تستطيع الدول الغربيّة العظمى ان تساهم في اطلاق سراح رائف بدوي، الاّ انّ هذه الدول تُدين وتستنكر فقط ثم تنسى رجل مسجون بسبب انّه قال رأياً وانشأ موقعاً على الإنترنت .تستنكر هذه الدول خوفاً من مصالحها على ما يبدو فلا تجرؤ ان تطالب بحزم واصرار لإطلاق سراحه.
رائف بدوي ضحيّة دين يؤمن به، ضحيّة مجتمعة الذي عاش فيه، ضحيّة حكومة لطالما دافع عنها وحاول قدر الإمكان ان يعتدل برأيه تجاهها.
لكن تعرض للخيانة منهم فجُلِد لسبب دينيّ، وفرحوا بجلده ابناء مجتمعه واجتمعوا حوله يُكبّرون ويُهلّلون الههم، والحكومة جلدته امام الناس بشكل بشع ومقزز وغير حضاري.
رائف كان كبش فداء، انّه اداة للحكومة استعملتها كي تطفئ غضب التيار الديني الذي يتّهم الدولة بأنّهم مقصّرين تجاه من يشتم الإسلام وينتقص من الرسول ، فتم استعمال رائف لتهدئة الأوضاع واظهار الحكومة بأنّها ضدّ من يمس الإسلام بسوء.
لكن هل تعي الحكومة ما فعلته؟
وهل يستحق رائف ان يُسجن ويُجلد؟
في الوقت الذي يُسجن فيه رائف، نجد تسامحاً تجاه الإرهابيين رغم عدائهم لوطنهم وتكفيرهم للحكومة، فيُسجن لفترة ثم يُطلق سراحه وتقوم الدولة بتوظيفه وشراء منزل له وسيارة وتزويجه ايضاً!
لو كان هذا الشعب عاقل ويُميّز لتسامحوا مع رائف وتشدّدوا مع الإرهابيين..لكن هذا الشعب المؤجرة عقولهم للمشائخ لا تستطيع التمييز ويُظهرون غوغائيتهم وهمجيّتهم تجاه رائف وامثاله .
رائف انسان مسالم وناشط حقوقي لم تصدر منه كلمة تحريضية واحدة، كان سلاحه القلم والكتابة فيما ملايين المشائخ لم يحتملوا رجل واحد انشأ موقع واحد للتدوين مقابل الآف المواقع للمشائخ، فأظهروا ضعفهم واستعملوا عنصريّتهم وتسلّطهم لقمع شخصية لطالما آمنت بالحوار وابداء الرأي واعطاء حتى المسلمين المتشددين الفرصة للكتابة على موقعة .
لقد التقيت مرّتين برائف بدوي قبل سنوات وفي بداية تأسيس الشبكة الليبرالية،واستطيع ان اقول لكم ان رائف انسان بمعنى الكلمة لن يعرفه الا من اقترب منه وتحدّث معه .