خسر العلويون في حرب نظام بشار الاسد على شعبه منذ آذار ٢٠١١ اكثر من ستين الف قتيل، يضاف اليهم عشرات الآلاف من الجرحى من مستويات متنوعة. ومع ذلك لم يتمكن النظام الذي ورط طائفته من التفوق في حربه، بل ان الايرانيين اضطروا الى الزج بمختلف ميليشياتهم المذهبية من العراق ولبنان في الحرب، ودخلت “درة التاج” الايراني في المشرق العربي اي “حزب الله” الحرب، ومع ذلك لم يتمكن النظام من تحقيق تقدم حاسم في اي نقطة من نقاط الصراع ضد الثورة. فالثوار على ابواب دمشق، وفي القلمون تحولت “انتصارات ” “حزب الله” في عدد من المدن والقوى الى فخ كبير يذكر بحرب فيتنام حيث يتراكم قتلى الحزب يوما بعد يوم، وقد تجاوزوا الف قتيل ومئات الجرحى.
في مكان آخر حاول النظام اقحام بعض المسيحيين في حربه على قاعدة انه يخوض حرب حماية ما يسمى “الاقليات” بوجه الاكثرية المسلمة في البلد، وسرعان ما انتهت التجربة بفشل النظام.
في جبل العرب، لم يتوقف النظام مدى اربعة اعوام عن محاولة توريط الدروز في حربه ضد الثورة ولا سيما مع محيط جبل العرب، ولا سيما في حوران حيث انطلقت الثورة. ومعلوم ان عددا من وجهاء الطائفة ومعهم بعض المشايخ عملوا على تلبية النظام في محاولاته الزج بالطائفة ضد الثورة، في حين ان الغالبية العظمى اتخذت موقفا محايدا، ووقف عدد كبير من شبان الدروز بجانب الثورة وساندوا حوران سرا، عبر امداد المناطق الثائرة بالمؤن، والادوية لمعالجة مئات الجرحى برصاص النظام وقذائفه. وحتى الامس القريب نجح وليد جنبلاط، وكبار مشايخ الدروز فالوجهاء والناشطين في تحييد جبل العرب عن الصراع. لكن ما حدث في الآونة الاخيرة غير في المشهد، ولا سيما بعد سقوط مناطق استراتيجية في الجنوب السوري بيد الثوار. فقد دفع النظام ومناصريه في الوسط الدرزي الى القيام بجهد جهيد لتوريط الدروز في الحرب بشكل مباشر. وحصلت صدامات، واخطرها بعدما جرى توريط شبان دروز جرى تسليحهم وتشجيعهم من وجهاء محليين ولبنانيين مرتبطين بالنظام ومخابراته في عملية عسكرية قامت بها قوات النظام و”حزب الله” على عدد من القرى التي يتحصن فيها الثوار. والخطير ان العملية كانت كبيرة وانتهت المعركة بخسائر كبيرة من الجانبين.
ان نداءات وليد جنبلاط يجب ان تسمع في لبنان وفي سوريا. وآخر النداءات تلك الموجهة الى دروز سوريا بالالتحاق بالثورة . فالدروز لا يمكن ان يكونوا في صف قتلة الاطفال، ولا ادوات في يد بعض ابناء المخابرات هنا او هناك. والاهم الاهم، الا ينسى اهلنا من ابناء الطائفة في لبنان وسوريا ان بشار ضحى ويضحي بأبناء الطائفة العلوية ويدفع بهم دفعا الى الابادة الجماعية دون ان يرف له جفن. لقد سقط النظام في آذار ٢٠١١، فلا ترتكبوا ايها الموحدون العرب خطأ تاريخيا لن تكون لنا من بعده قيامة.