طلال عبدالله الخوري 30\12\2015 مفكر حر
هاجم موقع «الدبلوماسية الإيرانية» التابع لوزراة الخارجية الإيرانية, من خلال مقال عنوانه «تداعيات تعزيز داعش في الرقة وحل حزب البعث في سوريا»، سياسة النظام السوري التي لا تتماشى مع مشروع الولي الفقيه, مدعياً ان حزب البعث العلماني عقبة في وجه الحل السلمي المستدام للازمة السورية, وليس تغيير الرئيس فقط, وأن النظامين الروسي والسوري اتفقا مع تنظيم “داعش”, بواسطة المبعوث الأممي الخاص بسوريا “ستيفان دي ميستورا”, بضمان عدم تعرض دمشق لهجمات التنظيم مقابل نقل قادة وقوات تنظيمهم إلى الرقة, وبالجهة المقابلة يتم التعهد بعدم تنفيذ أي هجمات من قبل الجيشين الروسي والسوري ضد مواقع داعش في الرقة, وأن النظام السوري يستغل داعش لإيجاد نقطة ارتكاز قرب الحدود مع تركيا لتهديد أنقرة، وإنشاء توازن للقوى بينه وبين الكردية والتركمانية وباقي فصائل المعارضة. وأن تأسيس حزب البعث في عام 1944 من قبل ميشيل عفلق «النصراني» وصلاح البيطار «السني» أدى إلى القبضة الحديدية الأمنية لعائلة الأسد على سوريا لفترة دامت 45 عامًا ولا تزال متواصلة، واعتبر تبني الأساليب الأمنية والعسكرية والعلمانية الأساس الفكري والنهج العملي لحزب البعث, وتسآل الموقع :”هل يمكن اختصار الحل في سوريا بتغيير الرئيس فقط، أم يجب التركيز على الحلول العميقة والمستدامة ك “إعادة النظر في آليات حفظ السلطة وحل حزب البعث السوري”, وتذمر من الدعم الروسي اللا محدود لبشار الأسد, وتضارب المصالح بين فصائل المعارضة السورية المتعددة وضعفها الذي تسبب بانعدام البديل القوي للنظام السوري الحالي. انتهى ملخص لفحوى المقال.
قراءتنا بين سطور الخارجية الإيرانية بانهم استطدموا بالوجود الروسي بسوريا ظناً منهم بأن سوريا ليس لها والي ويستطيعوا بلعها! ولم يعرفوا بأن الاتحاد السوفياتي قد سبقهم ب 45 سنة, وان النظام السوري ما هو إلا فرع الكي جي بي الذي يحكم سوريا من 45 عام ( يمكن مراجعة مقالنا بلد فيها 8 مليون زعيم صارت خاتم بإصبعه! كيف خدعتنا عائلة الاسد 45 عاما؟) , هم يعتبرون بان علمانية حزب البعث هي المشكلة في سوريا ولكنهم لا يعرفوا بانه عبارة عن مؤسسة كيجيبية مخابراتية وليس لها اي علاقة بأيديولوجية “ميشيل عفلق النصراني كما يقولون” وانما هي واجهة يستطيع ان يستخدمها النظام لكي يتلون بها تمكنه من الأدعاء بأنه علماني عند الحاجة, وهو ايضا يفتح المدارس الشرعية ويمول الدعاة ورجال الدين لكي يظهر بأنه يحكم بالسنة النبوية الاسلامية الصحيحة, وهذا كله اساليب مخابراتية كيجيبية معروفة للتمكن من السيطرة على سوريا وجعلها حديقة خلفية لعملياتهم المخابراتية في سبيل الهدف الأسمى وهو اعادة روسيا كقوة عظمى نداً للغرب كما كانت بأيام الاتحاد السوفياتي البائد وذلك على حساب الدم السوري.
وهناك احتمالان للسياسة الايرانية المستقبلية, فإما ان تقبل بأن تكون ايران حديقة خلفية للكي جي بي مقابل الدعم الروسي السياسي والعسكري لنظامهم كما يفعل مع نظام بشار الاسد, او ان يتخلوا عن كل مشاريعهم في سوريا واليمن ولبنان والخليج ويلتحقوا بالمعسكر الغربي من اجل النهوض ببلدهم كما كانت عليه في عهد الشاه؟ وخاصة ان الانتخابات الايرانية قادمة ويجب ايضا اختيار بديل عن المرشد “علي خامنئي” وستكون طريقة سير الانتخابات ونتائجها مؤشرات لتوجهاتهم السياسية المستقبلية.. اما الخيار بان يبقوا على ما هم عليه فسيؤدي بحالهم من السئ الى الاسوء وانهيار نظامهم بالتالي, اي انهم الان على مفترق طرق .. وبناء عليه ستنحو الكثير من التطورات في سوريا.