لم يتحمس الخروف كثيراً عندما اتجه ولده لممارسة رياضة ” كمال الاجسام ” . ناصحاً اياه : تلك ليست رياضة إسلامية.
وقبلها كان اقد اعترض علي ممارسة ولده لرياضة ” الكونج فو “
حقق الابن تقدماً طيباً في بناء جسم نموذجي . . واراد التقدم لاحدي البطولات .
لأن المد الخرفاني . كان قد لحق بالمدرب أيضا . فراح يخلط مأمأة الخراف بالرياضة . فنصحه بعدم التقدم لتلك البطولة لكي لا يخالف شرع الله .
سأله الشاب : ولماذا يا كابتن !؟
الكابتن خروف : الاشتراك في البطولة يتطلب منك حلق شعر الساقين . وهذا حرام شرعاً , مخالف للشريعة . فابتعد عن تلك البطولة , يرزقك الله بخير منها .
عاد الشاب لبيته حزيناً . فسأله والده ” الخروف ” عن سبب حزنه
فلما أخبره . ابتهج الأب الخروف . ودعا للمدرب بطول العمر . وقال لولده ” ألم اقل لك عليك برياضة إسلامية , من تلك التي لا تخالف الشريعة ؟
الشاب : ماذا افعل الآن ؟ كنت احلم بالحصول علي بطولة دولية ( وبدا عليه الحزن ) .
الخروف : اختر واحدة من الرياضة الاسلامية . وستوفق فيما تريده انشاء الله .
الشاب : رياضة اسلامية ؟
الخروف : نعم . والرياضة الاسلامية , حددها لنا سيدنا عمربن الخطاب : علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل .
الشاب ( بعدما فكر قليلاً ) السباحة .. سأشترك في قسم السباحة بالنادي ..
تدرب الشاب وتدرب .. وراح يتقدم في رياضة السباحة . حتي حصل علي عدد من البطولات المحلية .
جاء دوره في التقدم لبطولة دولية في السباحة . فرح كثيراً وشاركته العائلة فرحته . وراح يعد نفسه للسفر لاحدي الدول الأوربية للمشاركة في السباق آملاً في الحصول علي بطولة
شاهده والده يحمل كتاباً جميلاً بالألوان .ضمن تجهيزات حقيبته للسفر .
أمسك الخروف بالكتاب يتصفحه . ثم تأفف : فراعنة , فراعنة ! لا أدري يا ولدي ماذا يعجبك في الكفار . هؤلاء كانوا كفرة , كانوا عبدة أصنام ..
الشاب : انهم أجدادنا . وقدموا عبقريات ومعجزات لا تزال حية تستلهمها الأمم الكبري .
الخروف ( أشاح بوجهه , وراح يتمتم بصوت مسموع ) : انشاء الله . سوف نهدم كل آثارهم وتماثيلهم ومعابدهم الكافرة وأصنامهم . لتتطهر البلاد . وننقذ الشباب مثلك من الشرك و الضلال
سافر الشاب . ووفق في الحصول علي ميدالية فضية في احدي أنواع السباحة – ونشرت الخبر , مع صورته . الصحف المحلية -. وعاد مسروراً بفوزه . وبلقاءاته مع أجانب والتحاور معهم . والاطلاع علي أشكال الحياة والعيش لأيام باحدي دول أوربا ..
كانت فرحة الخروف بفوز ولده . كبيرة للغاية . احتضنه . وقال له . شيء طيب انك شرفتنا هناك ببلاد الكفار . وحصلت علي ميدالية فضية . والذهبية في المرة القادمة انشاء الله . وعرفتهم ان المصريين لا يقلون عنهم . وممكن يتفوقون عليهم أيضاً
الشاب : وعرفتهم اننا أقدم منهم في الحضارة . وبالخصوص في السباحة . عندما قال لي أحدهم ان بلده – الأوربي – هو الذي اخترع هوعا من أنواع السباحة .
الخروف – بلهفة – : ماذا قلت له ؟
أخرجت له الكتاب الذي معي . والذي كنت يا أبي غير راض عن وجوده معي . وأطلعته علي صور مصرية قديمة . فرعونية . تبين أنواع الرياضة التي مارسها الفراعنة . ومنها السباحة
وكذلك اطلعته علي صور لفراعنة يمارسون الجمباز . وهم بالشورت القصير جداً . الذي يلبسه لاعبوا ولاعبات الجمباز الآن … بعد مضي آلاف من السنين !
الخروف ( بلهفة واعتزاز ) : وماذا قال لك هذا الأوربي الافرنجي ؟
الشاب : ابتسم بمودة شديدة وحب واحترام . وقال لي : هيه أنت مصري ..
قلت : نعم
اللاعب الاوربي : الفراعنة . المصريون القدماء . من رواد الحضارة الانسانية . وفي كل المجالات ..
الشاب ( يستطر حديثه لوالده : وصار يتعامل معي باهتمام واحترام طوال مدة الاقامة حتي انتهاء الدورة ..
الخروف : بارك الل فيك يا ولدي . رفعت راسنا . وعرفتهم من نكون . . حسناً أن اخذت معك ذاك الكتاب . دعني أطالعه بالكامل . في وقت آخر .
الشاب : هل تعرف يا أبي . من اين نقلوا صور ومادة ذاك الكتاب ؟
الخروف : من أين ؟
الشاب : نقلوها يا أبي : من فوق جدران المعابد , والتماثيل , والأثار , والبرديات الفرعونية .. فهل مازلت مقتنعاً بفكرة هدم تلك الآثار !؟
الخروف ( مرتبكاً , وقد بدا علي وجهه الخجل .. ثم رفع عينيه لأعلي وبعد لحظات من المراجعة . ابتسم وعز رأسه . وهو يقول ) : لا .. لا . انها هكذا , تكون مراجع .. انها وثائق . مستندات . انها تاريخ شعب .
الشاب : وجزء من التاريخ الانساني كله . وهكذا لا تكون تلك الآثار ملكا لشعب بمفرده , ولا لدولة بمفرها .
الوالد : بلي .. اليوم أنا انتبهت .. انها ملكية انسانية عامة. والمساس بها يعتبر جريمة دولية ..
… …
ومن يومها . تحول الخروف . وتغير . فكف عن المأمأة . . وصار كلامه عن الآثار ما بين تغريد , أو شقشقة .