الحل السياسي خرافي غير قابل للتطبيق

nasra*** افاق الحل السياسي بسوريا ***
منذ اندلاع الثورة السورية واطراف عديدة ترى ان الثورة هي ازمة سياسية كان عليها أن تبقى سلمية وأن حلها لايمكن أن يكون سوى حل سياسي
هذا المنطق تبنته القوى التي تدعي انها قوى ليبرالية و العلمانية في المعارضة السورية و الوكيل الحصري لفكرة الدولة المدنية والتي اتخذت من الخطاب السياسي فقط اسلوبا لمواجهة غطرسة النظام على مدى الاعوام الاربعه من تاريخ اندلاع الثورة
تلك القوى ليس لها اي صدى في الداخل السوري على الاطلاق وهي تيارات متعددة ضعيفة قوتها تنحصر بالاعلام و نضالها السياسي لايتعدى عقد مؤتمرات هنا و هنالك و بيانات فارغة ولقد وجد المجتمع الدولي ضالته فيها عندما سوقت مجانا ومنذ البداية انه لا حل عسكري للازمة في سوريا من طرف واحد تاركة للنظام المجال الرحب للاستمرار بعملية القتل و القمع الوحشي للمواطنين السوريين
هل مارست تلك القوى ليوم واحد الحراك الثوري كحل وفشل حتى تعلن الان انه لا حل سوى الحل السياسي
لم يشهد التاريخ في العالم كله ثورة يتبنى فيها طرفا واحد الحل السلمي بمواجهة طرف اخر يتبنى الحل العسكري والقمعي ويستمر به كما يفعل بعض معارضو النظام من طروحات سياسية خلبية و رومانسية هذا اذا صدقنا انهم بالفعل يمكن تصنيفهم كمعارضين حقيقين
ولو عدنا الى بداية الثورة لوجدنا ان البداية كانت انتفاضة سلمية بحته دفعها النظام بعد اكثر من ستة اشهر مكرهة لاستخدام حق الدفاع عن النفس و التسلح الداخلي نتيجة ان العالم كله حجب عنها الدعم العسكري
ومع لك لم يستجب النظام السوري للطروحات والحراك السلمي الى درجة ان الغرب اضطرا في النهاية لرفع الحظر عن تسليح المعارضة بعد ان ايقن ان النظام ماض بعملية المواجهة المسلحة والعنيفة لقوى المعارضة الداخلية بينما بقيت تلك التيارات متمسكة بطرح الحل السياسي طالما انها لا تدفع ثمنا حقيقا على الارض و لا حتى على المستوى الشخصي لمواجهتها مع النظام
وقد نجح الحراك الثوري المسلح بالداخل باقصاء تلك التيارات و تعرية مواقفها التي تتماهى مع فكر النظام كهيئة التنسيق و تيار بناء الدولة و جماعة صالح مسلم وكاد ان ينهي وجودها تماما لو لا ان بعض الاقطاب السياسية في المجلس الوطني والائتلاف عادت من جديد بحكم انها مسيسة من قوى خارجية للاجتماع مع تلك الاطراف و اعادتها الى واجهة الاحداث و التفاعل معها على اساس انها قوى معارضة وطنية لها رؤيتها ومحاولة انتاج موقف تتراجع فيه تلك القوى السياسية مقابل موقف ضبابي من تلك المعارضة المدجنة بالداخل
لقد اتضح اخيرا ان اي معارض سياسي في الخارج يسقط اخلاقيا او مهنيا بقيادة المعارضة يهرول باتجاه هيئة التنسيق ومن لف لفها لاعادة انتاج نفسه كمعارض معتدل توافقي بين المؤيدين و المعارضين
وعلى الرغم انه لايوجد مفهوم واضح للحل السياسي يمكن ان يشكل قاسم مشترك بين تلك القوى السياسية والنظام وهو امر صعوبته تتجاوز صعوبة الحل العسكري الا ان تلك القوى ترى بالتمسك بهذا العنوان مخرجا لها من استحقاق لا تقوى عليه الا وهو مواجهة النظام مواجهة حقيقة وبارادة ثورية
الحل السياسي هو حل خرافي غير قابل للتطبيق وهو اصعب من الحل العسكري فهو يسعى للحصول على تنازلات من النظام بدون اكراه دولي تنازلات لم يقدمها وهو في اسوء ايام مواجهته للحراك العسكري الثوري بالداخل
فهل مالم يسلم به النظام تحت وطأة الضغط العسكري سيقدمه للمعارضة على طاولة المفاوضات ؟؟؟؟
اذا مالذي يهدف اليه اصحاب الحل السياسي في فريق المعارضة ؟؟
الهدف يتلخص باجهاض الحراك العسكري الذي وصل في بعض مراحله الى تضييق الخناق على النظام و الغاء الحالة العسكرية للثورة وصولا الى مفاوضات مكوكية و دورية تفضي الى احالة استسلام للنظام والقبول ببعض الفتات السياسي التي يمكن ان يلقى به النظام لتلك المعارضة لتوهم نفسها انها انتصرت في النهاية

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.