الخطبة التي ألقاها الشيخ “شعيبان” في سكرجية خمارة “طنوس” بعد الكأس الثانية من عرق تين متلت بيسطح البغل .
وقف الشيخ شعيبان مترنحاً، ورفع يده طالبا من الجميع السكوت، وعندما انتبه طنوس المنهمك بتحضير المازوات وصب العرق علق قائلاً:
– بكير ع السكر ياشيخي… بعدك بالكاس التانية.
نظر اليه شعيبان بعينين محمرتين ومغرورقتين بالدمع قائلا :
– موأنا اللي بسكر من كاسين عرق ياطنوس …. اللي مسكرني الوجع والقهر…
اسمعوني … أنا اليوم صحيان كتير … ورح قول كم كلمة بالفصحى ومن قلب محروق:
السلام على دم سال على أرض سوريا من أجل كرامتها.
والسلام على حناجر أحرار صرخت من أجل حريتها.
والسلام على حلم لايموت .
السلام على جراح إخوة لكم في سجون الطغاة.
السلام على أجساد دفنت حية تحت الركام .
والسلام على حزن أمهات سوريا المقهورات.
والسلام على قهر من تاهوا في الشتات.
والسلام السلام السلام على من ظل قابضا على سوريته كالجمر.
إعلموا أيها السوريون.
أن الدنيا فانية ، وأن أيامها وإن طالت قصيرة ، وإنه مامن سعادة أعظم من الرضى ، وما من تعاسة أشد من الظلم.
واعلموا أيها السوريون… أن آل الأسد لم يكونوا يوما لكم بل كانوا عليكم، وقد شقوا صفوفكم وجعلوكم أعداء وحاربوكم بكم، وانتصروا عليكم بكم.
والله ما من باحث عن وطن إلا وقف ضدهم، وما من بائع للوطن إلا وقف معهم.
والله ما من ناصر للحق إلا ووقف ضدهم ، ومامن ناصر للباطل إلا ووقف معهم .
والله ماخرج ضدهم إلا شجاع في قول الحق . وما سكت عنهم إلا أخرس في قول الحق.
والله لم يقم السوريون على بشار لأنه علوي، ولا لأنه علماني، ولا لأنه مقاوم، فهو براء منها جميعاً.
بل قاموا عليه لأنه ظلوم، غشوم، أحمق، طماع، أخرق، ويتلاعب به الطامعون .
والله لم يناصره نصير حق ، ولا باحث عن وطن ، ولا ذي دين ، ولا صاحب ضمير .
والله لم يناصره إلا مرتزق، أو رعديد، أو باحث عن مصلحة، أو متملق، أو أعمى، أو خانع.
والله ستسألون عما فعلتم بوطنكم، وعرضكم، ومستقبل أجيالكم.
ووالله لن تقوم لكم قائمة طالما فيه عرق ينبض.
أقول قولي هذا وأستغفر سوريا وأطفالها وشعبها، وتاريخها، وأجيالها، لي ولكم. والسلام عليكم .
صبّ خي طنوس صبّ.