(( الحمقى ))

((قال الشاعر العربي لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة ، أعيت من يداويها.))ra

((وقال أينشتاين هناك شيئين لا حدود لهما : العلم وغباء الإنسان . ))

مجموعة من القرى الساحلية تمارس الصيد ، الزراعة ، وهي ذات مناخ معتدل .

سكان هذه القرى متجاورون وهم لا يفصلهم عن القرى الأخرى سوى دقائق . وأقاموا لهم سدا لجمع الماء والسقي زرعهم وماشيتهم .

يلتقون في الأتراح والأفراح والأعياد . وكان الحب هو القاسم المشترك بينهما وكانوا مترابطين ومتحابين ..

وفي كل يوم من نهاية الأسبوع يذهبون لعرس (زواج) يتم بين أهل القرى المتناثرة فهم متصاهرين .

و في العام الجديد احتفلت إحدى القرى لوحدها دون دعوة بقية القرى واستغرب القوم وقاموا بزيارة تلك القرية ، وعلموا بعد الزيارة بان يوجد داعية منذ مدة من الزمن وجعلهم يتبعوه وحدد لهم عيدا يختلف عن بقية القرى وآثار استغراب الجميع وقالوا لهم حتى لو حدث ذلك فلماذا لا تدعونا لمشاركتهم الفرح .

وفي السنة الثانية تكرر الحادث في قرية ثانية وبعد الاستعلام يوجد داعية وهكذا عمت هذه الظاهرة وانقسم الجمهور . علما بان تلك القرى قبل ذلك كانوا أخوة رغم تعدد المعتقدات التي يؤمنون بها .

وبعد عشرة سنوات بدأت مجموعات متفرقة في نفس القرية الأولى تحتفل لوحدها وتشرذمت القرية وبعدها انتقل نفس الفيروس للقرى الأخرى .

وهكذا تدحرجت كرة الثلج وكبرت وكبرت معها روح الشيطان وتمزق الجمع الصالح .

وبدا الجمهور يبتعد عن المدارس والمقاهي وبدا الاقتصاد يتدهور…..وكان يوجد رجل حكيم شاهد شيئا جديدا وهو ظهور فيران غريبة في الحقول تلتهم المحاصيل ونبه أهل القرى فلا مجيب فكل غرق ويغرق بحقده الذي امتلأ بقلبه واعمى البصيرة …

وذهب الحكيم لمعاينة موقع السد فوجده بحالة مزرية ولا توجد صيانة له منذ مدة طويلة ففزع وهروب وابلغ القرى فلا مجيب …

وجمع أعيان القرى هذا الحكيم في ساحة بيته وقال لم أن ظهور فيران هي علامة فرقه بين الأحبة وعلامة خيانة الأمانة وامتلاء القلوب قيحا . وسوف تكون نهايتهم في القريب .

فقام أهل القرى بضربه ففر للخلاص بجلده .

كان للحكيم صديق عزيز ، فارسل له رسالة وذهب الصديق لمقابلة الحكيم وبعد اللقاء ابلغه سوء الحال في تلك القرى فكل قرية تسب دين القرية الثانية وتسب نبيها وهذ الحال منذ مغادرتهم يا سيدي وعاد الصديق حزينا .

وفي إحدى الأمسيات شاهد الحكيم نيران مشتعلة من تلك القرى فعلم بانهم في حالة تحارب وان الحب تحول إلى عداء …

والسبب التفرقة التي جاء بها الأغراب وصراع( المعتقد والاشكالية لا احد يعرف حقيقة المعتقد )!!!

فقرر الذهاب للسد وطلب العون من مجموعة من الرجال لكي يحدثوا فتحة في السد لكي يجري الماء ويطفئ الحريق . وعندما ذهب للسد وجده جافا فلقد قام الأشرار بسحب الماء لمدنهم البعيدة عندما التهى القوم في صراع الصوم …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.