان يطالب به لذاته ..
ادين الانقلاب لاني ما زلت اؤمن بالديمقراطية و بإرادة الشعوب ووعي الشعوب و حقها بتقرير مصيرها دون وصاية عسكرية .. و لكن أدين قبل هذا اردوغان لانه لم يتصرف بديمقراطية و بعلمانية و بهذا هو خان الدستور التركي .. و اتسائل أليس من واجب الجيش الوطني في اي بلد ديمقراطي حر حماية الدستور .. و هل يجوز ان يكون الرئيس في اي بلد فوق الدستور بشخصنة ؟
اريد ديمقراطية لسوريا .. ديمقراطية حقيقية تنبع من مجتمعنا من وعي شعبنا ..و ما أثبتناه خلال الأعوام السوداء التي نمر بها هو أن مسألة الوعي و الثقافة الديمقراطية هي الأساس المفقود لدى قيادات النظام و المعارضة و النخبة.

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.