مواصلة الحوار مع الأخوان المسلمين و(شرعية استيلائهم) على تمثيل الثورة السورية …. الحلقة (1)
د.عبد الرزاق عيد
إن المداخلة التي قدمها (الدكتور أبو محمد) عن الأخوان المسلمين حوارا ومناقشة لمقالنا السابق، لم ترتق إلى مستوى التحديات التي يطرحها علينا زمن الذبح الأسدي الطائفي الاستيطاني –الإيراني – الروسي، بل هي تكرار لمقولات ألفها الجمهور المسلم المثقف والمتربي على مرجعية ( خطب الجمعة )، فالأخ (الأخواني) يريد أن يرد على التحديات التي تطال مصير وجود السوريين شعبا ووطنا، وذلك وفق إنشاء ديني لغوي تعبوي مستهلك في خطابات الجمعة في كل المساجد الإسلامية والعربية، عن (الله الذي أعزنا بالإسلام ) ، وفق خطاب الوفد الذي ذهب إلى الحبشة وخطابه للـ (النجاشي )، على اعتبار أن الزمن حركة اعتماد في المكان …فما يصلح لمخاطية النجاشي ( الحبشي )، منذ ألف وأربعمئة سنة،لا يزال يصلح لمخاطبتنا كمسلمين في لحظة الصفر ما بعد التاريخي هذه، بل ولمخاطبة العالم ما بعد الحاثة، أي صالحة لمخاطبة نجاشي زماننا أوباما (واشنطون ) التي بلغت مرحلة التهييء للانتقال من بؤس طين كوكبنا الأرضي إلى عالم سكنى الفضاء الأثيري …
فكل هذه العوالم في الزمان والمكان (من النجاشي إلى أوباما) وفق أخواننا (الأخوانيين ) ، كلهم في فلك واحد يسبحون كنواة مغلقة (زمكانيا ) ……..
لم يكن من جديد في خطاب الأخ ( الأخواني ابومحمد )،سوى أنه يعيد تثبيت وتأكيد ما ينكرونه علينا في توصيف الفكر الأخواني، عندما نقول لهم: أنهم ليسوا مقتنعين بالتجربة المدنية الديموقراطية التركية إلا على سبيل تكتيك (الضرورات تبيح المحظورات) … أي بوصفها (ديموقراطية وعلمانية الضرورة ) التي تنتظر فرصتها للتفلت من هذه القيود العلمية والفكرية النظرية الكونية، لإعلان دولة الخلافة الإسلامية (الصافية )، وذلك لأن العلمانية غريبة عن تراثنا الإسلامي، بل هي لصيقة بالتاريخ الغربي المسيحي الخاص، الذي كان لا بد له أن يفصل بين ( الدين والدولة ) … بينما نحن المسلمون لسنا بحاجة إلى ذلك وفق (إسلاميينا الأخوانيين ورهطهم المتوافقين مع الإستشراق الغربي ) الذي يعتبر أننا دون هذا المطلب الذي لا نستحقه كاستبداد شرقي، بوصف نسقنا الشرقي نسقا بنيويا استبداديا بربريا همجيا مغلقا ومؤبدا، حيث في ذلك تكمن خصوصيتنا .. وفق المنظور الاستشراقي الغربي، والمتأسلم الشرقي الذي يفترض أن استبدادنا في العضر الوسيط كان حرية إسلامية … نهاية الحلقة الأولى …