كل واحدة من كيانات دول الخليج يؤدي دوره المرسوم منذ نشأته وخلقه وصنعه دوليا في بناء الهيكل الاقليمي الخليجي، حيث رسمت حدود خارطته أنكليزيا على الرمال حسب الصورة الروائية الجميلة للكاتب السعودي الديموقراطي العربي الراحل الكبير عبد الرحمن منيف، التي تقدم لنا رواتيه الخماسية “مدن الملح “، مشهدا فا نتازيا رائعا للحوار الذي جرى بين وليم كوكس المفوض الانكليزي والملك عبد العزيز الذي كان بحاور كوكس حول الامارات والمشيخات التي تريدها بريطانيا ، حيث كانت أمنيات بريطانيا –وفق تشرشل- أن تقيم دولة حول كل بئر نفط حسب التعبير الانكليزي، وقد كان مصذر قلقهم دائما هو الدور السعودي القادر على ابتلاع كل هذه المشيخات أو أخضاعها ،ولهذا صمموا هذه المشيخات على شكل نموذج ( حصان طروادة )، حيث يتيح لهم أي خلاف داخل الخليج أن يعيدوا احتلاله كما فعلوا عندما أدخاوا 500 ألف جندي أمريكي إلى السعودية في حفر الباطن باسم الحرب لتحرير الكويت بعد توريط صدام الغبي باحتلالها ، لكنهم أنتجوا مشيخات ( تحمل خطاب وشعارات صدام ) لتلعب دور صدام كعوامل قلقلة واضطراب ، لكن ليس عبر التوريط بل وفق الأوامر، كما هو الأمر مع قطر في زعامة (القضية العر بية والاسلامية )، وحمل لوائها الايديولوجي عبر قناتها (الجزيرة ) النسخة العربية المترجمة عن (البي بي سي ) …
وعندما نقول ذلك فنحن نوصف تاريخيا وتوثيقيا ، وليس اتهاما لقطر وتبرئة لدول الخليج الأخرى بأنها ( مقاومة للاستعمار والصهيونية :كادعاء ايران ووكيلها العربي قطرالمطلوب منه دور المشاغب والمخرب كلما ظهرت نزعة خليجية للاستقلال (عروبية) للاندراج القومي في العروبة، فيأتي دور قطر لزعزعة انجاز جذب أمريكا مصلحيا إلى جانب العرب في مقاومة الخطر الإيراني، حيث قامت دولة مشيخة قطر لترفع الفيتو ضد هذاالموقف العربي الخليجي المنتظر شعبيا خليجيا وعربيا ضد حرب إيران على العرب (المضبوعين إيرانيا وحزب لاتيا وطائفيا شيعيا أقلويا …
…فقطر لم تبذل نحو الثورات العربية إلا ما كلفت به دوليا بتكليفها التتفيهي والتصغيري لقيادة الربيع العربي الذي وثقته قطر بوصفه ( ربيعا أصوليا)
حسب الجزيرة ممثلة الخارجية والاعلام والامارة القطرية، على هذا فإن الامارات ليست الأسوأ حالا قوميا عروبيا في مواقفها القومية كما هي الحملة القطرية الكوميدية ، بل سبق للامارات أن كرمت دوليا عند اعطاء الشيخ زايد دورا مميزا في افامة اتحاد (دولة الإمارات)، شبيه بددور الأب المؤسس للسعودية (الملك عبد العزيز ) ، وذلك مالم يتج لفطر الضئيلة جيو سياسيا واستراتيجيا ، لكنها المحملة والمكلفة دوليا بعبء حمل العروبة والاسلام السياسي ….
حيث لم يسمح لها دوليا إلا بدور واحد هو فقط بدور ( الملك لير ) المغدور من أبنائه، بتأسيس سلالة نظام قتل الأب (رمزيا ) في إطار نظام الحكم الوراثي الخليجي، حيث كانت الوحيدة التي لا تسير بها وراثة المشيخة سيرا سلسا ومرنا بدون ميلودراما هوليوودية (أكشن ) ، حيث الزعرنة والتشبيح والمشاغبة في منطقة الخليج ليتدخل المعلم الدولي في الوقت المناسب لوقف الصراع بين الأبناء أو تمديده أو تاجيله أو تأبيده.حسب غلة المعلم ونتائج حصاد سياساته (السلمية الأوبامية ) ومدى التكشيرة المطلوبة (ترامبيا) في وجه العروبة والاسلام الذي حسم خياره مع الاستبداد باختيار تركيا أن تكون مع حليف ايديولوجي صغير ( فطر) وتفتح باب الصراعات وتعميق الهوة مع المحيط العربي والخليجي الأكبر (السعودية ومصر) ..عندها كالعادة يقرر المعلم الدولي أن يعود الجميع حول طاولة الحوار التي ليس فيها عشاء أخير، بل هو عشاء سرمدي بسرمدية الوعي العربي الإسلامي الذي يسير القهقرى منذ القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي……إلى أن وصلنا إلى لحظة القاع الذي لا قاع بعده سوى الجحيم الذي بلغنا قعره أيضا ……….