Patriotism is the last refuge for villains
(الوطنية هي الملجأ الأخير للأنذال) / صموئيل جونسن !
الإستفتاء على الإستقلال في إسكتلندة
Independence Referendum
الذي جرى بالأمس ,ظهرت نتائجه صباح اليوم !
وهي تشير الى رفض الإستقلال عن بريطانيا العظمى بفارق صغير
لكنّهُ واضح ,حوالي 54% ضدّ الإستقلال , و 45 % معه !
إدراكٌ واضح من الإسكتلنديين لإيجابيات البقاء ضمن الإتحاد , وسلبيات الإنفصال .
أليكس ساموند ,الوزير الأوّل في إسكتلنده و رئيس الحزب القومي الاُسكتلندي وقائد دعوة الإستقلال ,أعلن (حتى قبل إنتهاء فرز النتائج كليّاً) تهنئتهِ للشعب الأسكتلندي على المشاركة في قول كلمتهم , وأقرّ بعدم نجاح مسعاه .
كما أعلن موافقته على نتائج الإستفتاء التي جاءت برفضه ,لكنّها بالتأكيد (إنتصار للديمقراطية) قال ساموند !
وأضاف علينا إحترام رأي الغالبية بالبقاء ضمن المملكة المتحدة !
ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ,وهو نفسه الذي وقّعَ على إجراء هذا الإستفتاء (مُكرهاً أخاكَ لا بَطَل) ,أعلن فرحتهِ الكُبرى برفض الغالبية الشعبية الإسكتلندية للإنفصال وبقاء المملكة موّحدة !
وبالطبع الملكة الإنكليزية أليزابيث الثانية ,ستعلن سعادتها خلال اليوم !
***
إذاً ,الإتحاد الذي تجاوز عمره الثلاث قرون ,والذي حصل بالتحديد عام 1707 (أيّ قبل 307 أعوام) ,بقى وإنتصر على فكرة الإستقلال !
وربّما ستتكرّر نفس النتيجة في إقليمي الباسك وكاتالونيا الإسبانية لو حدث الإستفتاء هناك .
من بين الساسة الأسكتلنديين الحُكماء الذين وقفوا ضدّ الإستقلال
توني بلير / رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (1997 ــ 2007 )
وكان قد توّقع النتيجة منذُ يوليو الفائت .
ومثلهُ فعل خَلَفه في رئاسة الوزراء (جوردون براون),الذي قاد مؤخراً حملة رفض الإستقلال (معاً أفضل) !
كلاهما بالطبع من حزب العمال حيث المعقل الرئيس للساسة الإسكتلنديين
وبالمناسبة ,مصطلح رئيس الوزراء أو الوزير الأوّل
Prime Minister
اُستخدم في بريطانيا مع بداية القرن العشرين . بينما قبل ذلك كان يستخدم مصطلح سيّد الخزانة الأول
First Lord of the Treasury
عاصمة إسكتلنده (غلاسكو) وثالث أكبر مدينة بريطانية صوّتت لصالح الإستقلال ومعها مُدن اُخرى مثل داندي و وست دنبر لكنّها لم تنجح !
أعلى نسبة مشاركة جماهيرية في الإستفتاء تصل الى مايقرب من 97 % كما سُمِحَ لأوّل مرّة في تأريخ بريطانيا ,بالتصويت للشباب الذين بلغوا ال 16 من العمر !
***
الخلاصة :
هل من دروس مفيدة لهذه التجربة في بلادنا كشعوب بائسة ؟
بالطبع هناك العديد منها ,لمن شاء إعمال العقل والمنطق !
لا حقيقة ثابتة حول فكرة الدولة القومية ,إنّما مثل باقي الحقائق الإجتماعية والفكرية والأخلاقية في هذا العالم ,تبقى غالباً ديناميكية متحركة خاضعة للتطوّر .
هذا هو الدرس الأول الذي يجب فهمهِ من الإستفتاء الإسكتلندي !
إرتفاع مباشر في قيمة الجنيه الإسترليني في الأسواق العالمية بعد سماعهم النتيجة برفض الإستقلال ,ماذا يعني ذلك ؟
الإقتصاديون يفهمون المعنى . فُرص ومستقبل أفضل للإقتصاد البريطاني
وقوّة إضافيّة توفرّت للنمو الإقتصادي !
لا أقول للشعب الكردي في العراق (أو أيّ شعب في مثلِ حالتهِ ),إحذوا حذو الإسكتلنديين .ربّما لأنّ الحالة والظلم والإقصاء يختلف جذريّاً .
ولعلّها ستكون مثل قفزة كنغرية على الواقع عند بعض المراقبين .
إنّما في النهاية لايصّح إلاّ الصحيح , ومصير هذا العالم يسير بالإنفتاح على (الدولة العالمية) متعددة الثقافات والأعراق والأديان !
وبالمناسبة فإنّ إتفاقية ( سايكس ــ بيكو ) في منطقتنا ,لم تكن يومها تقسيم للمقسّم وتجزئة المجزّء كما دوشنا طيلة قرن كامل أدعياء الوطنية والإستقلال .
بالعكس كانت تجميع لجماعات ضعيفة تعيش معاً ,لتكوين دول حديثة !
يكفينا كذب على أنفسنا وإتهام الآخرين بالمؤامرة علينا طيلة الوقت .
فهاهم يمارسون حقّ التقسيم في بلادهم أيضاً وعلناً وبحريّة تامة ولا يُخرسون صوتاً أبداً !
***
الرابط من ال
BBC
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2014/09/140918_scotland_referendum_counting.shtml
تحياتي لكم
رعد الحافظ
19 سبتمبر 2014