الحكم الشرعي للموسيقى والغناء والتمثيل وفن النحت

رسالة أوجهها لفضيلة المشايخ والسلفيون….ورسالة باقية للشيخ الشعراوي ليوم القيامة.
هناك من يتعللون في تحريمهم الغناء والموسيقى والتمثيل بقوله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }لقمان6.
فهؤلاء لم ينتبهوا للعلة في التحريم فهي ليست في شراء لهو الحديث….لكن علة التحريم تقع في الغرض الذي من أجله تم الشراء….وهو الإضلال والضلال عن سبيل الله واتخاذ آيات الله هزوا…فهنا يقع التحريم…
فأنت تمزح مع صديقك وهذا من لغو الحديث ولا تحريم فيه…وتطلق النكات لنضحك وهذا من لهو الحديث ولا تحريم فيه ولا عذاب…بل هو فقط خلاف الأصح…فليس كل لهو للحديث حراما لذاته..
وهنا أيضا نقول بأننا يجب أن نتوخى الدقة قبل أن نصيح بتحريم الأمور متناسين ضوابط كلمات كل كلمة بالآية…وترانا وقد استهوانا أمر الإكثار التحريمات دون أن ننتبه لضوابطها …. ونسعد بتخويف الناس بذكر العذاب والتغليظ في كل أمور حياتنا..ونتصور بأننا بذلك نكون على التقوى وعلى الدين بينما أرانا وقد خرجنا منه إلى تهوكات ووساوس ما أنزل الله بها من سلطان…
فالموسيقى ليست حراما….والغناء ليس حراما….والتمثيل ليس حراما…….وفن النحت وصناعة التماثيل ليست حراما…وتلحين الكلام ليس حراما.
فالحرام هو إثارة الغرائز فذلك هو الإضلال عن سبيل الله…..والحرام هو صناعة التماثيل ليعبدها الناس….فطريقة الاستخدام للموسيقى والغناء والتمثيل وتغنج المرأة في الكلام للإثارة هو الحرام…
فالطريقة هي التي تصنع الحرام…… وإلا تظل الأمور على أصلها أنها كلها حلال ما لم يورد من الله نص بتحريمها لذاتها ……لكننا نجد بأن الموسيقى في ذاتها واحتراف العمل بها أو ممارستها وسماعها ليست حراما…إلا إذا تم استخدامها للإضلال عن سبيل الله واتخاذ آيات الله هزوا…فهكذا يكون الفهم الصحيح للآية..
فأما عن الغناء والموسيقى فللقرءان جرس موسيقي….ولتغريد الطيور جرس موسيقي….ولحن القول ليس بحرام…وضرب المزمور وقرع الطبول للبشر والأغنام والطرب ليس حراما…
وكانت الجبال والطير تغني وراء تلاوة داوود لمزامير داوود..فالغناء ليس حراما….والموسيقى ليست حراما….والتلحين ليس حراما…..
ويقول تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }سبأ10.
وأما عن فن التمثيل…فالله أرسل جبريل متمثلا في هيئة بشر للسيدة مريم….وأرسل ضيوفا من الملائكة متمثلين في هيئة بشر لسيدنا لوط …وضرب الله لنا الأمثال لنفهم …وقص لنا القصص لنعتبر …وكل ذلك دونه القرءان في آيات تتلى ليوم القيامة لكن هيخات لمشايخنا ان يتدبروا القرءان…وهذه هي رسالة فن التمثيل……فالتمثيل ليس حراما.
وأما عن فن النحت وصناعة التماثيل فالنحت وصناعة التماثيل ليست حراما…فكانت الجن تصنع التماثيل لسيدنا سليمان لقوله تعالى:
{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13.
فلو كانت التماثيل حراما ما صنعها نبي من الأنبياء وما قصها الله علينا بالقرءان وهو يقص علينا أحسن القصص…لذلك انصحكم أن تتيعوا قول ربنا تبارك وتعالى:
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.