اليوم زرت صديق مريض في المستشفى،جاءت ممرضة لتغيير المغذي..ذهبت من عندنا وهي بالكاد تمشي لكون عمال النظافة يقومون بتنظيف أرضية الغرفة بالماء والديتول ولأنها حامل بالأشهر الأخيرة كانت تخشى السقوط فتمشي ببطء تتخطى المياه وكأنها تمشي على (بيض) حتى خرجت بسلام..قال المريض هذه الممرضة طيبة جدا جدا وتهتم بي كثيرا وحنونه على المرضى..لكن للأسف هندوسية وتمنيت لو انها مسلمة لتكتمل طيبتها..قلت له لا عليك بدينها المهم انها راقية بالتعامل معك!
صديق المريض المطوع وهو يستاك بمسواكة النتن وصوته المثير للقرف (أعني صوت مسواكة بفمه!) سارع يقول ( هندوسية؟ عساها تطيح وتتكسر هي واللي فبطنها)، الهندوس أكفر خلق الله الاف الألهات عندهم..وكافر سيولد بأرض احتضنت أطهر وأنبل البشر محمد صلى الله عليه وسلم!
لا غرابة ان نجد الحقد الديني على المخالف لدى المسلمين،فالمسلم الذي يخالفهم بالرأي يفرحون لموته مستندين على نصوص موثقة..
تدعم كراهيتهم وحقدهم
لكن من كثرة تعجبي والشعور بالقرف نظرت للتافه الملتحي (وهو يعمل في محكمة بالمناسبة) قلت له (ومعروف عني اني اذب الكلام ولا يهمّني ردة الفعل طالما انني ارى خطأ) قلت الحقيقة اتمنى لو تسقط انت بدالها! وش سوت لك هي؟
قال افا يا …اخوك المسلم أنا مايجوز الله يهداك..شكلك تمزح هههه تقهو خذ فنجال! هاك التمر اقدع! (كيف امسك تمره مت يده وهو يمسح رأس مسواكه بيده؟ اي قرف ووسخ لدى هذا المطوع)
حدث بيني وبينه نقاش بسيط احاول اقرب له ان يكون انسان قبل ان يكون مسلم و ان ينظر لغيره كونه انسان قبل ان يكون تابعا لأي ديانة، لكن لم أكمل الحديث من أجل المريض واستئذنت منه مع تمنياتي له بالشفاء العاجل…. بعد ساعتين ويتصل صديقي المريض قال انت وش سويت، الرجل شهّر فيك بالقروب نقل ما حدث بينك وبينه يقول فلان ولد فلان حليق الشنب (يعتبرها مسبّة بالمناسبة!) يبدو انه علماني ويرى الناس سواسية مؤمنهم وكافرهم! سبحان الله خواله فلان قضاة وأئمة وهو علماني حليق الشنب!
قلت له لا بأس، فالأحمق قام بإيصال رسالتي لمئات الأشخاص في القروب الخاص بهم فإيماني فعلا يقوم على اساس ان الناس جميعهم سواسية ولا افضلية لأحد على اساس ديني او مذهبي!
يا للكراهية العامرة في قلوبهم، لو اعتسلوا بمياه الأمطار والأودية والأنهار والبحار لن تنظف عقولهم وقلوبهم من الكراهية الدينية..