اثناء السفر من مطار دمشق باتجاه اي مدينة بالعالم، كان محكوم علينا نحنا اهل اللادقية ترك بيوتنا قبل عشر ساعات تقريباً
من موعد الطيارة، لنلحق الكرنك اللي رح ينطلق على ضوء الشمعة، و نتحمّل الفيلم العربي اللي ما طالع منّو غير الضجيج بالباص، عداك عن البرد او الحر اللي ناكلو ، و ما تنسى وقفة استراحات حمص ليشرب الشوفير كاسة شاي و سندويشة شاورما ببلاش، و اللي رح يرمينا في نهاية الرحلة وبعد خمس ساعات عذاب في كراج حرستا في الشام ، و انتظار رحمة شي شوفير تاكسي ياخدنا للحاق الطيارة في مطار دمشق..
كان يوم جمعة و قررت اعمل خواجة و وفّر على نفسي محنة السفر براً الى مطار دمشق..
قطعت تذكرة طيارة من اللادقية الى الشام، و قلت يا ولد ذل قرشك و لا تذل نفسك ، و خود طيارة داخلية و بلاها مرمطة البولمانات..
وصلت مطار اللادقية خواجة، بخمسين ليرة عنصر المخابرات حملّي الشنطة، طلعت عالطيارة الصغيرة باشا، تشبّثت على المقعد بانتظار الإقلاع اللي ما صار على الرغم من دوران محركات الطيارة..
كل الخواجات و الهوانم متلي قاعدين و ناطرين النداء الأخير للإقلاع اللي ما صار..
نص ساعة ما صار..
ساعة ما صار ..
ساعتين ما صار..
بعد الساعتين بدقائق طلع صوت سيارة شقّت أصوات محركات الطيارة العجوز..
– الحمدالله عالسلامة يا مدام..
– نوّرتي مطار الشهيد باسل يا مدام..
– شرفّتي السورية للطيران يا مدام..
– لا ما معقولي يا مدام نطير و جلالتك ما وصلتي..
الفضول شدني لأعرف مين هالمدام اللي خلتني انطر ساعتين بالطيارة كنت وصلت فيهون لاستراحة حمص بالبولمان لو اخدتو..
معقول مدام انيسة تساءلت!!
معقول الحاجة ناعسة ، لا ولو زياد ناعسة فطست من كم سنة ..
معقول المدام مها المصري مثلاً !!! تساءلت بلهفة..
و اثناء التخمين بأسماء كل مدامات بلادي، طلّت المدام المنتظرة..
تاريخ مدينتي ممتد من حضارة اوغاريت الى زمن لاذقية الاسد، اربع آلاف سنة كاملة .. مر فيهون عاهرات على هالمدينة خلال هالمدّة، بس المدام اللي طلعت يومها عالطيارة ، اعتقد جازماً انو هيّة صاحبة لقب اكبر عاهرة بتاريخ اللاذقية الحديث و القديم و الكل بيعرفها ما رح قول اسمها..
انطلقت الطيارة و اثناء الرحلة فوق استراحات حمص أخدت قرارين:
الاول انو ما بقا عيدها و سافر بالطيارة..
والتأني انو اذا اضطريت يوماً انو سافر بالطيارة ، فلازم اتجنّب السفر يوم الجمعة صباحاً، فليلة الخميس بيكونو المدامات مشغولين الله يعطيكون العافية..