قبل أيام قرأت موضوعاً منشوراً في أحدى صفحات الفيس بوك والتي تعتني بشؤون المرأة وهمومها, هذه الصفحة تنشر مشاكل النساء واهتماماتهنّ, وكل من لديها مشكلة عصية عن الحلول تكشفها للملأ طمعاً منها في أن تجد من الحلول ما ترضيها .
ولكن الحقيقة هي أن هذه الصفحة تكشف مستوى التفكير ومقدار الطمس الفكري الساري على نسائنا , كنت أتجول مع هؤلاء اللواتي يطرحنّ مشاكلهنّ, وكذلك اللواتي يبادرنّ ويقدمنّ الحلول فلفت انتباهي مشكلة أحداهنّ والتي صارت أزلية ,وهي زواج زوجها من امرأة ثانية دون علمها ,أي خيانته لها تحت اسم المشرع والقانون , فجاءت الحلول من النساء الأخريات أتعس حالاً من المشكلة ذاتها, لتضيف عليها مشاكل أخرى وهي بحقيقتها ليست بحلول , ولتفتح أبواباً لمشاكل أعمق, ولتكشف مدى الحضيض والانحطاط الفكري الذي وصلت له هذه المجتمعات , بفقدانها لشيء اسمه العقل والتفكير به , بفقدانها لشيء اسمه الكرامة وعزة النفس, بعد أن صارت المهانة جزء من أفرادها دون حتى الشعور بها ,ولتفضح العقول وطريقة التفكير بها ,حيث يأتي النصح ليحمّل صاحبتها مزيدا من البؤس ومزيداً من الرضوخ وانعدام للكرامة , الكرامة وعزة النفس التي بدأت تفقد معناها شيئاً فشيء , في ظل هذا الواقع الذي صار مفروضاً عليهنّ ولا سبيل ولا أمل للخلاص منه طالما استمرت العقول بالتفكير على شاكلة المطلق ,وكأن القانون والمشرع الذي اتّبعوه صار مطلقاً بصحته أو هو كذلك من وجهة نظرهم ,ولا سبيل للتفكير بأجراء التعديلات وفق ما تتطلبه الأوضاع وما آلت إليه من تطور, ومن ثم مسايرة هذا التطور .وهذه بعض من تلك الحلول منقول كما هو وباللغة العامية …
_حبيبتي حرمي من كلشي حتى اذا ظليتي بالبيت والله يهدي و يرجعلكم يارب والله الاحساس جدا صعب بس شتسوين كلمن ياكل رزقه بس ظلي حتى لتراوي و جهج بلكي يحس ولو هاي النوعية ميت الاحساس بكلوبهم بس اكو الله الياخذ حقج .
تناست صاحبة الحل بأن هذه الزوجة ألمغدورة لا تستطيع وفق القانون ان تحرم زوجها من كل شيء؟ فالحق والقانون معه دوماً وأن كان على خطأ ,والقانون ينصفه ويبيح له الزواج من أربع زوجات , ومن ثم تقول بأن الله سيهديه وسيرجع الزوج الطائش لهم ,ولم تفكر ولو للحظات بأن زواجه كان بإرادة الله كما يتوهمون , ومن ثم تقول لها (شتسوين كلمن ياكل رزقه )بمعنى ما العمل وكل إنسان مكتوب عليه أن يعيش حياته مثل ما كُتب عليه أن يعيشها !! فالمكتوب على الجبين لابد وأن تشوفه العين , هنا غلق لجميع الأبواب ونوافذ الأمل بوجه الإنسان التي تجعل من صاحبها في ان يتزود بالأمل ويتحرك ويعمل ,فإذا كان هذا رزقنا ومقدرعلينا ومكتوب فمعنى هذا علينا أن نتقبله برحابة صدر وأن لا نعترض عليه , وأن فعلنا واعترضنا فسيكون اعتراضنا بالتأكيد كفراً وبهتاناً , كفراً علينا نحن النساء في ان نعارض تلك الإرادة السماوية ,وعلينا أن تتقبل واقع الحال والشرع الذي أباح للرجل في ان يتمادى مع زوجته .
ثم تختم حديثها في النهاية بأن هناك الله سيأخذ لها حقها !! فاسألها هنا عن تصورهم لهذه اللعبة والتي بها زوّج الله زوجها من امرأة أخرى ومن ثم سيأخذ حقها من هذا الزوج بعد أن يسّهل له الطريق لزواجه الجديد ومن دون علمها , بل ويعطيه الحق والسماح , أليست هي لعبة ؟
رد آخر
_ شنو من اخلاق وتربية تتحلى بيها هذه الي قبلت تتزوج بالسر وبدون علم زوجته الاولى!!! اتصور هذه نزوة وراح يراجع نفسة ويرجعلكم ان شاء الله تصرفج صحيح وابقي اضغطي عليه لحد ميعوفها ويرجع لبيته … الله يصبرج وينصرج .
وهذا حلٌ آخر يضع اللوم وكل اللوم على المرأة التي قبلت بالزواج من رجل متزوج ,ولم يخطر ببال المتفضلة بأعطاء الحل بأن الخطأ الأول كان للزوج صاحب النزوات كما وصفته في قولها , للزوج الذي خان وغدر بزوجته التي صبرت عليه وعاشت معه حلو الأيام ومرها ووهبته عمرها , وضعت اللوم على الزوجة الثانية وكأن الرجل محصّن من أي لوم ودون أن تعني لها نزواته واستهتاره بزوجته شيء , فهل يُعقل أن نعفو عن الجاني ونجد الأعذار له ونسمح له بنزواته ونعتبرها شيء عادي لا يستوجب محاسبته عليها , والحساب والكتاب لمن ترتضي وتتقبل بالزواج منه متشبثين بفكرة أنها طبيعة الرجل ولا نمتلك تغييرها .
أخرى تنصحها بأن تصبر وان لا تهدم بيتها وعليها أن تقنع بحالها فالقناعة كنز لا يفنى والصبر مفتاح الفرج لها !!
هكذا تكون حلولنا وما أيسرها وما أصعب نتائجها , هكذا هي معتقداتنا وقناعاتنا تشكلت على أساس إنها مطلقة ولا سبيل إلى التغيير لقدسيتها .
يتغاضون عن جميع المشاكل التي بدأت تتناسل ويتغاضون عن الهاوية التي بدأت تنحدر لها هذه المجتمعات , دون التفكير بأن المقدسات المفروض بأنها ترفع من شأن صاحبها ولا تهبط به …
هكذا أصبحنا نطعن بمقدساتنا دون ان ندري , نطعن بها لمجرد إننا فكرنا بالحلول لمثل هذه المشكلة , فيما لو اسمينا هذه حلولاً , ونرفضها في نفس الوقت عندما تشتكي الزوجة من زواج زوجها ثانية ,ولكننا لا نجرؤ على البوح والتغيير والاعتراف بأن ما تحمله تلك المقدسات هي ظلم للمرأة وتفرقة على اساس الجنس فقط ولا نحاول التشكك بها ولكننا نرفضها بأقوالنا وبأفعالنا وبأفكارنا دون أن نجرؤ على الاعتراف .
أليست هذه الردود تحمل من الضرب في وصية الله ومعارضتها ؟
وهل ما جاء من حلول نستطيع ان نعتبرها حلولاً ؟ أم إنها كوارث تتغاضى عن الأسباب والمسببات الحقيقية .
ماقل ودل … لكل ذي عقل ؟
١: بداية تحياتي لك يا سيدتي فوادة العراقية ولكل النساء المضطهدات في أوطاننا اللواتي يعشق حقا الحياة بكرامة والحرية ؟
٢: كيف يستقيم الظل والعود اعوج ؟
٣: بربك كيف يصلح شان امة ، وربها قواد حور وغلمان في جنة ؟
٤: وكيف يصلح شان امة ، ومن يقودها عمى بصر وبصيرة ودعاة ذل وعبودية ؟
٥: هولاء النسوة المسكينات معذورات مادام أزواجهن من برج التيس ؟
سىل جحا ذات يوم ما طالعك .. فقال التيس ؟
فقال الحضور ليس في العلوم برج بهذه الاسم ياجحا ؟
فأجاب جحا ، عندما كنت صغيرا قالت لي أمي ان طالعي هو برج الجدي ، والآن عمري 40 عام فلا شك ان ذالك الجدي قد غدى تيسا ؟
حقاً فكم من جدي ما ان يكبر ، يصبح تيسا اخطر وأحقر؟