الحياة بهية جميلة وتكليفنا فيها اجمل ولازلت حيا اكمل المسيرة

444

غمر السيل مخيم ليبرتي مرة أخرى مما جعل نقل المضربين عن الطعام إلى المستوصف أمرًا مستحيلً

الحياة بهية جميلة وتكليفنا فيها اجمل ولازلت حيا اكمل المسيرة
*مجتبى شادباش
.. لو طالت غيبوبتي ثلاث دقائق إضافية لكنت الى جوار اثنين من إخوتي و رفاق مسيرتي في إحدى أدراج ثلاجة مستشفى بعقوبة في محافظة ديالى بالعراق. كنا في (أشرف) صبيحة يوم 8 من نيسان/أبريل2011 عندما دخلت القوات العراقية الارهابية العميلة لنظام الملالي في طهران.. اكمل المجرمون المهمة المكلفين بها بعد اراقوا دمائنا البريئة على الارض و قد أخذونا نحن الثلاثة من على الأرض كجثث ونقلونا معهم إلى مستشفى بعقوبة..و كان قد تكسر رأسي ووجهي ويدي .. و نزيف شديد مني إثر ضرباتهم بالهراوات إلى حد الموت كما تحطمت عظام ساقي بطلقة بندقية ال ”إم16“ الأمريكية. ولم يفحصوني ولو بنظرة واحدة في المستشفى حيث أرادوا تسليمي إلى الطب العدلي كجثة هامدة وأنا في حالة الغيبوبة. . . ولا أعرف! لربما كان رفاقي الاثنين الاخرين احياء ونقلوهما الى ثلاجة المشرحة بالطب العدلي لتجميدهما احياءا وهكذا وقعنا بين مسلحين مجرمين مرتزقة وأطباء بلا قيم(مجرمون أيضا ) إلا أنني قد شاء الله وحالفني الذي لم يحالفهما ليفيقا من الغيبوبة مثلي قبل أن يوضعا في أدراج الثلاجة.
ومنذ ذلك اليوم إلى هذه اللحظة وأنا أفكر ف قرارة نفسي متسائلاً”لماذا بقيت حيا؟“
كلا! لن أقول إنني شبعت من الحياة أو اننى لا أحبها. بل على العكس من ذلك الحال الذي عشته بت أعشق الحياة بكل جوانبها اشكالها مواهبها! من لمسة زهرة حمراء وشم اريجها إلى التجول والركض تحت زخيخ مطر الشتاء لأمطار ومشاهدة رقص أطفال سعداء يلهون يعبثون أو سماع موسيقى جميلة هادئة و…
أجل؛ الحياة عندي جميلة بحيث أرى تحمل المصائب وأخيرًا التضحية بالنفس من أجلها جزءًا منها .. فقد تعلمت من التاريخ أن الشعوب وبهكذا تضحيات تثبت وجودها اللائق و تنال حريتها وتوفيقها بحق وجدارة ..فلأكن أنا جزءًا من هذا البهاء للحياة ومبررا وجودي الراقي المترفع في صفحات تكليفي فيها.
أجل؛ هكذا يكون في وسعنا إدراك المعنى المقصود لكلمة الوجود والحياة والتنعم بها.
والآن ها أنذا مازلت حيا .. وأقول مرة أخرى وفي اليوم الثالث والثمانين من الإضراب عن الطعام : إن الحياة بهية إلى حد أنها تستحق أن أضحي بكل جزء من كياني وقطرة من دمي من أجلها من أجل مسيرتنا الجميلة وليس من أجل نفسي بل من أجل أرواح الرهائن السعبة المختطفة!
اختطفوا السبعة كرهائن في صبيحة أحد أيام الصمود من أج الشرف والحرية والكرامة في أشرف .. واعلم أن الرهائن السبعة على وشك تسليمهم إلى النظام الإيراني لممارسة شتى أصناف التعذيب والتنكيل بالكرامة الانسانية ومن ثم إعدامهم .
يتنامى يقيني في كل لحظة وكل حين بتكليفي في الحياة وواجب العطاء والعمل المثمر والتضحية والإيثار حتى الرمق الاخير .. ويرحلون ونمضي خلفهم لنكمل المسيرة بشرف وصمود «والحياة بهية و مازلت حيا أستحق الوجود ».
*”مجتبى شادباش“ _ مهندس كهربائي
نجى مجتبى من الموت بمعجزة إلهية بعد اقتحام العملاء العراقيين ( مرتزقة نظام طهران) لمدينة أشرف في 8 نيسان/أبريل 2011

 

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.