الحل في سوريا

الحل في سورياputinobama
بعد مرور ما يقارب اربع سنوات من صراع داخل سوريا تجاوز حدود اسقاط النظام الى محاربة الارهاب و حروب بالوكالة اصبح من المتعذر ان نقول ان الحل مرتبط بالداخل السوري او المخرج هو حل سوري او توافق سوري
الحل في سوريا هو حل امريكي بهوى روسي
من منا لا يتذكر كلمة انور السادات عندما قال كل خيوط اللعبة بيد امريكا و يبدو انه من قبل 1978 و الى الان ولربما للمستقبل المنظور امريكا هي اللاعب الاقوى و هي من تدير حسب مصالحها دفة الصراع و تتحكم به
روسيا لا يتعدى دور لاعب خط وسط عليه ان ينقل الكرة ولكن ليس هو صاحب الهدف ربما يراوغ يشتت يحتفظ بالكرة كمعطل ولكن لا تسمح له امريكا ان يتجاوز خط الوسط في نهاية سيحمل ميدالية ولكنه لن يحمل الكأس
اذا اردنا ان نتصور الحل الامريكي فعلينا أن نقرأ توجهات السياسة الامريكية باللهجة الامريكية تماما
اولا : امريكا في النهاية ستسقط الاسد و مؤمنة انه لا دور للاسد في مستقبل سوريا ولكن الساعة الامريكية لا تواكب الساعة السورية ولا الروسية
ثانيا : الاولوية عند امريكا في هذه المرحلة هي محاربة الارهاب فالامن القومي الامريكي همه الاول التخلص من اصحاب الفكر المتشدد وهي ترى ما يجري في سوريه وفق تصورها محرقة للجماعات المتشددة فتراها لا تقيم قيودا على دخول الجماعات المتشددة الى سوريا ولكنه لا تسمح لهم بالخروج فأي استهلاك لتلك القوى هو في مصلحة الامن القومي الامريكي والغربي معا رؤية تشترك فيها مع روسيا ولكن روسيا يبقى مصدر قلقها منحصرا في بؤرة الشيشان لا اكثر و روسيا لديها اسلوبها الخاص بمعالجة هذا الجانب
ثالثا : امريكا تعمل على فرز قوى بالمنطقة تدين بالولاء لها قوى سياسية او حراك ثوري ذو ايديلوجية لا ترى في امريكا والغرب عدوا مما يجعل البديل للنظام السوري الذي يحترم الهدنة مع اسرائيل بديلا لا يرى ضرورة لمواجهة اسرائيل و مهئيا لاقامة سلام يحفظ الامن لاسرائيل و هذا الامر لا تختلف فيه مع روسيا
رابعا : امريكا لا تجد ضرر في المرحلة الانية من أن تتمتع روسيا ببعض المكاسب الاستراتيجية بسوريا على عكس من موقفها تجاه تهديد روسيا للمصالح الغربية في اوكرانيا
خامسا : المصالح الامريكية في المنطقة تتمثل بالمحافظة على منابع النفط سواء شمال العراق او في الخليج وضمان امن اسرائيل و كما استطاعت تطويع القوى الشيعية فهي ترى بالاسلام المعتدل شريك مقبولا لهذا النوع من التعامل مع بعض التحفظات
سادسا : ادارة هذا الصراع و توجيهه يحتاج تواجد امريكي على الارض سواء عن طريق اجهزة الاستخبارات الامريكية او من خلال قوى سورية تثق بها امريكا وهذا ما تسعى وتعمل عليه الان
سابعا : امريكا تعلم ان ظاهرة التشدد ( الارهاب ) هي ظاهرة عرضية ستزول بزوال الاسد وان رحيل الاسد كفيل بانهاء هذه الحالة وان بقية عناصر النظام بعد رحيل الاسد سوف تتخلص من التبعية للاسد بمجرد ان يغادر سوريا فبقايا النظام لا يشكلون عثرة بل ربما يتحولون فورا الى معارضة بعد ان يتخلصوا من شبح الحكم الشمولي
ثامنا : التوقيت الامريكي مرتبط بقناعة امريكا أن القوى التي تتعامل معها كفيلة بانهاء ظاهرة الارهاب والقضاء عليها وأن القوى المعارضة لنظام الاسد ستركن الى مرحلة البناء وتقف حائلة امام الفوضى التي يمكن أن تدفع اغلب المتناحرين الى قوى صراع متشددة
بقي ان نستلهم من اقوال الرئيس الامريكي و الادارة الامريكية ان فترة تدريب القوى الثورية بسوريا يحتاج الى 3 سنوات لنفهم أن الخطة الامريكية تسير الى حد كبير لا نجاز ما تصبو اليه خلال 3 سنوات هذا لايعني بقاء الاسد 3 سنوات ولكن 3 سنوات هي بتصوري الفترة الزمنية لكل مراحل الحل الامريكي للازمة

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.